الرباط ـ المغرب اليوم
قام سكان ضيعة الكفالي بجماعة خميس سيدي رحال أولاد بوزيري، بتنظيم مظاهرة جماعية أشبه بالهجرة وذلك بسبب تجاهل السلطات تمليك أراضي الكفالي لهم باعتبارهم أبناء المنطقة وقد تحركت المسيرة حتى وصلت إلى مدخل مدينة سطات من الجهة الجنوبية، وقد عدت هذه المسيرة بمثابة الهجرة الجماعية من منطقة أولاد بوزيري التي تبعد عن مدينة سطات بنحو 30 كيلومترا نحو مدينة الرباط، للمطالبة بحقهم في تملّك أرض الكفالي التي تستعد الأملاك المخزنية لتفويتها، بحسب تعبير المحتجين.وقد تدخل ممثلو السلطات المحلية والقوات الأمنية المختلفة ، مساء أمس الثلاثاء قبيل وقت الإفطار لفض تلك المظاهرة والتوصل إلى حل جذري لهذه المشكلة
وقد عبر مصطفى شجر ، أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية بقوله :" إن سكان ضيعة الكفالي نفذوا اعتصاما لمدة سنتين ونصف ، للمطالبة بحقّهم في ملك الدولة، موضّحا أنهم مستعدّون لشراء أرض ضيعة الكفالي، باعتبارهم أولى بتفويتها لكونهم يقطنون بها ويتصرفون فيها لمدة طويلة، وهي في الأصل تعود إلى أجدادهم بعدما سلبهم إياها المستعمر ، وأصبحت اليوم ملكا للدولة.
وأشار المتحدث أن الأملاك المخزنية تستعدّ لتفويتها لأربعة أشخاص ، وهو ما دفع سكان ضيعة الكفالي إلى الهجرة من منطقة أولاد بوزيري، على شكل مسيرة منذ الساعة السابعة صباحا، إلى مدينة الرباط من أجل إنصافهم من قبل ملك البلاد، موضّحا أن أرض الكفالي تعتبر مصدر عيشهم، وهم مصمّمون على مواصلة مسيرتهم في حالة عدم إيجاد حل.
تجدر الإشارة إلى أنه من أجل حلّ مشكل أرض الكفالي، قامت الدولة بخلق لجنة وزارية مشتركة مكلفة بفض النزاعات الناشئة عن تطبيق ظهير 2 مارس 1973، وتمثل دور اللجنة التي كان يترأسها المحافظ العام على الأملاك العقارية في تلقي شكايات المواطنين ودراستها بناء على ما يتوفر عليه أصحابها من بيانات ووثائق، وفي سنة 1994، صدرت دورية عن الوزير الأول أنشئت بموجبها لجنة إقليمية بسطات في إطار عدم التمركز لمتابعة دراسة الملفات العالقة.
وقد نتج عن ذلك إعطاء الموافقة لبعض الطلبات بعد تسوية ملفاتهم بأثمان رمزية أو تفاوضية، وظلت المسطرة جارية، إلا أن الملاحظ أن التسوية التي كانت في البداية تتعلق بالضبط التقني لأصحاب الملفات من حيث المساحات وحدود الأراضي المعنية، أخذت اتجاها آخر بعد تأخير المساطر لتدخل جوانب تتعلق بالساكنة المحيطة بهذه الأراضي التي بدورها بدأت تطالب بالاستفادة من هذه التسويات، بادعاء أن آباءهم وأجدادهم كانوا يعملون بهذه الأراضي خلال مراحل سابقة من الاستعمار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر