وضع الرئيس الأمريكي نفسه في مسار تصادمي مع خبرائه الصحيين بتحديده موعدا نهائيا لتنشيط الاقتصاد، رغم حث السلطات المحلية في نيويورك سكان المدينة على فرض حجر ذاتي للوقاية من كورونا.
وقال الرئيس دونالد ترامب للصحفيين يوم الثلاثاء، إنه يهدف إلى إعادة فتح "أجزاء كبيرة من البلاد" قبل عيد الفصح، مع أن المسؤولين الصحيين نصحوا أي شخص غادر نيويورك مؤخرا بوضع نفسه في الحجر الذاتي لمدة أسبوعين.
واعتبر ترامب، دون أي دليل، أن الإغلاق الحالي للبلاد "سيؤدي إلى المزيد من الوفيات أكثر من الفيروس التاجي نفسه".
وأعلن ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "آمل أن نتمكن من القيام بذلك (إلغاء الإغلاق) بحلول عيد الفصح.أعتقد أن ذلك سيكون أمرا رائعا لبلدنا".
وأفصح إنه اختار عيد الفصح "لأنني اعتقدت للتو أنه وقت جميل، وجدول زمني جميل، إنه يوم عظيم".
وأشار إلى أن هناك "أجزاء كبيرة من بلادنا تعمل بشكل جيد للغاية" مع "أعداد صغيرة" من عدوى الفيروسات التاجية.
والموعد النهائي الذي حدده ترامب لفتح الإغلاق (عيد الفصح) يتعارض بشكل صارخ مع التدابير في المملكة المتحدة والهند وبلدان أخرى، وقال في مقابلة سابقة على قناة فوكس نيوز: "ستكتض الكنائس في جميع أنحاء بلادنا ... أعتقد أنها ستكون فترة جميلة".
وأثارت تصريحات الرئيس هذه انتقادات واسعة النطاق. وقال الحاخام جاك مولين ، رئيس تحالف الأديان: "إن إصرار الرئيس على مهلة تعسفية - رمزية - قد يعرض المزيد من الأرواح للخطر. إن الاقتراح القائل بأن خطر هذا الوباء سوف يمر من خلال عيد الفصح لا تؤكده الأدلة العلمية".
وذكرت "غارديان" البريطانية إن خطاب ترامب في تجمع رعته شبكة "فوكس نيوز" الموالية له بواشنطن مساء أمس الثلاثاء عكس حقيقة مرعبة وهي أنه "مثل كابتن الطائرة الذي يعلن فجأة أنه سيهبط على الماء وهو يضع كمامة على عينيه".
وأضافت:"في ذلك اليوم الذي دعا فيه ترامب إلى إنهاء حالة الإغلاق والعزل في أمريكا تحدثت تقارير عن وفاة المئات من الأمريكيين جراء إصابتهم بفيروس كورونا… ومن الواضح أن دعوة ترامب لإعادة فتح الأسواق بحلول عيد الفصح في الـ12 من الشهر المقبل كانت نابعة من غريزته التجارية ومن حملته الانتخابية، وليس على أساس العلم".
وتابعت الصحيفة "راقبنا ترامب وهو يلقي كلمته من مقعد يبعد 30 قدما عن الحاضرين، وشهدنا كيف أن هذا الرئيس يمتلك قوة مخيفة للسيطرة على حياة وموت الأمريكيين (…) إن حياة الشعب الأمريكي في هذه الأزمة هي عبء كبير لا يمكن لترامب أن يتحمله، لأنه شخص غير مؤهل، وهو الوحيد الذي أقام في البيت الأبيض كرئيس دون أي خبرة سياسة أو عسكرية".
ولفتت الصحيفة إلى أن الخطاب الأخير لترامب مَثّل "تحولا كبيرا آخر" في سياسته إذ أعلن في البداية أنه لا ضرورة للقلق وأن الفيروس سيختفي بمعجزة، قبل أن يعلن في وقت لاحق أنه "رئيس في فترة حرب" ويدعو شعبه إلى البقاء في منازلهم وعدم الاختلاط.
وختمت الصحيفة: "الآن نراه يعود للموقف الأول بعزمه إعادة فتح الأسواق ويصر على تسميته بالفيروس الصيني، وفي الوقت ذاته يدعو الأمريكيين إلى حماية المواطنين من أصل آسيوي، لأن تفشي فيروس كورونا ليس خطأهم!".
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر