القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت خبيرة التنمية البشرية والمدرب العام المعتمد من جامعة "كندا" إيمان الريس، عن فوائد كثيرة لتعليم الطفل مهارات الحرف اليدوية والفنية ومشاركته في النشاطات المنزلية لتنمية قدراته الإبداعية وتعزيز شخصيته الإيجابية.
وأوضحت الريس في لقاء مع "المغرب اليوم"، أنَّ "فترة الطفولة هي فترة البناء الحقيقي والأساسي لشخصية الفرد، وإنَّ الطفولة أهم مرحلة في التربية؛ لأنها مرحلة زرع البذور؛ خصوصًا أنَّ الأطفال يولدون بقدرة طبيعية وغير إرادية على الإبداع والتخيل، وللأسف فإنَّ البيئة المحيطة هي التي من شأنها إما تشجيع هذه القدرة أو كبتها".
وأضافت إنًّ "طفلكِ يستمتع كسائر الأطفال في أداء مجموعة مختلفة ومتنوّعة من الحرف اليدوية والفنية داخل المنزل، كما يسترسل مثلهم في الابتكار والإبداع، ولكن هل تعلمين بأنّ لهذه النشاطات فوائد جمّة على نموّ صغيركِ؟ دعينا نتعرّف معًا على أبرز هذه الفوائد وهي تطوير المهارات الاجتماعية من خلال التواصل مع الآخرين والعمل معا لتنفيذ مشروع فني تنمية عضلات اليدين وتقويتها الأمر الذي سيسهل عملية تعلّم الكتابة، وتنمية خيال الطفل الإبداعي وقدرته على الابتكار و تنمية المهارات اللغوية من خلال خلق موضوع للحديث وللتعرف على أسماء الأشياء، وتنمية القدرة على التركيز وإنهاء المهام تنمية مهارة التخطيط لإنجاز المهمة، و تعزيز ثقة الطفل واعتزازه بنفسه من خلال عرض منتجاته والتفاخر بها الفنون".
واستطردت الريس "لابد من تعزيز الشغل اليدوي للطفل حتى ينجح في بعض الحرف اليدوية على غرار تعليم فن تصميم الاكسسورات تساعد على تنمية ذكاء الطفل وذلك عن طريق تنمية هواياته في هذا المجال ، وتقصي أدق التفاصيل المطلوبة في هذا الفن، فضلًا عن تنمية المهارات الابتكارية لديه عن طريق اكتشاف العلاقات وإدخال التعديلات حتى تزيد من جمال التصميم، وعليه استعمال كلتا يديه، وهذه المهارة مهمة جدًا، إذ ستساعده في تطوير جوانب ونواحي أخرى من حياته، كالكتابة وربط شريط الحذاء والطباعة وإلى ما هناك من نشاطات يدوية".
وأشارت إلى أنَّ الفنون تُطوّر التنسيق الحركي الدقيق، إذ على الطفل أن يستعمل مهاراته الحركية الدقيقة وينسق بينها، كما أنَّ التصميم في ذاته نشاط متصل بمجال اللعب، إذ يرتكز في ذات الوقت على الاتصال المتبادل للطفل مع شخص آخر؛ ولكن تشكل التصميم في الواقع من أجل عرضها على شخص كبير، وكأنه يريد أن يقول له شيئا عن طريق ما يبتكر من تصميم، ومن هنا فإنَّ المقدرة على التصميم تتماشى مع التطور الذهني والنفسي للطفل، وتؤدي إلى تنمية تفكيره وذكائه، لافتة إلى أنَّ هذه المهارات هي جلّ ما سيحتاج إليه ليتمكّن لاحقًا من ارتداء ملابسه وتناول الطعام بنفسه وأداء وظائفه المدرسية.
وتابعت الريس: "أيضا الفنون تُعلّم ضبط النفس، فبعض الحرف اليدوية تستلزم انتظارها بعض الوقت حتى تجفّ، وفترة الانتظار هذه هي بحدّ ذاتها رائعة في تعلم الصبر وضبط النفس، مثل استخدام الصلصال الحراري؛ ولأنّ الرياح لا تجري دائمًا كما تشتهي السفن؛ ولأنّ الحرف اليدوية لا تؤول دائمًا إلى النتائج المرجوّة، كوني أكيدة من أنها ستعلّم طفلك المرونة فلذلك انتبهي إلى أطفالك و حاولي دوما العمل على تنمية قدراتهم بكل الوسائل المتاحة أمامك فلا تهملي أطفالك , واجعلي منهم شيئًا مفيدًا تفتخرين به في المستقبل القريب واجعلي لأطفالك مستقبلًا مزهرًا كي يكونوا أصحاب قرار وايجابيين في المستقبل".
واختتم الريس حديثها، قائلة: "إنجاز المطلوب من الطفل بنجاح سيمنحه شعورًا رائعًا بالفخر، ومع الوقت، يمكنك أن تعرّفيه على فنون أخرى وتحديات جديدة، إذ أنَّ الفنون تدعم الراوبط بين الأم والطفل فكوني أكيدة من أنّ طفلكِ يحبّ لا بل يعشق الأوقات التي يمضيها معكِ وتبتكران فيها حرفاً خاصة بكما".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر