بعد ستة ايام على تحطم طائرة الايرباص الالمانية في جبال الالب الفرنسية كشف المحققون الالمان الاثنين ان مساعد الطيار الشاب الذي يرجح انه اسقط الطائرة عمدا، اتبع علاجا في السابق لميول انتحارية لديه لكن ليس عند وقوع الكارثة.
واعلنت نيابة دوسلدورف (غرب) ان اندرياس لوبيتس (27 عاما) مساعد قائد الطائرة التابعة لشركة "جيرمان وينغز" الالمانية تلقى علاجا بسبب نزعة للانتحار "قبل سنوات عدة، قبل حصوله على شهادة الطيران".
وقال المدعي رالف هيرنبروك "حتى فترة خلت، حصلت زيارات لمتخصصين بالاعصاب والامراض النفسية ما ادى الى اصدار توصيات بتوقفه عن العمل بداعي المرض، لكن بدون ان تشير الى نزعات انتحارية لديه او عدائية حيال الاخرين".
ومع ان سبب التوصية بالتوقف عن العمل لم يكشف، فان القضاء اكد ان مساعد الطيار لم يكن يعاني "من مرض عضوي". ولا شيء حتى الان في محيطه العائلي او بين اصدقائه او زملائه في العمل اتاح معرفة تفاصيل اكثر عن دوافعه المحتملة.
وحتى الان لم تعثر الشرطة على اي رسالة تتضمن خطة لاسقاط طائرة او يتبنى فيها مسؤولية الحادث الذي وقع الثلاثاء اثناء رحلة بين برشلونة ودوسلدورف واوقع 150 قتيلا بينهم مساعد الطيار بحسب نيابة دوسلدورف، المدينة الواقعة غرب المانيا حيث كان يقيم اندرياس لوبيتس.
وهي المرة الاولى منذ وقوع الكارثة التي احدثت صدمة في اوروبا، يكشف فيها المحققون الالمان معلومات عن الحالة النفسية للشاب الذي كان يعمل مساعدا للطيار لدى شركة "جيرمان وينغز" الفرع المخصص للرحلات الزهيدة، لمجموعة لوفتهانزا منذ 2013.
وقد اعلنت نيابة دوسلدورف حتى الان انه اخفى مرضه وكان يجب ان يكون في اجازة مرضية في 24 اذار/مارس يوم تحطم الطائرة لكن بدون اعطاء اي تفاصيل اخرى عن وضعه. وقال القضاء الالماني انه عثر على تقارير اجازات مرضية ممزقة في شقته.
وترتسم شيئا فشيئا شخصية شاب رياضي وكفؤ جدا بحسب المقربين منه ويعاني من اضطرابات نفسية رغم ان مدير شركة لوفتهانزا اكد الاسبوع الماضي انه كان "قادرا على قيادة طائرة بنسبة مئة بالمئة".
وبحسب صحيفة بيلد ام تسونتاغ فانه تم العثور ايضا في منزله على وصفات طبية لادوية معالجة اكتئاب الى جانب كميات كبيرة من المهدئات. وهذه المعلومات لم تؤكد رسميا.
وكانت ادارة لوفتهانزا كشفت الاسبوع الماضي ان اندرياس لوبيتس قطع تدريبه على الطيران لفترة ما قبل ست سنوات لكن بدون اعطاء الاسباب.
وفي مكان تحطم الطائرة في جبال الالب الفرنسية يواصل المحققون عملهم لتحديد موقع الصندوق الاسود الثاني الذي يتضمن معطيات الرحلة. وقال الكابتن في الدرك ايف نافرشو الاثنين ان ذلك هو "الهدف الرئيسي منذ البداية ولا يزال كذلك اليوم".
وتتواصل اعمال سحب اشلاء الضحايا ايضا.
وللمرة الاولى تمكنت فرق البحث والتحقيق من الوصول برا الى موقع الكارثة.
واعلن الدرك ان المروحيات لم تتمكن من التحليق صباحا بسبب "الظروف المناخية" في سين ليزالب، القاعدة اللوجستية لاعمال الانقاذ والتحقيق والواقعة على بعد حوالى عشرة كلم من موقع الكارثة.
وتمكنت فرق التحقيق من الوصول الى الموقع عبر معبر يجري توسيعه ويؤدي الى سهل حيث تعمل جرافة على فتح القسم الاخير من الطريق وصولا الى منطقة الحادث.
وكما حصل في الايام السابقة كان نحو خمسين شخصا يعملون على نقل الاشلاء البشرية والحطام من الموقع.
والاحد اعلن مدعي مرسيليا (جنوب) المكلف ملف التحقيق بريس روبن انه تم عزل "78 عينة منفصلة من الحمض النووي الريبي" على ان تقارن مع عينات من عائلات الضحايا من اجل التعرف على الهويات.
واعلنت شركة جيرمان وينغز الاثنين انها انشأت مركز مساعدة في مرسيليا لعائلات الضحايا.
وقال مدير العمليات لدى جيرمان وينغز اوليفر فاغنر امام الصحافيين في مرسيليا "لقد حضر حتى الان 325 شخصا الى سين ليزالب".
ومنذ كشف تفاصيل سيناريو الحادث، فرضت شركات طيران عدة وجود شخصين في قمرة القيادة على الدوام.
وكانت صحيفة بيلد الالمانية نشرت في عددها الصادر الاحد تفاصيل اللحظات الاخيرة لطائرة ايه-320 وخصوصا جهود قائد الطائرة اليائسة لمحاولة الدخول الى قمرة القيادة التي اقفلها لوبيتس من الداخل بعد خروج الطيار لفترة وجيزة.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر