واشنطن ـ المغرب اليوم
جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين ثقته بمرشّحه لعضوية المحكمة العليا القاضي بريت كافانو على الرغم من الاتهامات الموجّهة إليه بالاعتداء جنسياً على شابة في ثمانينيات القرن الماضي.وقال ترامب "أنا واثق من أنّ الأمور ستسير على ما يرام"، في إشارة إلى التصويت المرتقب في مجلس الشيوخ على تعيين القاضي المحافظ عضواً في المحكمة العليا.
وأتى تصريح ترامب بعدما أعلنت المرأة التي تتهم كافانو بالاعتداء عليها جنسياً عن استعدادها للمثول أمام لجنة العدل في مجلس الشيوخ لتأكيد اتهاماتها، ومسارعة القاضي المحافظ إلى نفي صحة هذه الاتهامات وإعلانه استعداده للمثول أمام اللجنة نفسها لدحض اتهاماتها، ما يعني احتمال إرجاء جلسة التصويت على التعيين المقررة الخميس.
وفي إشارة إلى إمكانية حصول تأخير بسيط في عملية تثبيت كافانو في منصبه الجديد، شدّد ترامب -- في جواب موزون إلى حدٍّ بعيد -- على ضرورة أن يتمّ الاستماع "إلى الجميع" وأن تكون عملية المصادقة على مرشّحه "مثاليّة".
وردا على سؤال عما إذا كان القاضي المحافظ الذي نفى بشدّة الاتهامات الموجهة إليه قد فكّر بسحب ترشّحه، أجاب ترامب "يا له من سؤال سخيف!"، منوّهاً بكافانو "القاضي الاستثنائي المحترم من الجميع".
وارتدى الاتهام الموجّه الى القاضي كافانو أهمية كبيرة لا سيّما وأنه يأتي عقب اتهامات عديدة مماثلة طالت في الآونة الأخيرة العديد من المسئولين في مجالات السياسة والإعلام والسينما في الولايات المتّحدة وأطاحت بعدد منهم.
ويحاول الديمقراطيون الاستفادة من هذه القضية لعرقلة تسمية القاضي كافانو في المحكمة العليا، نظراً لما هو معروف عنه من مواقف محافظة.
والسبب في ذلك أن تعيين كافانو سيجعل القضاة التقدميين أو المعتدلين أقلية لسنوات طويلة داخل المحكمة العليا التي تنظر في قضايا اجتماعية شديدة الحساسية، مثل الاجهاض وحمل السلاح وحقوق الأقليات.
ويعمل الديمقراطيون منذ أسابيع عدة بقوة لإبطاء عملية تثبيت القاضي كافانو في منصبه من قبل مجلس الشيوخ الذي، حسب الدستور الامريكي، له الكلمة الاخيرة في تثبيت مرشحي الرئيس.
أما الهدف فقد يكون إرجاء التصويت على تثبيته الى ما بعد الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر المقبل التي قد تعيد الاكثرية داخل مجلس الشيوخ الى الديمقراطيين.
والمعروف أن الجمهوريين يحظون حاليا بأكثرية ضعيفة جدا داخل مجلس الشيوخ هي 51 مقابل 49.
الا انه من المرجح ألا تنجح جهود الديمقراطيين هذه، لأن لجنة العدل المعنية بهذا الملف في مجلس الشيوخ مدعوة للاجتماع الخميس للتصويت على تثبيت القاضي كافانو، على أن يصوّت كامل اعضاء مجلس الشيوخ أواخر الشهر الحالي على الارجح.
العودة إلى أيام الثانوية
وكان تثبيت كافانو مضمونا داخل مجلس الشيوخ لو لم تظهر كريستين بلاسي فورد أستاذة علم النفس الجامعية البالغة اليوم الحادية والخمسين من العمر.
فقد اتّهمت هذه الاستاذة الجامعية في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست كافانو بالاعتداء الجنسي عليها خلال سهرة تعود الى مطلع الثمانينات عندما كان طالبا ثانويا في ضواحي واشنطن.
وروت فورد أن كافانو، برفقة صديق له، "كانا ثملين تماما" عندما انفردا بها داخل غرفة والقياها على سرير قبل ان يحاولا نزع ملابسها. وأكدت انها نجحت في الافلات منهما ومغادرة الغرفة.
وبعد سكوت دام 36 عاما قررت هذه الاستاذة في علم النفس الكلام.
وقالت فورد التي تقترع عادة للديمقراطيين، للصحيفة ردا على سبب هذا السكوت "أصبحت اليوم مقتنعة أن واجبي الاخلاقي بات أقوى من خوفي من الانتقام مني".
وأعلنت أيضا استعدادها لتقديم شهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ المكلّفة النظر في ترشيح القاضي كافانو، بحسب ما قالت محاميتها ديبرا كاتز.
من جهته نفى كافانو مجدّدا وبشكل قاطع هذه الاتّهامات، مؤكدا ايضا استعداده للمثول أمام مجلس الشيوخ للدفاع عن شرفه.
وقال هذا القاضي المحافظ في بيان مقتضب نقله البيت الأبيض "أنا مستعد للمثول أمام لجنة العدل في مجلس الشيوخ للرد على هذه الاتهامات حول وقائع مزعومة تعود الى 36 عاما والدفاع عن استقامتي".
وبعد أن أكّد ان جميع الاتهامات التي تستهدفه "كاذبة تماما"، شدّد على أنه "لم يقم أبدا" بما نسب اليه، أكان بحق المشتكية أو أي شخص آخر.
وكانت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي قالت في وقت سابق الإثنين إنه لا يجوز "توجيه الإهانات" الى فورد "ولا تجاهلها"، مشدّدة على أنه يحقّ لها تقديم شهادتها امام مجلس الشيوخ على غرار القاضي كافانو.
الا ان أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين العشرة الأعضاء في هذه اللجنة لا ينظرون الى تطور الأمور بهذا الشكل.
فقد طالبوا في رسالة رئيس اللجنة في مجلس الشيوخ بتعليق النظر في تثبيت القاضي كافانو حتى يتمكّن مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي اي" من القيام بتحقيق "كامل ومهني".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر