برلين ـ المغرب اليوم
رفض اثنان من كبار مسئولى جهاز المخابرات الألماني مقترحا اثاره مسئولون وقادة دول من اعضاء الاتحاد الأوروبى من بينهم الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون بتأسيس وكالة اوروبية موحدة للاستخبارات وذلك على خلفية تصاعد العمليات الارهابية التى اعلنت داعش مسئوليتها عنها فى دول الاتحاد الاوروبى فى الاونة الاخيرة.
وينص المقترح الاوروبى على عمل استخبارتى موحد يعتمد على تبادل المعلومات السرية حول انشطة منظمات الارهاب تساهم فيه اجهزة الاستخبارات الوطنية لكل بلد اوروبى. وقد نشات فكرة بناء وكالة استخبارات اوروبية موحدة فى سبتمبر الماضى عندما اثارها مفوض الهجرة والشئون الداخلية والجنسية فى الاتحاد الاوروبى ديميتريس افراموبوليس الذى اعتبر ان التهديدات الارهابية التى تواجهها اوروبا تستلزم التخلى على المحظورات القديمة التى تعرقل تبادل المعلومات بين اجهزة الاستخبارات الوطنية الاوروبية والاقدام بشجاعة على الانفتاح استخباراتيا بين الدول الاوروبة.
وبنفس المنطق أيد الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون الفكرة وقال فى خطاب ألقاه هذا الاسبوع امام جامعة السوربون العريقة إن اقامة وكالة استخبارات اوروبية موحدة سيكون اداة لتحقيق التقارب الاوروبى فى السياسات الأمنية وهو ما يجنب الاوروبيين مزيدا من التهديدات الأمنية المحتملة.
وقبل يومين هاجم اثنان من كبار مسئولى الاستخبارات الالمانية فكرة انشاء وكالة اوروبية موحدة للاستخبارات وهما هانز جورج مابين مدير المكتب الوطنى الالمانى لحماية الدستور، وبرونو كال مدير جهاز المخابرات الالمانى وكلاهما كان يلقى بإفادته فى هذا الأمر أمام جلسة خاصة عقدتها لجنة الاستخبارات فى البرلمان الالمانى ، البوندستاج.
واقترح كلا المسئولين الالمانيين فكرة بديلة وهى تعزيز قدرات مركز الانذار المبكر للازمات فى الاتحاد الاوروبى وكذلك تعزيز المركز الاوروبى لتقدير الموقف (****EU INTCEN****) كبديل عن انشاء جهاز استخباراتى اوروبى جديد، وأكدا لنواب البرلمان الالمانى ان لكل بلد حساباته الخاصة وعقيدته الخاصة بالنسبة لانشطة المخابرات ولا يمكن للدولة كشف أوراقها وأساليب عملها الاستخبارى. كما شددا على أن أعمال المخابرات عادة ما تكون أفضل إذا مورست بصورة وطنية لكل بلد وأنها عادة ما تفشل إذا مورست بشكل جماعى.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية الالمانى إن انشاء وكالة استخبارات اوروبية موحدة ستضيف عبئا بيروقراطيا جديدا على عاتق الاتحاد الاوروبى وهو عبء ستكون له انعكاساته السلبية على أجهزة الاستخبارات الوطنية لكل بلد اوروبى.
اما على سبيل تبادل المعلومات الاستخبارية، فقد أكد المسئولان الالمانيان انه امر مطلوب ولا غضاضة فيه وأنه يجب تحسين وسائل تبادل المعلومات المخابراتية وسرعة تحليلها والاستفادة منها بين دول الاتحاد الاوروبى، وان الاستخبارات الالمانية تتعاون بنشاط على هذا الصعيد مع اجهزة الاستخبارات الاوروبية الاخرى ومع الاتحاد الاوروبى ذاته سواء تم ذلك بصورة ثنائية أو جماعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر