باكو - المغرب اليوم
قتل جنديان ارمينيان في مواجهات مع القوات الاذربيجانية في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها حيث لا يزال وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه الثلاثاء محترما بشكل عام بعد ايام من العنف.وقالت وزارة الدفاع في ناغورني قره باغ المنطقة التي تدعمها ارمينيا، في بيان ان "اذربيجان انتهكت وقف اطلاق النار ليلا (...) عبر استخدام قذائف الهاون" ضد مواقع الانفصاليين.
واضافت ان "جنديا (ارمينيا) قتل في الشمال (خط الجبهة) بالقرب من تاليش واصيب آخر بجروح قاتلة في القسم الشمالي الشرقي".من جهته، ذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الارمينية ارتسرون هوفانيسيان ان "القرى الارمينية كرمير وتودجور وباغانيس تعرضت لاطلاق نار من الجيش الاذربيجاني".
الا ان الناطق الاذربيجاني واقف دارغلي قال ان "الجيش الاذربيجاني رد على قصف مدفعي من القوات الارمينية وتعرضت اهداف مدنية (في اذربيجان) للقصف".بعد ذلك اعلنت وزراة الدفاع الارمينية ان الجانبين اتفقا على "اعادة نظام وقف اطلاق النار" واوضحت انها استعادت جثماني الجنديين بمساعدة منظمة الامن والتعاون في اوروبا والصليب الاحمر.
واندلعت المعارك وهي الاسوأ منذ وقف اطلاق النار الذي اقر عام 1994، في هذه المنطقة الاستراتيجية من القوقاز ليل الجمعة السبت الماضي، واسفرت مذاك عن مقتل 90 شخصا على الاقل من مدنيين وعسكريين في الجانبين بحسب تعداد اجرته وكالة فرانس برس استنادا الى بيانات رسمية. واشارت حصيلة سابقة الى سقوط 77 قتيلا.
على الصعيد الدبلوماسي اجرى رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة حديثا مع الرئيس الاذربيجاني الهام علييف غداة لقاء الرئيس الارميني سيرج سركيسيان الخميس.وقال مدفيديف ان "الوضع صعب" معربا عن الامل في "سلام دائم" وفي تمكن الطرفين "من مواصلة المحادثات في سبيل حل النزاع على طاولة المفاوضات".
اما علييف فرحب من جهته بجهود الوساطة التي بذلتها روسيا من اجل اتفاق اطلاق النار الذي ابرم الثلاثاء في موسكو. وقال "لم يتم احترامه حتى الان لكننا لاحظنا بشكل عام تخفيفا للاحتقان في الايام الاخيرة ورصدنا ديناميكية ايجابية".
لكن رغم احترام وقف اطلاق النار بشكل اجمالي تبقى التساؤلات بشأن الاراضي التي سيطر عليها جيشا ارمينيا واذربيجان خلال ايام المواجهات الاربعة.فالقوات الاذربيجانية اعلنت انها سيطرت على مرتفعات استراتيجية تعمل حاليا على "تعزيز" مواقعها فيها، في تعديل لخط الحدود القائم للمرة الاولى منذ نهاية الحرب عام 1994.
من جهتها اكدت يريفان انها لم تخسر اراض في تلك المنطقة ذات الاكثرية الارمنية ويعتبرها المجتمع الدولي تابعة لاذربيجان.غير ان صحافيا في فرانس برس كان الاربعاء على تلة لالا تبه لحظ انها باتت خاضعة للقوات الاذربيجانية.
في 1994 اقر وقف لاطلاق النار انهى حربا ادت الى مقتل اكثر من 30 الف شخص ونزوح مئات الالاف خصوصا من اذربيجان، سيطرت القوات الانفصالية المقربة من ارمينيا على الاقليم الذي تسكنه غالبية من الارمن.
وتعود جذور هذا النزاع الى قرون عدة لكنه تفاقم في الحقبة السوفياتية عندما الحقت موسكو اقليم ناغورني قره باغ الذي تسكنه غالبية ارمينية باذربيجان في منطقة من القوقاز استراتيجية لنقل النفط والغاز قرب ايران وتركيا وعند ابواب الشرق الاوسط.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر