عمان ـ إيمان أبو قاعود
اتهم الفنان الأردني، داوود جلاجل، بعض المنتجين، باستغلال الظرف الاقتصادي للفنان، ما يدفعهم إلى الاشتراك في أعمال فنية لا يرضون عنها، واعترف أنه ندم على اثنين من حصيلة أعماله، التي بلغت 220 عملاً، وأوضح أنه اتجه إلى العمل منتجًا منفذًا، للأعمال التلفزيونية بعد أن عانى استغلال المنتجين، الأمر الذي جعله يشعر بالاستقرار المالي، ويختار العمل الذي سيشارك فيه بدقة.
وردّ جلاجل، ما وصفه بـ"تسلل كثير من المنتجين الذين لا يميزون بين الغث والسمين" إلى تراجع الدور الإنتاجي للتلفزيون الأردني، الذي "يعتذر عن إنتاج أعمال كبيرة ترتقي بمستوى الفن، بحجة عدم وجود موازنات، على الرغم من أن مديره الحالي، رمضان الرواشدة، رجل مثقف، حاصل على جائزة نجيب محفوظ في الرواية ويحمل مشروعًا إبداعيًا". وقال جلاجل إن "القيادات المحلية الإعلامية، مع استئثناءات قليلة، ليس لديها مشروع إعلامي، لأنهم بالضرورة لا يعرفون جدوى الأثر الإبداعي للفن ومدى تأثيره على الجمهور، الأمر الذي يفوت على الفنانين الأردنيين فرصة التقدير الحقيقي لما يبذلونه من جهد".
وأكد جلاجل في حديثه مع "مصر اليوم" أن "قبول الرأي والنقد يعني أن تتمتع بسعة الأفق والثقافة والروح الإنسانية المبدعة، ولكن هذه المقولة لا يدركها الجيل الجديد من الفنانين، إذ يتصور أنه هو فقط الموجود على الساحة، وهو المبدع الذي لا يشق له غبار، وهو الكامل المتكامل".
واسترجع جلاجل ذكرى مسلسل "العلم نور"، الذي عرض في الثمانينات، وضم عددًا كبيرًا من الفنانين الأردنيين، وقال إنه "شكل مفصلاً مهمًا في العمل الفني الأردني، لأنه كان يلامس نبض الشارع ووجدان الناس بقالب كوميدي، ويجمع أطياف المجتمع الأردني كافة"، وقال "كنا نضحك كثيرًا، كنا نعدل في مواقف بعضنا، كنا ننصح بعضنا كممثلين، كنا بالفعل مجموعة متجانسة".
واعتبر جلاجل "العلم نور"، ومسلسل "راس غليص"، الذي أنتج العام 1976 في دبي، ومسلسلي "العقد الفريد"، و"رياح الليل"، أهم المحطات التي أثرت في حياته الفنية.
وأرجع جلاجل عدم أخذه للفرصة الفنية الحقيقية، على الرغم من سنوات عمره الفني الثلاث والأربعين، إلى أنه وجد في "مجتمع قياداته السياسية ربما لا تقتنع بمعنى الفن والإبداع والدراما، أو أنها مقتنعة ولا تريد المساعدة في دعم الإبداع، وفي كلتا الحالتين مصيبة، لكن الجمهور يعي تمامًا قيمة الفن والفنانين ما يشكل عزاءً لي ولزملائي الفنانين الأردنيين، الذين لا يختلف حالهم عن حالي كثيرًا".
وعن ارتباط الوسامة بالشهرة سواء بالنسبة إلى الفنان أو الفنانة قال جلاجل إن "المسلسل التركي والفيلم الأميركي جعل هذا الانطباع لدى كلا طرفي المعادلة الفنان والجمهور. ولكن يجب أن يمتلك هذا الفنان الجميل موهبة مبدعة، فالجمال وحده لا يكفي. فمن الممكن أن تكون الوسامة أو الجمال إحدى المفردات ولكنها ليست كلها".
وأكد الفنان الاردني داود جلاجل أن الممثل الناجح يحتاج إلى موهبة واضحة، وثقافة واسعة، وتجربة حياتية واجتماعية عريضة، وفهما موضوعيًا ومنطقيًا لدوره وعلاقاته بالأشخاص والأماكن في العمل ككل".
وعن المسلسل البدوي قال جلاجل "لست ضد المسلسل البدوي بل أنا معه، شرط أن يتضمن المسلسل قيمًا فنية، وثقافة إبداعية وأخلاقية وجمالية".
ويعتبر جلاجل أن حياة الممثل ملكه حين يكون لوحده، أما عندما يخرج إلى الشارع فيفقد خصوصيته تمامًا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر