عصام بوب يعتقد أن موازنة السودان انهارت في أوَّل أيامها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكد لـ"المغرب اليوم" ضرورة اعتماد العدالة والشفافية

عصام بوب يعتقد أن موازنة السودان انهارت في أوَّل أيامها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عصام بوب يعتقد أن موازنة السودان انهارت في أوَّل أيامها

البروفسور عصام عبدالوهاب بوب
الخرطوم : محمد ابراهيم

أعلن الخبير الاقتصادي والمحاضر في جامعة "النيلين" السودانية البروفسور عصام عبدالوهاب بوب، ان موازنة العام 2016  التي وضعتها حكومة السودان، انهارت في بداياتها، متوقعًا استمرار ارتفاع سعر الصرف. ودعا الحكومة الى اعلان المجاعة في السودان وتحسر على المورد البشري وهروبه من السودان بسبب السياسات الاقتصادية. واوضح  ان اسعار المحروقات الحالية غير حقيقية، مضيفا ان بنك السودان لايملك  عملات حرة "دولار و يورو"،  مبينا ان الاقتصاد السوداني اضحى رهين مؤسسات التمويل العالمية.

وقال في حديث لـ"العرب اليوم" ان صياغة الموازنة لاتعتمد على ايرادات حقيقية وان هذه الموازنة فيها اختلال في عديد من البنود التي تاتي بها، في اشارة الى ان موازنة 2016  بقوله انهارت في الاسابيع الاولى من تطبيقها، وذلك لعدم توفر الموارد حيث هناك مبالغة في الصرف على البنود  تذهب في غير موضعها.  وأضاف ان زيادة اسعار غاز الطبخ يوضح بانها تذهب دعمًا للموازنة العامة في الدولة ، كما ان زيادة الضريبة بواقع 20 % يؤكد صحة ما ذهبنا اليه.

وقال بوب في مقابلته مع "العرب اليوم " ان زيادة المحروقات ورفع المستويات الضريبية هي خطوة اولى ستتبعها خطوات اخرى من زيادات ضريبية وذلك لسد العجز، متوقعا الاخفاق في تحصيل هذه الزيادات الضريبية لان المواطن لم يعد لديه ما يدفعه  للدولة.

وأوضح بوب ان السيناريوهات المتوقعه هي ان الحكومة سوف تجد انها صرفت البنود والموارد التي  نصت عليها الموازنة وافلست وستفلس عدة مرات خلال السنة المالية2016 وسوف تفرض مزيدا من الضرائب، أو كما تقول سترفع الدعم عن المزيد من السلع الاستراتيجية والخدمات مثل المياه والكهرباء، اي انها  كلما افلست سوف تمد يدها الى جيوب المواطن.

وقال بوب  لقد مضى أوان تحكم الدولة في سعر الصرف، مشيرا الى القفزات الكبيرة التي تشهدها العملة "الدولار" مقابل هبوط "الجنيه " السوداني مؤخرا حيث هبط سعر الجنية الى مستويات قياسية لم يصلها لاول مرة في تاريخ السودان "15" جنيه  مقابل الدولار.

واضاف بوب: نريد اقتصادًا حرًا حقيقيًا لاتحكمه مجموعه يكون في صالحها تحريرالاقتصاد اوتحديد سعر الصرف لانهم هم المستفيدون في الحالتين. وتابع  قائلا لايعتقد ان السلطة الاقتصادية الحالية والسلطة الادارية قادرة على تنفيذ اي اصلاحات ولكن بدون اصلاحات سنستمر نتخبط في نفس الدائرة المفرغة.

وتابع لن يحدث استقرار لسعرالصرف بدون انتاج اقتصادي، ونحن الان ليس لدينا الانتاج اقتصادي بل ليس لدينا انتاج الغذائي الذي يكفي المواطن السوداني والدلالات موجودة في الشارع، ونعرف اننا الان نعيش في حالة مجاعة مستترة في العاصمة وقد تكون مكشوفة للجميع، ولكن في الاقاليم نعاني من حالة مجاعة واضحة معروفة لايمكن للمواطن الجائع ان ينتج الغذاء وان تتناول الدولة كل الفوائد الاقتصادية التي ينتجها، بل لابد ان تكون لديهم حرية اقتصادية في ان ينتج وان يكون مستمتعا بفوائد انتاجه لايمكن ان تنتج وان تستمتع الحكومة بالانتاج.

وقال بوب ان النظام فشل في ادارة ازمته الاقتصادية وثبت وجود تعديات كبيرة على المال العام، وهو يأكل الفوائض الاقتصادية التي يمكن ان تعود على الشعب، ولذلك ذهب وقت الترقيع وحان وقت تغيير الجلباب. واوضح : تجاوزنا  الان مرحلة اعادة هيكلة الاقتصاد السوداني واصبحنا بحاجة الى نوع جديد من الاقتصاد يعتمد على العدالة والقانون والادارة الرشيدة والشفافية، ولو لم نجد هذه العوامل فكلما نقوله لم يكون صحيحا وستكون مجرد كلمات تكتب على الورق ولايمكن تنفيذها .

ومضى بوب يقول: هناك موارد للانتاج ولكن  أهم مورد هو رأس المال البشري . واضاف لقد درست  شخصيا في دول عظمى ليس لها من الموارد الكثير ولكن لديها اهم مورد وهو المورد البشري، ولتنمية هذه  الموارد لابد من تنمية التعليم، ونحن في السودان  نفتقد هذا المورد البشري بسبب الهجرة و نفتقد اهم مقوم اساسي للتنمية الاقتصادية وهي المعرفة وما نسميه باقتصاديات المعرفة، فاعتقد انه ليس لدينا اي فرصة للنهوض من هذه الكبوة الاقتصادية والسياسية وفقدان السودان لابنائه في العمر الانتاجي الحي وهو من 18سنة الي 60 سنة هو اكبر فقدان وهو العامل السلبي الاول الذي يمنع وجود اي نهضة اقتصادية، ولذلك انا لا ادعم هجرة الناس ولكن لايمكن ان نمنعهم اذا كنا  لا نستطيع الاصلاح فلا بد ان يكون الاصلاح من الداخل ولايمكن ان اقنع الناس بالوجود في السودان الا اذا  اصطلحت احوالهم المعيشية. فما نراه اليوم هو مزيد من الانهيار، والهجرة البشرية هي أحد هذه المعالم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصام بوب يعتقد أن موازنة السودان انهارت في أوَّل أيامها عصام بوب يعتقد أن موازنة السودان انهارت في أوَّل أيامها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya