مريم شقورة تُنبّه من ارتفاع أعداد المواليد في غزة وتعتبرها نتيجة عكسية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كشفت لـ"المغرب اليوم" أنَّ الأسباب تعود للموروثات الثقافية و"العزوة"

مريم شقورة تُنبّه من ارتفاع أعداد المواليد في غزة وتعتبرها نتيجة عكسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مريم شقورة تُنبّه من ارتفاع أعداد المواليد في غزة وتعتبرها نتيجة عكسية

مديرة برنامج الصحة الإنجابية في قطاع غزة د. مريم شقورة
غزة- اياد العبادلة

كشفت مديرة برنامج الصحة الإنجابية في قطاع غزة د. مريم شقورة أن معدلات الخصوبة في الأراضي الفلسطينية تعتبر من أعلاها عالميًا, مشيرة إلى أنَّ  آخر إحصائية رسمية صدرت عن وزارة الداخلية الفلسطينية أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المواليد, وبينت أن القطاع استقبل 24.138 مولود جديد منذ مطلع العام 2016 وحتى نهاية شهر حزيران/يونيو من نفس العام, أي بمعدل 132 مولود يوميًا.

وأكدت في تصريح خاص إلى "المغرب اليوم" على أن أسباب ارتفاع أعداد المواليد تعود إلى الموروثات الثقافية ومفهوم العزوة، موضحة أن فقدان الكثير من الفئة الذكورية في الحروب السابقة على قطاع غزة، وحالة عدم الاستقرار السياسي أدى إلى زيادة الإنجاب, استنادًا إلى مفهوم تعويض ما فُقد.

وأوضحت أن تزويج القاصرات يعتبر من أهم الظواهر التي تزيد معدلات الخصوبة، وزيادة القدرة على الإنجاب للنساء، وأضافت أن تعدد الزوجات أيضاً سبب آخر لزيادة معدل المواليد في قطاع غزة، بالإضافة إلى جهل الأزواج بوسائل تنظيم الأسرة الحديثة، واعتماد بعضهم على الطرق التقليدية, مما يؤدي إلى حدوث المزيد من حالات الحمل المتكررة بسبب فشلها, وأضافت أن نمط العائلة الممتدة يلعب دورًا هامًا في التشجيع على إنجاب المزيد من الأطفال، فضلًا عن تدخل أهل الزوج في القرارات المتعلقة بالإنجاب.

ورأت أن البعض يعتبر زيادة عدد الإنجاب مرتبط بالدين, مؤكدة على أن الدين الاسلامي يُشجّع على تنظيم الأسرة والنسل السّوي, وأوضحت أن الكثير من الباحثين أرجع الزيادة السكانية إلى حالة القطاع السيئة ووجود الفراغ الكبير وبقاء الأزواج في البيت، وعدم توفر فرص عمل مما ساهم في تسجيل أرقام عالمية من المواليد, مبينة أنها تعتبرها نتيجة عكسية للواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي غير المستقر.

وأرجحت أن ارتفاع عدد المواليد يعود إلى النقص الحاد في بعض الخدمات وخاصة في وزارة الصحة، بالتزامن مع نقص في الكوادر الطبية المتخصصة، وعدم توافر الخدمات وتوزيعها بشكل يتناسب مع جغرافية القطاع، رغم أن عيادات الأمومة وتنظيم الأسرة موجودة في كل منطقة.

وبيَّنت أنَّ ارتفاع معدل المواليد يُنذر بخطورة في غزة كونها أكثر مناطق العالم ازدحامًا، وحسب تقرير لمنظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية كشف أن قطاع غزة قد يصبح غير صالح للسكن بحلول 2020, نتيجة وجود أزمات متعددة مثل الماء، الكهرباء، والبطالة، والفقر، وانعدام الأمن الغذائي، وانتشار الأمراض، وعدم وجود جودة في الخدمات المقدمة، فضلًا عن القيود على الحركة والواردات، والحظر على الصادرات، وفقدان فرص العمل، وغياب التخطيط الجيد للمواليد الجدد، وحظر التمويل وغياب الأجندة الوطنية الموحدة.

وأشارت إلى أن قطاع غزة فيه العديد من برامج التثقيف والتعزيز الصحي, وأوضحت أن جمعية الهلال الأحمر تعمل من خلال مراكزها على نشر الوسائل الصحية، وتعديل السلوكيات الخاطئة عبر الورش، والمؤتمرات، والمحاضرات والندوات، وحلقات الراديو والتلفاز، ورسائل الجوال SMS ، واللوحات المضيئة، والإصدارات الصحية حول قضايا مختلفة متعلقة بصحة الأم والطفل مثل تنظيم الأسرة، وتزويج القاصرات، وسرطان الثدي، والأمراض المنقولة بالجنس، والعنف المبني على النوع الاجتماعي, مؤكدة على أنها لا تغطي كل المناطق, نظرًا للنقص الحاد في الكادر العامل.

وبيَّنت أنَّ برامج التوعية والتثقيف الصحي تركت أثرًا جيدًا في النساء اللاتي شاركن في ورش العمل, حول أهمية الرعاية قبل وبعد الولادة, موضحة أن معدل متابعة الحوامل في قطاع غزة أصبح يفوق 90% وبمعدل زيارات جيد، مضيفة أنه لازال هناك مشكلة في المتابعة ما بعد الولادة التي تعتبر المرحلة الأهم صحيًا، وأشارت إلى أن الأسر لازالت بحاجة إلى تكثيف التوعية والتثقيف وخاصة في الأماكن الحدودية والنائية, "المهمشة".

وذكرت أن الشباب في المراحل الدراسية ينقصهم الكثير من المعلومات خاصة في موضوعات الصحة الإنجابية، مؤكدة على أنه تم تقديم توصيات متعددة حول دمج وتطوير المناهج الدراسية والجامعية, لتشمل موضوعات الصحة الإنجابية والجنسية والعمل على شرحها, من أجل إتاحة الفرص للوصول الآمن للمعلومات, مشدَّدة على أنها حق أصيل من الحقوق الإنجابية التي وردت في المواثيق الدولية.

ولفتت إلى أن الإعلام الصحي لازال صاحب الحظ الأقل بين وسائل الإعلام الموجهة, خاصة في قضايا الصحة الجنسية والإنجابية، رغم توجيه الدعوة للعديد من المؤسسات النسوية ووسائل الإعلام والبرامج المطبقة من خلال مؤسسات المجتمع المدني، لحثهم ودفعهم على التركيز على موضوعات الصحة الإنجابية، مشيرة إلى أن غزة لازالت بحاجة ماسة للمزيد من التركيز على دور الإعلام.

ونوَّهت إلى أن الوضع الصحي لازال يتمتع بمؤشرات جيدة مقارنة بالمنطقة العربية، ومقارنة بالمؤشرات في السنوات الماضية، معللة أن الخطر وارد إذا ما تم تعريف الصحة الإنجابية حسب الوثيقة الدولية للسكان والتنمية 1994 بأنها حالة الرفاه والسلامة الصحية والنفسية والاجتماعية فيما يتعلق بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته وليس فقط الخلو من المرض أو الإعاقة.

يُذكر أنَّ وزارة الداخلية الفلسطينية, سجَّلت 24138 مولود جديد خلال النصف الأول من العـام الجاري 2016، أي بمعدل 132مولود يوميًا, وأفادت أن مكاتب الأحوال المدنية أحصت 1738 حالة وفاة خلال الفترة ذاتها، أي بمعدل 9 حالات وفاة يومياً, مما يسجل فارقًا في الزيادة بـ 123من إجمالي سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليون و981 ألف و287 نسمة, وفق آخر إحصائية.
 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مريم شقورة تُنبّه من ارتفاع أعداد المواليد في غزة وتعتبرها نتيجة عكسية مريم شقورة تُنبّه من ارتفاع أعداد المواليد في غزة وتعتبرها نتيجة عكسية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya