كشف أخصائي جراحات السمنة والمناظير، الدكتور عمرو يوسف، عن مزايا المنظار الجراحي باعتباره وسيلة فعالة للقضاء على السمنة.
وأكد يوسف، في حواره لـ"المغرب اليوم"، أن السمنة مشكلة صحية واقتصادية خطيرة؛ حيث يتم تعريف الزيادة في الوزن بواسطة مؤشر كتلة الجسم (الوزن بالكيلو غرام مقسومًا على مربع الطول بالمتر)، ويكون مؤشر كتلة الجسم في حالات السمنة من 30 إلى أعلى, وتوصف الحالة بالسمنة المفرطة إذا كان مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر.
وبحسب أخصائي السمنة، فإنه تم توصيف البدانة كمرض عندما قامت منظمة الصحة العالمية بضمها لقوائم التصنيف العالمي للأمراض العام 1979, حيث زادت معدلات انتشار السمنة وعلى وجه الخصوص السمنة المفرطة في كل أنحاء العالم حتى أصبحت تشكل تهديدًا صحيًّا خطيرًا.
وأصبحت السمنة مشكلة صحية عامة رئيسية ومشكلة اقتصادية ذات أهمية على مستوى العالم؛ حيث تزايدت معدلات انتشارها في كل أرجاء العالم متساوية في ذلك البلدان الغنية والبلدان الفقيرة، متضررًا منها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء، وفقًا للدكتور يوسف.
وأضاف: استطاعت مشكلة السمنة وزيادة الوزن وما يصاحبها من مشاكل صحية أن تستحوذ على قدر كبير من الاهتمامات الصحية العامة في مقابل مشاكل صحية أخرى مثل نقص التغذية والأمراض المعدية, ففي العام 1995 كانت حالات الوفاة المترتبة عن زيادة التغذية مقدرة بالمليون حالة, في مقابل 0,5 مليون حالة ناتجة عن نقص التغذية.
وأشار يوسف إلى أن السمنة ترتبط بزيادة معدلات الإصابة بأمراض أخرى مثل مرض السكري من النوع (2), وارتفاع ضغط الدم, وترسب الدهون, وأمراض القلب والأوعية الدموية, ومشاكل العضلات والعظام مثل التهابات المفاصل, وبعض أنواع السرطان والوفاة.
وأصبح علاج السمنة والقضاء عليها أمرًا ضروريًّا, وفقًا ليوسف، لكن لم تكن العلاجات التحفظية مثل (وضع أنظمة غذائية محددة أو العلاج الدوائي) مؤثرة بشكل كافٍ, لذلك أصبحت جراحات السمنة أمرًا ضروريًّا كتدخل عاجل للتخلص من مخاطر السمنة، وعلى الرغم من ذلك توجد بعض الموانع لإجراء جراحات السمنة مثل ضعف عضلة القلب, وأمراض الشعب الهوائية واختلال وظائف التنفس وكذلك الاضطرابات النفسية.
وأوضح أخصائي السمنة أن بعض الأنواع من جراحات السمنة تحتاج تناول المكملات الغذائية التعويضية المدعمة بالفيتامينات والمعادن, وتناول الأغذية السائلة بعد إجراء الجراحة, كما تختلف مدة البقاء داخل المستشفى بعد إجراء الجراحة طبقًا لنوع الجراحة, وذلك لمنع أيّة مشاكل مترتبة عن فقد السعرات الحرارية أو سوء امتصاص الأغذية.
وتابع عمرو قائلاً: بعد أن أظهر استخدام المنظار الجراحي في الكثير من الجراحات مثل استئصال الحويصلة المرارية نجاحًا باهرًا, فقد تم اللجوء لاستخدام المنظار الجراحي في جراحات السمنة لما له من مزايا، مثل تصغير مساحة الندوب الجراحية, تقليل الألم بعد إجراء الجراحة, تقصير فترة البقاء في المستشفى بعد إجراء الجراحة, وتقليل فرص تكون التجمعات الدموية والعدوى والفتق الجراحي والالتصاقات داخل تجويف البطن, لذلك أصبح تنظير البطن هو الخيار المفضل لأجراء جراحات السمنة.
وأظهرت الدراسات العام 2003 أن ما يقرب من ثلثي جراحات السمنة التي تتم على مستوي العالم تتم بواسطة المنظار الجراحي, مثل جراحات ربط المعدة, وجراحات تحويل مجرى الطعام من المعدة إلى الأمعاء, وجراحات تكميم المعدة، بحسب الاستشاري.
وأوضح أن نتائج جراحات السمنة تأخذ طريقها للنجاح والتحسن بمرور الوقت, كما أن الجراحين يكتسبون الخبرة في مجال إجراء جراحات السمنة بالمناظير حتى أصبحت المخاطر المحتملة للمرضي اللذين يعانون من أمراض السمنة والذين خضعوا للجراحة أقل بكثير من المخاطر التي يعاني منها أولئك اللذين لم يخضعوا للعلاج الجراحي للسمنة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر