هاجم الرئيس السورى بشار الأسد ، تركيا، واعتبر أن استعادة السيطرة على مدينة حلب من قوى المعارضة، ستكون نقطة انطلاق للجيش السورى لإجبار «الإرهابيين» على التقهقر إلى تركيا، فيما أقرت روسيا اتفاقا مع الحكومة السورية يسمح لها باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا لأجل غير مسمى. وأضاف في مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، أمس: «ينبغى الاستمرار في تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين إلى تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم. ليس هناك خيار آخر». وتابع: «حلب ستكون نقطة انطلاق مهمة جدا للقيام بهذه الخطوة».
وقال الأسد إن تحركات تركيا في سوريا «تمثل غزوا وتتنافى مع القانون الدولى»، مشيرا إلى أن الحرب الدائرة في بلاده الآن هي صراع بين روسيا والغرب.
واعتبر الأسد أن التصعيد الأخير في سوريا والذى جاء في ظل مشاركة لاعبين خارجيين، بينهم روسيا وأمريكا، يمثل مرحلة من مراحل حرب «أكثر من حرب باردة وأقل من حرب فعلية».
وأثنى الرئيس السورى على التدخل العسكرى الروسى في بلاده، معتبرا أنه وراء «خسارة الإرهابيين للأراضى في سوريا». وأعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أقر اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا لأجل غير مسمى، وهى القاعدة التي يشن منها سلاح الجو الروسى ضربات جوية دعما للجيش السورى.
وأعلنت روسيا الأسبوع الماضى خططا لبناء قاعدة بحرية دائمة في ميناء طرطوس السورى.
وذكر الكرملين أن الإنفاق الدفاعى العادى في الميزانية الاتحادية السنوية سوف يوفر التكاليف المتعلقة بالاتفاقية، التي أقرها بوتين.
ولم يثن تحذير موسكو لواشنطن من شن أي عمل عسكرى ضد النظام السورى، المسؤولين الأمريكيين عن دراسة خيارات غير دبلوماسية إزاء استمرار الغارات العنيفة على حلب. ويبحث الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية، خيارات عمل تضم الخيار العسكرى.
ويرى مسؤولون أمريكيون كبار أن على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا، وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة، ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابى.
وأكد مسؤول أمريكى أن بعض الخيارات تشمل عملا عسكريا أمريكيا مباشرا، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات. لكن الخيارات العسكرية لواشنطن في سوريا لا تخلو من المخاطر، بالنظر إلى تداخل القوات الروسية والسورية فيما بينها، واحتمال التسبب في مواجهة مباشرة مع روسيا.
فيما يستبعد مسؤولون أمريكيون آخرون أن يأمر أوباما بضربات جوية على أهداف للحكومة السورية، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قرارا في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومى.
وقال المسؤولون إن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص، بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أن تستخدم ضد طائرات غربية. ميدانيا، قال عمال إغاثة إن الجيش السورى بدعم من طائرات حربية روسية قتل أكثر من 150 شخصا في شرق حلب هذا الأسبوع في إطار الحملة على المدينة.
وأثار ارتفاع عدد الضحايا في حلب موجة غضب عالمية وجدد الجهود الدبلوماسية فتقرر إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، وعدد من وزراء خارجية دول عربية منها السعودية وإيران وتركيا وقطر، اليوم السبت بمدينة لوزان الفرنسية.
ومع تكثيف الضربات الجوية والقصف على شرق حلب، بدأت، أمس الأول، عملية الإجلاء الأولى لدفعات من مقاتلى المعارضة السورية مع عائلاتهم من بلدتى قدسيا والهامة بضواحى دمشق، إلى محافظة إدلب في الشمال السورى، فيما وافقت الحكومة السورية جزئياً على خطة الأمم المتحدة للسماح بدخول قوافل المساعدات إلى أغلب المناطق المحاصرة في سوريا، باستثناء حلب.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن عشرات الغارات الجوية تم شنها على شرق مدينة حلب، مشيرا إلى صعوبة حصر عددها حيث بلغ عدد غارات الطائرات الروسية على الأحياء الشرقية للمدينة في ساعات الصباح الأولى فقط أكثر من 30 غارة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر