الجزائر - سميرة عوام
أكَّدت الفنانة بهجة رحال، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنها "تفرَّغت نهائيًّا للغناء في النوبة، وتخصَّصت فيها، والسبب يعود إلى الخطر المحدق بها، ولاسيما أنه نوع غنائي يختلف عن الأنواع الأخرى في الجزائر، ويتطلب الكثير من التركيز والتنقيب في التراث القديم، الذي له وزن ثقيل في الأغنية الجزائرية".
وأضافت رحال، أنه "حان الوقت لتتخصص وتتشبث بالنوبة دون سواها، من أجل الحفاظ على الغناء الملتزم، والذي له جمهوره العريض، ولاسيما في مناطق القبائل والشاوية، وكذلك بالنسبة للمهاجرين، والذين يبحثون دومًا عن جديد النوبة في الجزائر".
وأوضحت، أنه "بعد 24 عامًا من العطاء الفني والتميز على الساحة الفنية في الوطن العربي، بل وفي العالم، ورغم تخصصها في النوبة، إلا أنها تعتبر نفسها لم تُقدِّم الكثير، وليست محترفة في هذا المجال"، مؤكدة أنها "تتعلم بشكل دائم ومستمر".
وأشارت إلى "سعادتها البالغة لتحقيق ألبومها مبيعات كبيرة في الأسواق، تحت عنوان "نوبة غريب"، حيث أبرزت أهم الخطوط العريضة لجديدها الفني، بعد أن أعطى لها نفس آخر للتألق في الأغنية الجزائرية في الخارج، ولاسيما بتقديمها في صالونات باريس أغاني عدة من هذا الألبوم، منها "نرعاك يا من رضيت بهجري"، وأغنية "ليس لي في الدنيا"، وغيرها من الألبومات الأخرى المصحوبة بكتيبات ناطقة باللغة العربية والفرنسية، وذلك لتعريف عُشَّاق المقامات بمضمونها، وما تتوفر عليه من كلمات رصينة، ومتزنة تدخل الفرحة على القلب، وتؤنس الروح".
ولفتت بهجة رحال، إلى أنها "غير مستعدة لضم صوتها إلى جانب صوت رجالي في "ديو" غنائي، إلا إذا كان يمتلك خامة وصوت قويين ومتمكن من الموشحات الأندلسية، والمقامات المتزنة، وفي حال عدم توفر تلك المقاييس، فتفضل الغناء إلى جانب صوت نسائي يعطي للنوبة حقها في الساحة الفنية العربية والعالمية".
وعبَّرت رحال، عن "أسفها لغياب الاحترافية في الجزائر، في ما يخص ترتيبات تنظيم الجولات الفنية، حيث تطمح أن ترتقي إلى مصاف التجارب العالمية، التي تعتمد على الاحترافية، وتوسيع دائرة الجولات، لتمتد على مدار 6 أشهر أو أكثر مع توفير الدعاية والترويج للحفلات قبل انطلاقها، مُركِّزة على دور الإعلام الإيجابي في التعريف بالمنتجات الفنية الجديدة والفنانين، وهو ما سيساهم في جلب الجمهور المتابع لمختلف الأشكال الفنية"، معتبرة "جولتها الترويجية لألبوماتها الغنائية، بالتعاون مع "الديوان الوطني للثقافة والإعلام"، فرصة وخطوة مهمة لتأسيس هذا المفهوم".
وأضافت رحال، أن "الأغنية الأندلسية وألبوماتها شهدت مبيعات كبيرة، حسب دور الإنتاج التي تتعامل معها، كما تشهد حفلاتها أيضًا حضورًا كثيفًا للجمهور"، موضحة أنها "تنافس ألبومات الأغاني "الرايوية"، والخفيفة، كما أن هناك حاليًا استفاقة في ما يخص الترويج للطابع الأندلسي، بالنظر إلى الطلب على هذا التراث الموسيقي الذي له جمهوره داخل الجزائر وخارجها، ويشهد إقبالًا كبيرًا من محبيه وعشاقه".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر