يوسف عوض الله يبيّن دوافع انتشار الشذوذ الجنسي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أبرز لـ"المغرب اليوم" دور الأزمة الاقتصادية

يوسف عوض الله يبيّن دوافع انتشار "الشذوذ الجنسي"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - يوسف عوض الله يبيّن دوافع انتشار

الدكتور يوسف عوض الله
غزة– حنان شبات

تعد حالات "الشذوذ الجنسي" من الأمور التي يتجنب الشارع الغزي الحديث عنها، وكشف الأخصائي النفسي الدكتور يوسف عوض الله عن عدم وجود إحصائية رسمية عن مدى انتشارها في القطاع لسببين؛ الأول أن البحث في هذه القضية من قِبل الوزارة المعنية والجامعات الوطنية وبعض مؤسسات المجتمع المدني لا يزال قليلاً، والثاني تجنب وسائل الإعلام والمراكز المتخصصة الحديث عنها.

ولفت عوض الله، خلال حديثه لـ"المغرب اليوم"، إلى أن هذه الفئة هي في الأساس من المرضى الذين يجب علاجهم، بالإضافة إلى أن علاج الطب النفسي يعد بمثابة تحدٍ كبيرٍ، منوهًا إلى أنه يتعامل مع الكثير من الشواذ الساخطين على أنفسهم، والذين يرغبون في الخلاص بالفعل من تلك الحالة التي يعيشونها.

وأشار إلى حقيقة علمية مهمة وهي أن التوجه الجنسي لهم غير ثابت، بمعنى أنه يمكن علاجهم إذا ما مدت لهم يد العون، ولكن تحقيرهم والتشهير بهم يزيد الأمر صعوبة ويفقدون الأمل في العلاج تمامًا.

وكشف عوض الله عن صعوبة تحديد نسبة المثليين في المجتمع الفلسطيني أو أي مجتمع عربي، لأنهم نادرًا ما يذهبون إلى العلاج، ولكن عدد المثليين في العالم 2.4% عند الرجال و1.3 % عند النساء، وهذه نسبة عالمية قد تختلف من دولة إلى أخرى.

وأكد أن المجتمع إذا عامل هذه الشريحة على أنهم مرضى وقدم لهم يد العون، فإنه بدون شك ستزداد نسب الشفاء، أما إذا تعامل المجتمع معهم على أنهم منحرفون فإن تلك النظرة ستزيد من تعقيد أوضاعهم.

واعتبر عوض الله أن الدعم الدولي للشاذين جنسيًا من أكبر أسباب انتشار هذا المرض، من خلال بعض المنظمات غير الحكومية الغربية إضافة إلى التمويل المادي لهذه المؤسسات.

وتابع "العوامل الداخلية تساهم في انتشار الفساد الأخلاقي بشكل عام والشذوذ الجنسي بشكل خاص، وتبدأ هذه العوامل من الأسرة التي ينشأ فيها الطفل، والتي تساهم بشكل كبير في تكوين شخصيته وتوجيه سلوكه، وما نشاهده في بعض الأسر من تنشئة خاطئة تبدأ منذ الصغر، تلعب دورًا كبيرًا في عدم تقبل الطفل هويته الذكرية أو الأنثوية في المستقبل".

ومن بين تلك الأفعال التي تقوم بها بعض الأٌسر السماح للأطفال الذكور باستخدام ألعاب الفتيات وارتداء ملابسهن، وكذلك تسمية البنات بأسماء الذكور والسماح لهن باستخدام ألعابهم التي تتسم في بعض الأحيان بالعنف. 

وذكر عوض الله أن تعرض الأطفال في صغرهم إلى التحرش الجنسي له دور كبير في التحول إلى الشذوذ الجنسي، بالإضافة إلى أن المجتمع يؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة وقبولها؛ لأنه يعتبر المصدر الثاني للثقافة الجنسية بعد الأهل.

وأكد "يوجد أسباب أخرى مثل معوقات الزواج الاقتصادية وأحيانًا التقليد الأعمى والفضول، بالإضافة إلى نقص الوازع الديني وتأثير القنوات الفضائية غير الأخلاقية، وهناك عوامل بيولوجية مثل الخلل الهرموني".

وأضاف أن هناك علامات معينة يمكن ملاحظتها على الشواذ مثل طقوس الاستحمام واستخدام مستحضرات زائدة ومن خلال برامجهم التلفزيونية المفضلة.

وأشار عوض الله إلى أن فترة العلاج تختلف من مريض إلى آخر، لكنها تحتاج  على الأقل من 8 أشهر إلى 10 أشهر.

وعن طرق العلاج، أكد على أهمية تضافر الجهود الرسمية والخاصة من أجل القضاء على هذه الظاهرة، وتوعية الناس بشأن خطورة الشذوذ، داعيًا إلى تعديل القانون المحلي الخاص ببعض الدول  العربية التي لا تنص على معاقبة الشواذ إلا حال عدم رضا أحد الأطراف، ومطالبًا بضرورة تشديد العقوبة عليهم وعدم السماح لهم بترخيص جمعياتهم.

وركز عوض الله على ضرورة علاج سبب المشكلة وعلاج الاضطرابات النفسية المصاحبة لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى ضرورة وضع حلول اجتماعية واقتصادية لقضية تأخر الزواج، وضرورة فرض رقابة على الإعلام لاسيما المرئي، الذي يستورد الكثير من البرامج الإباحية التي تشجع على الشذوذ الجنسي.

أما عن معوقات الشفاء، فأكد أن السبب الأول هو المجتمع الذي يلفظ هذه الفئة ولا يقدم لهم يد العون، وهناك أيضًا الأسرة التي تهمل أبنائها، أما السبب الثالث فهو الشخص الشاذ نفسه الذي يتجاهل علاج الطبيب النفسي لعدم امتلاكه الصبر والثبات خلال العملية العلاجية، أو لا يلجأ إليه من الأساس.

وأكد عوض الله ضرورة أخذ موضوع الشذوذ الجنسي على محمل الجدّ، وأن يكون له نصيب من التثقيف النفسي والتوعية المجتمعية بآثاره، لافتًا إلى مشاركته في لقاءات توعية مجتمعية بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني وبعض الجامعات المحلية.

وأخيرًا، طالب بضرورة التشديد على استخدام مصطلح الشذوذ الجنسي رافضًا  استبداله بمصطلح "المثلية الجنسية"، الذي يعد مجرد توصيف لما يسمى بـ"الميل الجنسي" للفرد دون أن يحرمه أو يرفضه.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف عوض الله يبيّن دوافع انتشار الشذوذ الجنسي يوسف عوض الله يبيّن دوافع انتشار الشذوذ الجنسي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya