القاهرة ـ شيماء مكاوي
أكد أستاذ الجراحة وأمراض القولون الدكتور علي شفيق، أن أورام سرطان القولون والشرج هي ثاني أكثر الأورام انتشارًا، مُطالبَا بسرعة إجراء الكشف المبكر.
وكشف شفيق لـ"المغرب اليوم"، أنّ أحدث الإحصاءات العالمية للأورام، أثبتت أن أورام القولون والشرج هي ثاني أكثر الأورام انتشارًا بين الجنسين، والأكثر انتشارًا في الجهاز الهضمي وذلك ناتج عن العادات الغذائية الخاطئة والتلوث البيئي.
وتابع، "ومما لا شك فيه أن الأورام بصفة عامة في حالة ازدياد مضطرد في العقدين الأخيرين مع التقدم التكنولوجي والصناعي والزراعي"، مشيرًا إلى أنّ الاتحاد الأوربي، أعد مشروعاً لدول البحر المتوسط (الباراديجما) لدراسة نسب الإصابة بسرطان القولون والشرج والكشف عنها والتدخل الجراحي وعلاج ما بعد الجراحة (العلاج الإشعاعي الكيميائي)، وخلص المشروع إلى أن أورام القولون والشرج في ازدياد وأن أعمار الإصابة في تناقض وأن الشفاء التام بعد الإصابة يعتمد على الكشف المبكر عن سرطان القولون والشرج.
وبين شفيق، أنّ أورام الجهاز الهضمي تنتشر نتيجة تناول التغذية السريعة (الساندويتشات) التي تحتوى على نسب عالية من الزيوت ومكسبات الطعم المضافة إليها، وأيضًا الأغذية الخضراء والفاكهة الناتجة عن الزراعات داخل الصوبات الزراعية المستخدم فيها المواد الكيميائية والهرمونات، مشددًا على ضرورة تناول الزراعات التقليدية (organic) في الحقول الزراعية دون استخدام المواد الكيميائية والهرمونات.
ولفت إلى أنّ، أحدث الدراسات العلمية، نصحت بتناول الوجبات المنزلية من الخضراوات ومنتجات الألبان والفاكهة، هو الأفضل في تجنب الإصابة بأورام القولون والشرج.
وواصل شفيق، "يعتمد الكشف المبكر على إحساس المريض بأي تغير في الأسلوب المعتاد عليه في عملية الإخراج أو ظهور النزيف"، مؤكدًا أنه في هذه الحالة يجب عمل تحاليل براز مبدئي ثم يتبع بمنظار قولوني أو أشعة على القولون لتحديد أسباب النزيف، مبينًا أنه في كثير من الأحيان يتم التعامل مع النزيف الشرجي على أنه بواسير أو شرخ شرجي مما يؤدى إلى التأخر في الكشف عن الورم مبكراً، أما إذا تم تشخيص المرض فإن العلاج الأساسي هو الاستئصال الجزئي للقولون بأسرع وقت.
ونوه إلى أنّ، الكشف المبكر مهم جدًا لأن الورم في بداية حدوثه يكون صغير الحجم ومازال داخل منطقة حدوثه، ومع مرور الوقت يتضاعف حجم الورم مثل نمو الجنين في الرحم وتزداد الأوعية الدموية المغذية له، وتبدأ الخلايا السرطانية في الانفصال عن الورم الأم ثم تنتشر عن طريق الأوعية الدموية إلى أجزاء الجسم لتستقر إما في الكبد أو الرئتين أو العظام، ويتحول الورم السرطاني من ورم موضعي إلى ورم عام من خلال الدورة الدموية ويصعب السيطرة عليه.
وأوضح أنّ، الجديد في هذه الجراحات، هو القدرة على استئصال الورم كلياً مع توصيل القولون وعدم إجراء فتحة إخراج في جدار البطن (كلوستومى)، مؤكدًا أنه كان المعتاد عليه في مثل هذه الجراحات هو تحويل الإخراج إلى جدار البطن إذا كان الورم يوجد في المستقيم على مسافة من 9 – 12 سنتيمتر من فتحة الشرج.
واختتم حديثة، أنّ الجراح أصبح قادرًا على استئصال الورم الشرجي مهما كان قريبًا من فتحة الشرج والحفاظ على العضلات القابضة للشرج وذلك للمحافظة على عملية التحكم في الإخراج وتوصيل القولون بالقناة الشرجية، حتى يستطيع المريض التبرز بالطريقة الطبيعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر