القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشفت خبيرة التنمية البشرية والمعالجة النفسية الدكتورة زينب مهدي لـ "المغرب اليوم" أن التعامل مع المراهق يجب أن يكون بحذر شديد، خصوصًا في وقت امتحانات الثانوية العامة.
وأوضحت الدكتورة أن المراهقة سن خطير، وأنه لا بد من التعامل مع المراهق بحذر، وأن كثيرًا من الآباء والأمهات الذين لديهم أبناء وبنات في سن المراهقة يصابون بالحيرة في كيفية التعامل مع أولادهم، ودائمًا يحتاجون إلى استشاري أسري أو معالج نفسي لحل هذه المشكلة التي تقف أمام كل أب وكل أم عائقًا في طريق التعامل والتفاهم مع الأولاد ولكن كل منهم يجهل تمامًا أن تلك المرحلة هي مرحلة في غاية الخطورة لأنها تسمي بمرحلة "أزمة الهوية" أي أن المراهق في تلك المرحلة لا يعرف هل هو ما زال طفلًا أم أنه أصبح شابًا وهذا ما يصنع التردد الذي يلاحظه الآباء في أولادهم المراهقين.
وأضافت أنه لا بد من وضع تلك النقطة في الاعتبار لأن أغلب الآباء والأمهات في تلك المرحلة عندما يتحدثون مع أبنائهم يقولون كلمة شهيرة ألا وهي "أنت كبرت وأصبحت شابًا لماذا تفعل مثلما يفعلون الصغار".
وتابعت أن الأب والأم يظلان في غاية الحيرة، ويريدان الإجابة على السؤال "لماذا يفعل ابني مثل تلك الأفعال غير مرغوب فيها؟" وأن الإجابة أنه في مرحلة كلها تشويش فكري، وأنه لا بد من معرفة الآباء لأنواع المراهقة حتى لا يقعوا في خطأ الحكم السريع على أولادهم بأنهم منحرفون.
وأفادت أن المراهقة المعتدلة والناضجة ينمو فيها المراهق بشكل سوي في كل شيء جسميًا وجنسيًا وفكريًا واجتماعيًا ولغويًا حيث أنه لا تأتي أية شكوى من المراهق الذي يندرج تحت هذا النوع من المراهقة ألا وهي المراهقة السوية، وأن هناك المراهقة المتمردة، وهذا النوع يضم العديد من المراهقين والمراهقات ويتميز بأن المراهق يتمرد على سلطة الأبوين حيث أنه لا يطيع أوامرهما نهائيًا، ودائمًا يتحدث معهم الند بالند وهذا ما يجعل الأمهات لم تستطيع التعامل مع أولادها، وخصوصًا في هذه الأيام، وهي أيام امتحانات الثانوية العامة التي لابد أن كل دقيقة يتم استغلالها.
وذكرت أن المراهق المتمرد عندما يشعر أن الأم تريد أن يذاكر دروسه يبدأ في العند معها وكأنه مستقبلها هي وليس هو، وأن التعامل مع هذا النوع الصعب من المراهقين لا بد فيه من الأخذ بمبدأ المشورة مع الابن المراهق والكلام معه يكون حذر والامتناع تمامًا عن صيغة الأمر في الحديث معهم ودائمًا الأم تشعر ابنها المراهق أنه كبير وناضج ويستحق التقدير حتى يفعل الولد الذي لا بد أن يفعله في مصلحته.
وأكدت أن التعامل مع المراهق المتمرد التعامل صعب لو كان الآباء ليسوا واعيين بالطريقة المثالية للتعامل معهم، وفي نفس وقت التعامل معهم سهل لو تم إتباع مبدأ المشورة، ومصادقة الابن أو الابنة حتى يحب الأم وكأنها صديقته وليست أم ولها سلطة وهو يريد أن يحارب هذه السلطة حتى ولو على حساب نفسه.
وأردفت الدكتورة أن النوع الثالث من المراهقة، هي المراهقة الانسحابية وفيها المراهق يكون منطويًا جدًا ومنسحبًا ولديه خجل اجتماعي وغير قادر على التعامل مع الجنس الآخر نهائيًا.
وختمت بالنوع الأخير، المراهقة المنحرفة، هي المراهقة المنحرفة تمامًا خلقيًا ودينيًا وجنسيًا وفي جميع جوانب الحياة، إذا لابد من أن يعرف الآباء والأمهات جيدًا أن الابن في هذا السن يعاني أكثر منهم لأنه يصاب بالتشويش الكامل حتى يدخل في مرحلة الشباب، ويبتعد عن المراهقة المدمرة، ولا بد من مساعدة الآباء لأبنائهم لتخطي تلك المرحلة بنجاح لأن أي خطأ فيها سوف يؤثر على الشخصية بالسلب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر