غزة ـ محمد حبيب
وصفت الإعلامية الفلسطينية حنان المصري مراسلة قناة "العربية" في غزة، الواقع الإعلامي الفلسطيني بـ"المرعب"، وأوضحت أن "من يعمل في المجال الإعلامي في قطاع غزة أو الضفة الغربية يصنف بانتمائه إلى حزب معين رغمًا عنه، وتتم معاملته بناءً على هذا التصنيف".
وأضافت حنان في حديث خاص لـ"العرب اليوم" أن "الصحافي الفلسطيني يواجه صعوبات في تناول مواضيع معينة، بسبب واقع الانقسام السياسي الحالي بين الضفة الغربية وقطاع غزة"، وقالت إن "الصحافي لا يستطيع أن يغمض عينيه عن انتقاد بعض الظواهر الموجودة في المجتمع، وبالتالي يصطدم عند تناوله لتلك المواضيع بعقبات وتحديات كثيرة، تحول من دون الوصول إلى الحقيقة".
وأشارت حنان إلى أن "من يحاولون عرقلة الصحافي عن الوصول إلى المعلومة، هم بالتأكيد لا يعرفون رسالة الإعلام ووظيفته"، مشيرةً في الوقت ذاته إلى "وجود هامش من الحريات الإعلامية في قطاع غزة مع وجود بعض المنغصات والعوائق أثناء العمل".
وأكدت حنان أن "المؤسسة التي تعمل فيها، لا تفرض عليها موضوعات بعينها يمكن أن تجعلها في مواجهة مع السلطات في قطاع غزة، ولكن تبقى هناك مواضيع لا يمكن تناولها".
وعن رأيها في الواقع السياسي الفلسطيني أشارت حنان إلى "عدم وجود إرادة حقيقية في المصالحة لدى طرفي الانقسام "فتح وحماس"، معربةً عن "استهجانها إعطاء الآمال للمواطن الفلسطيني بين الحين والأخر عبر وسائل الإعلام بشأن قرب المصالحة وإنهاء الانقسام، وبعد وقت قصير يكتشف المواطن أنه أمام سراب". مشيرةً إلى أن "المواطن لن يصبر طويلاً على هذا الواقع، ولابد أن يأتي الوقت الذي سيثور فيه لإنهائه".
وأوضحت أن "الإعلام الفلسطيني لابد أن يلعب دورًا مهمًا في إنهاء الانقسام، وإعادة اللحمة لطرفي الوطن"، مؤكدة أن "الإعلام يحاول توصيل رسالة المواطن إلى القيادة من أجل العمل على تحسين أوضاعه".
ومن ناحية أخرى، أشارت حنان إلى أن "قطاع غزة يعاني من بعض الفوضى الإعلامية ودخول الكثيرين على خط الإعلام"، وأوضحت أنها "تفاجأ بوجوه جديدة تعمل في المجال الإعلامي"، مطالبةً "بعملية ضبط ووضع شروط ومعايير للعمل في هذا المجال".
وعن واقع الانقسام الذي يعاني منه الجسم الصحافي أعربت حنان عن "أسفها لما آلت إليه أوضاع نقابة الصحافيين وانقسامها إلى نقابتين في الضفة وغزة"، مؤكدة أن "هذه النقابة تاريخية، ويجب المحافظة عليها من قِبل الطرفين، وعدم الزج بها في أتون الصراع السياسي الدائر". وأشارت حنان إلى أنها "لم تشارك في انتخابات كلتا النقابتين، لعدم اقتناعها بالوضع الحالي الذي تعاني منه النقابة".
وأوضحت حنان أن "قطاع غزة بات عبارة عن هرم من المشكلات التي تحتاج إلى حلول من قِبل فتح وحماس مجتمعتين"، وأوضحت أن "الوضع الإنساني في القطاع بات صعبًا للغاية، إذ تأثرت جوانب الحياة الكثيرة بالانقسام السياسي إلى أن وصل الأمر إلى انعدام الدواء اللازم لمعالجة المرضى، بسبب هذا الانقسام الذي يدفع فاتورته أناس أبرياء".
وأشارت إلى أنها "كإنسانة تحب العيش في هدوء، ولا تنحاز لطرف من دون أخر، إنما انحيازها دائمًا إلى الناس ومحاولة توصيل صوتهم ومعاناتهم إلى صناع القرار".
وعن عملها كمراسلة تقول حنان " أطمح دائمًا إلى تقديم المزيد لخدمة قضيتي ووطني على وجه الخصوص، ولا شك في أن هذا العبء يزداد، كوني واحدة من قليلات أتيحت لهن الفرصة الكاملة، لتنفذ إلى المشاهد العربي من منبر كبير، كالعربية بعد أن اكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال".
وتشير حنان إلى أن "عملها قد حقق لها نقلة نوعية بصورة عملية على أرض الواقع، وأﻧﻬا وعلى الرغم من المصاعب الكثيرة التي تواجهها خلال عملها، لكنها تجد متعة كبيرة في العمل، على الرغم من المعوقات التي من بينها، الاستيعاب العام لفكرة عمل المرأة في حقل الإعلام"، وقالت "إننا كصحافيات لم نصل بعد للدرجة التي نطمح إليها، إذ نطمح إلى الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على القرار في المؤسسة الصحافية، مثلنا مثل نظرائنا من الرجال، من خلال الحصول على فرصتنا كاملة، غير منقوصة، وبتفهم المجتمع والداعمين أننا على قدر كبير من الخبرة يؤهلنا لتحمل المسؤولية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر