أكد الدكتور أيمن سالم أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العيني جامعة القاهرة، أن الارتشاح حول الرئة أو ما يعرف بـ"المياه على الرئة" هو تجمع المياه في التجويف الصدري حول الرئة وليس داخل الرئة، مشيرا إلى أن الرئة عضو تنفس مغلفة بغشاء البلورة، وهو غشاء رقيق يحيط بالرئتين ويحميها من الاصطدام بالضلوع فهو يغلفها من ناحية الضلوع ومن ناحية أعلى الرئة؛ لذلك هو تجويف دقيق جدا وهو سائل زيتي أقرب للانزلاق يتسم بسهولة حركة الشهيق والزفير مما ييسر عملية التنفس.
وأوضح الدكتور أيمن سالم، أنه في بعض الأمراض تتكون بعض الافرازات في الجهاز التنفسي من الممكن أن تصل لدرجة الارتشاحات أو كمية من السوائل التي تصل للغشاء الرئوي، وقد يعاني المريض من داخل الصدر الجهاز التنفسي نفسه أو من خارجه، فإذا كان هناك خللا في الدورة الدموية يتراكم الدم فيها بواسطة فلتر ويرتشح ما يزيد عن اتساع الأوعية الدموية، وإذا لم تستطع حمل هذا الكمية من الافرازات، تتجمع في أقرب مكان لها، فتسبب أمراض خطيرة مثل: الفشل الكلوي وهبوط القلب أو فشل الكبد وهي أمراض عامة ليست خاصة بالجهاز التنفسي فقط.
أضاف الدكتور أيمن سالم، أن القلب والكبد والكلى مسؤولين عن استمرارية إفراز أنواع من البروتينات في الكبد تشفط السوائل إلى اتجاه الدورة الدموية، مثل: الألبريمين، فإذا لم تتواجد تلك البروتينات، لن تستطيع هذه الأعضاء الهامة من أداء دورها بشكل فعال كونها تتواجد داخل الأوعية الدموية وتقوم بدور الفلتر الذي يفصل السوائل عن الدم.
تابع: ويتكون حوالي 80 في المئة من جسم الإنسان من المياه؛ وتوجد هذه المياه حول المخ والأوعية الدموية وحول الكلى وجميع الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فإذا لم تقطع الأوعية الدموية تصريف السوائل تتراكم داخل الأغشية مثل: الغشاء التيتوني والغشاء البلوري، وفي هذه الحالة يكون المرض خارج الجهاز التنفسي.
ونوه الدكتور أيمن سالم، بأنه في حالة الالتهابات الرئوية تكون أجهزة الجسم سليمة والإصابة داخل الرئة فقط سواء كان ميكروب تسبب في التهاب الرئة "فص كامل" فيحدث ارتشاح أو يحدث ورم داخل الصدر يتسبب فيه نوع من الانسداد في الأوعية الدموية داخل الرئة تجمع المياه داخل الرئة.
وأوضح سالم، أنه في حالة حدوث جلطات من خارج الرئتين يحدث تجمع المياه في الرئة كذلك لو حدث ضرر للرئه مصدر خارج الرئة أو من الأوعية الدموية أشد أنواع الارتشاح تحدث عند الإصابة بسرطان الرئة لأن المياه تتراكم بكمية كبيرة يصعب علاجها وتنتشر بسرعه أكبر داخل الرئة.
وأكد أستاذ الصدر بقصر العيني، أنه من السهل تشخيص هذا المرض من خلال الفحص الطبي وقد يلجأ الطبيب إلى عمل أشعة للمريض للتأكد من سبب الارتشاح وكمية المياه المتراكمة، مع إجراء أشعة سونار على الصدر لتكشف مكان وحجم الارتشاح وإذا كان هناك مرض في الرئة أم لا، منوها بأن أشعة السونار أصبحت تكشف تفاصيل هذا الارتشاح بدقة، والتشخيص في حد ذاته ليس صعبا.
وأكد الدكتور أيمن سالم، صعوبة معرفة سبب الارتشاح فيبذل الطبيب مجهودا كبيرا لمعرفة إذا كان السبب ميكروب الدرن "السل" أو الميكروب العادي أو عدوى ميكروبات في الغشاء البلوري، وربما يكون تجمع المياه ليس مياة عادية ولكنه صديد لذلك لابد من تشخيص المسبب ومعرفة نوعية المياة، ولمعرفة ذلك نتجه إلى تقنية تسمى بـ"بذل المياه" وهو سحب المياة عن طريق سن إبرة حول الصدر أو خلفه؛ حسب مكان الإصابة ويتم إعطاء المريض مخدرا موضعيا، ثم سحب كمية صغيرة من المياه للتشخيص فقط أو كمية كبيرة كعلاج للحالة.
وحول أعراض وعلاج ارتشاح المياة حول الرئة، قال أستاذ الصدر بقصر العيني، إن الأعراض تتمثل في سعال مصحوب ببلغم، وارتفاع درجة الحرارة، وضيق في التنفس، ونزيف مع البلغم، وعندما يصل الطبيب إلى سبب الارتشاح يختار العلاج الأكثر فاعلية سواء للأعراض أو المسبب نفسه حتى لا يعود المرض مرة أخرى للمريض.
وأشار الدكتور أيمن سالم، إلى أن تجمع المياه الناتجة عن الإصابة بسرطان الرئة، له تقنيات حديثة للتعامل معه وعلاجه، وهي علاجات تتحكم في المرض وتحد من خطورته ولا يمكن أن نقول أنها تقضي على المرض نهائيا.
اقرا ايضًا:
عوامل نجاح التلقيح الصناعي وأطفال
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر