القاهرة - شيماء مكاوي
حذّرت خبيرة التنمية البشرية المدرب العام المعتمد من جامعة كندا إيمان الريس، من أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي باتت تهدد الحياة الأسرية، على الرغم من أنها تقرب المسافات بين الأصدقاء.
وأوضحت الريس في حوار مع "المغرب اليوم"، قائلة: "على الرغم من كثرة الفوائد التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلا أنها أصبحت تمثل مشكلة في كل بيت بين الزوجين، حيث أصبح كل منهما مشغولًا بصفحته الخاصة أكثر من شريك حياته".
وأضافت: " يقضي الأزواج ساعات طويلة في التواصل والحديث مع أصدقاء العالم الافتراضي، أكثر من الأوقات التي يقضيها في الحديث مع شريك حياته"، موضحة: "مع الوقت يتحول التواصل الاجتماعي إلى إدمان، ما يهدد الكثير من البيوت بالدمار".
وتابعت: "لقد أثبتت الأبحاث أنَّ موقع "فيسبوك" فقط وراء ثلث حالات الطلاق، وهذا أمر مثير للاستغراب؛ ويبرز أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مَدْعَاةً للهروب من تكوين العَلاقات الاجتماعية الحقيقية".
واستدركت الريس: "معظم مواقع التواصل كانت سببا رئيسيا في حدوث الخيانة الزوجية، حيث كانت سببًا في طلاق وتدمير أسر كاملة، ومن بعض القصص الغريبة، أنَّ "زوجين تعرفا على بعضهما بأسماء مختلفة حتى جاء يوم اللقاء بينهما واكتشفا أنَّ كلهما يخون الآخر في المكان الخطأ".
واسترسلت: "هناك الكثير من الحلول التي لا تمنع الأزواج من التواصل الاجتماعي وفي الوقت نفسه لا تتسبب في حدوث المشاكل فيما بينها وهي: عدم الجلوس أمام مواقع التواصل بأنواعها ومسمياتها المختلفة لمدة تزيد عن الساعتين، كما يجب على الزوجين معرفة الأرقام السرية لحساب كل واحد منهما للقضاء على هواجس الشك".
وشدَّدت على "ضرورة أن يعلم كلا الزوجين أنَّ مواقع التواصل أصبحت إدمانًا، فأنت تأخذ من وقت بيتك وأسرتك وأولادك من أجل التواصل مع ناس لا تعرفهم وسيأتي الوقت ليفعل ابنك مثلك، حيث يجب الانتباه من كثرة الجلوس حتى الوصول إلى حد الإدمان".
واستأنفت الريس: "من المهم مشاركة كل واحد من الزوجين اهتمامات الآخر بمعنى، لو زوجك يحب موقعًا لشراء الكلاب شاركيه رغباته وكذلك الحال بالنسبة إلى الزوج لو زوجتك تحب مواقع تعليم إعداد الطعام شاركها رغبتها، أقصد من كلامي أنه يجب أن يكون هناك هدف للدخول إلى الانترنت عمومًا مثل معرفة معلومة مفيدة أو تبادل المعلومات والأخبار".
وأكملت: "عندما تشاهدين أصدقاء إناث عند زوجك لا تبادري بافتعال مشكلة، بالعكس ادخلي واعملي صداقة معهن، وهذا طبعا متاح للزوجة وللزوج، وأفضل وقت للجلوس أمام الـ"فيسبوك" بعد الانتهاء من أعمال المنزل أو في آخر اليوم؛ لأن جسم الإنسان يكون في هذا الوقت مجهدًا جدًا والوقت الضائع على الإنترنت يكون قليلًا".
وأبرزت الريس أهمية "تبادل الرسائل العاطفية بين الزوجين يزيد من الحب والترابط، فما أجمل أن يتم تبادل الرسائل فيما بينهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المهم أيضًا الابتعاد عن النقاش في أي موضوع خاص عن طريق الرسائل؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى الطلاق والتواصل المباشر أفضل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر