كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري الأطفال، وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران، أن حرق قش الأرز يسبب الحساسية، مؤكدًا أن كمية قش الأرز الناتجة سنويًا تبلغ نحو 6 مليون طن، أغلبها من محافظات الدلتا، وتسبب مشاكل محليًا عن طريق التلوث الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية، مما يسبب حوالي 40% من السحابة السوداء في مصر.
وأضاف بدران في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، قائلًا "عالميًا لها دور في ظاهرة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ في كوكبنا، وحرق الكتلة الحيوية هو احتراق المواد العضوية سواء بواسطة الإنسان أو الحرائق الطبيعية، ويندرج تحت ذلك حرق قش المحاصيل الزراعية، ومخلفات الغابات والغطاء النباتي، وتتسبب في تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم، والحرق السنوي للكتلة الحيوية يبلغ حوالي 3 تريليون طن متري، نتيجة حرق المخلفات الزراعية، والخشب وأوراق الشجر، والأشجار والحشائش والقمامة".
وتابع "حرق الكتلة الحيوية ينتج40 % من ثاني أكسيد الكربون، و 32 ٪ من أول أكسيد الكربون، و 20 % من الجسيمات العالقة، و 50 % من الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات مثل ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأول أكسيد الكربون أكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، وكميات كبيرة من الجسيمات العالقة، "العوائق الهوائية الملوثة"، والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، والفورمالديهايد".
وأكد أن الفئات الأكثر عرضه لأخطار حرق قش الأرز، هم الذين يعانون من الربو وأمراض الجهاز التنفسي، ومرضى القلب والأوعية الدموية، والأطفال، وكبار السن، والحوامل، والأجنة، موضحًا أن مسببات تلوث الهواء الناتجة من حرق قش الأرز، هي ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأول أكسيد الكربون أكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، وكميات كبيرة من الجسيمات العالقة، والعوائق الهوائية الملوثة، والفورمالديهايد، والجسيمات العالقة جسيمات مجهرية، تترسب في الأنف والمجاري التنفسية حتى الرئتين، وتسبب تهيج وحساسية الأغشية المخاطية ومن الممكن أن تنقل ملوثات الهواء الأخرى السامة.
وأوضح بدران أن الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، هي مجموعة من أكثر من 100 مادة كيميائية مختلفة، تنتج أثناء عملية الحرق غير الكامل للكتلة الحيوية، ومسرطنة، وأول أكسيد الكربون القاتل الصامت، يقتل الضحايا بدون أن يشعروا به فهو غاز عديم اللون والطعم والرائحة، وهو يعطل عمل الهيموجلوبين، فيصبح الدم غير قادر على حمل الأكسيجين، وبالتالي ينخفض أداء كافة أجهزة الجسم. وكشف أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو غاز سام خانق، يتسبب في رفع درجة حرارة الكرة الأرضية، مما ينجم عنه ارتفاع أمواج مياه البحر، وكثرة الفيضانات والعواصف وندرة الامطار، وثاني أكسيد الكبريت يضر الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي، ويضر العين، والأحبال الصوتية، ويسبب الأمطار الحمضية.
ويمكن أن يلحق ثاني أكسيد الكبريت، أضرارًا بالجهاز التنفسي والوظائف الرئوية، مما يؤدي إلى السعال وإفراز المخاط، وتفاقم حالات الربو وحالات التهاب الشعب الهوائية المزمن، وجعل الناس أكثر عرضة بعدوى الفيروسات التنفسية، وأكاسيد النيتروجين خاصة ثاني أوكسيد النيتروجين، الأكثر خطورة من أول أوكسيد الكربون، حيث يتحول إلى أوكسيد النتريك
ويصل إلى أعماق المسالك التنفسية، حيث يملأ الحويصلات الهوائية. وربما تصل النسب داخل المنازل إلى ضعف النسب في البيئة، ويهيج ثاني أوكسيد النيتروجين الغشاء المخاطي للحلق وللجهاز التنفسي والعين، ويزيد من نسب الحساسية، وأعراضها وأزمات الربو، ويرفع من فرص العدوى بالالتهابات التنفسية لا سيما الشعبية في الأطفال، ويقلل من كفاءة الرئتين.
وبيّن بدران أن حرق قش الأرز والسحابة السوداء، تتكرر في نفس التوقيت كل عام منذ سنة 1998، والأدخنة تتصاعد ثم ترتد مرة أخرى للأسف لتخنق الصدور، ونتيجة حرق كميات كبيرة من قش الأرز في محافظات وسط وشمال الدلتا، حوالي 4 ملايين طن، وتجسم فوق أنفاس العاصمة كل عام، وتضيق الصدور، وحرق المخلفات الزراعية، يسبب 40% من أدخنة السحابة السوداء.
وتعتبر القاهرة الأكثر تضررًا بمخاطر قش الأرز، لأنها محاصرة بين المنطقة الصناعية في شبرا الخيمة، والمنطقة الصناعية في حلوان، وهضبة المقطم، وهضبة الأهرام، والانقلاب الحراري. والهواء فوق القاهرة يرتفع كل شهور السنة إلى أعلى، حاملًا معه الدخان والملوثات ثم تدفعها الرياح، بعيدًا عن القاهرة مع ركود الهواء في الخريف، ويتراكم الهواء من أعلى إلى أسفل كغطاء كبير أو صوبة ضخمة مليئة بملوثات الهواء، وتنشأ طبقة الانعكاس الحراري بين 50- 1600 متر في شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، وتجثم فوق أنفاس القاهرة خاصة بعد حرق قش الأرز.
وأشار بدران إلى أن أضرار تلوث الهواء على البشر، تتمثل في الإصابة بالالتهابات التنفسية خاصة الالتهاب الرئوي، والإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، والقصور في الدورة الدموية، وخفض معدلات الذكاء، وزيادة معدلات سرطان الرئة، والتلوث يعوق اكتمال نمو الرئتين، و إلحاق الضرر بالحيوان والنبات، وتآكل المواد المستخدمة في البناء.
وأوصى بدران قائلًا "الحد من تلوث الهواء مسؤوليتنا جميعًا، ويجب تفعيل قوانين البيئة والتأكيد على حماية هواء بيئة العمل من التلوث، ويجب وضع حلول عملية لمشكلة قش الأرز، مثل استغلالها في صناعة المنتجات الغذائية للحيوانات وفي صناعة الورق، ويجب تربية الأبناء على الحفاظ على البيئة، واسترجاع الرئة الخضراء للبيئة، وزرع شجرة لكل مواطن، وعلى مرضى الحساسية تناول الأدوية الموصوفة لهم خاصة أدوية الوقاية من الأزمات التنفسية، وارتداء الكمامات حال الخروج أوقات حدوث الأدخنة الضارة، وغسل الأنف أولًا بأول.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر