تواصل مجموعة (5+1) وايران مفاوضاتها هنا اليوم على امل التوصل الى توافق على صياغة مبادئ اتفاق سياسي حول مستقبل ملف طهران النووي رغم انقضاء المهلة المحددة يوم امس.
واجمعت الانباء من قاعة المفاوضات على صعوبة التوصل الى اتفاق بسبب اختلاف وجهات النظر حول عدد من الموضوعات الجوهرية لاسيما آليات رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران وامكانية اعادتها مرة اخرى.
وتطالب ايران برفع كامل لجميع العقوبات المفروضة عليها فيما تقترح اطراف غربية في المفاوضات رفعا جزئيا لها بناء على مدى تطبيق ايران لالتزاماتها على ان تعاد مرة اخرى في حال وجود خلل في تطبيق الاتفاق.
ووفقا لتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغييه لافروف للصحفيين الليلة الماضية فقد حققت المفاوضات تقدما في مجال آلية الرقابة على منشآت ايران النووية والتي ستقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث سيتم بموجب تقاريرها تقييم مدى التزام ايران بما سيتم الاتفاق عليه.
وعلى الرغم من تصريح عضو الوفد الايراني المفاوض حميد بعيدي نجاد للصحفيين حول النقاط التي تم الاتفاق عليها فان هناك نقاطا اخرى لا تزال خلافية كالفترة الزمنية للاتفاق المرتقب وكيفية صياغته بطريقة قابلة للمراجعة والتطويع بما يتوافق مع المستجدات على مختلف الاصعدة وهو ما تراه ايران تهديدا متواصلا لها.
وفي الوقت ذاته تحرص الدوائر الامريكية المشاركة في المفاوضات على احاطة البيت الابيض بكافة تفاصيل المفاوضات واستشارة خبراء الامن القومي بكل الخطوات لاسيما كيفية صياغة اتفاق لا يحتوي على ثغرات يمكن من خلالها اعادة تأويله وتفسيره بطريقة مختلفة عما تم الاتفاق عليه.
وقد لا يعني مغادرة وزير خارجية فرنسا والصين للمفاوضات فشلها بل هو على الارجح لاسباب مهنية تتعلق بالتزامات الوزيرين في بلديهما اذ بقي الوفدان الصيني والفرنسي بكامل اعضائهما مشاركين في جولات التفاوض الماراثونية.
ولا يمكن القول ان المفاوضات التي بدأت في شهر نوفمبر عام 2013 قد منيت بالفشل حيث لا يمكن حل ملف بهذا الحجم والتعقيد بين عشية وضحاها فالمفاوضات هي اشبه بالمكعب السحري الذي يجب على الجميع التوافق لترتيب اضلاعه بالترغيب وليس بالترهيب.
وتتشعب ملفات التفاوض بين خبايا السياسة وتفاصيل القانون والابعاد التقنية فضلا عن ضرورة العثور على المصداقية المفقودة في تعامل ايران مع المجتمع الدولي بشكل عام والغرب ودور الجوار بصفة خاصة.
وعلى الرغم من ان استخدام الطاقة النووية السلمية حق لكل الشعوب التي تمتلك الامكانيات التقنية الوقائية المناسبة فان الخوف من سوء استخدام هذه التقنية يدفع القوى الكبرى الى فرض رقابة على تلك الانشطة وفقا لمسؤوليتها الدولية للحفاظ على امن واستقرار العالم.
ودفع عدم شفافية ايران حول برنامجها النووي الذي تخوفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ان يحمل صبغة عسكرية تهدد الامن والاستقرار العالميين للوقوف ضده وبدء رحلة المفاوضات معها بخطوات اولها كان في جنيف عام 2013 وثانيها في لوزان هذا العام.
ولا تزال نقطة النهاية لهذه المفاوضات بعيدة وقد تصادفها عثرات وكبوات كشأن كل ملف شائك تتقاطع فيه المصالح بشكل معقد كما هو الحال بين ايران ومجموعة خمسة زائدة واحد.
نقلًا عن وكالة كونا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر