غزة – حنان شبات
حذّر الأخصائي النفسي الدكتور يوسف عوض الله، من التعرض للإجهاد في العمل، مشيرًا إلى أنّ إدمان العمل لا يعني فقط قضاء ساعات طويلة في العمل وإنما يؤدي إلى ظهور أعراض جسمية ونفسية، وخلل في العلاقات الاجتماعية للشخص.
واعتبر عوض الله في تصريحاته لـ "المغرب اليوم " أن إدمان العمل يؤثر على ملايين الأميركيين، ويُسبِب اعتلالاً في الصحة؛ مثل الإرهاق المزمن وضعف التفكير والسكتة الدماغية. ولفت إلى أن إدمان العمل سبب في حالات طلاق عديدة، بالإضافة إلى أنه سبب اضطرابات الأكل والنوم وأمراض القرحة والقلب والشعور بالاكتئاب.
وأكد عوض الله أن إدمان العمل يعد حالة من التوتر النفسي لكن يمكن أن تثير لدى البعض حتى المشاكل الجسدية. وتعتبر أعراض مثل الصداع والحركة المتوترة الدائمة أو الشعور بالانقباض وعدم القدرة على التنفس.
وأبرز أنّ نسبة 10 % من حالات الوفاة بين العاملين في اليابان تعود إلى الإجهاد في العمل، خصوصًا وأن عمل الشخص فوق طاقته يجعل الجسم يفرز مادة "الأدرينالين" ويُعطي شعوراً بالاكتئاب.
وأضاف "الإنسان الطبيعي يحلم أثناء العمل بكيفية قضاء عطلة نهاية الأسبوع، في حين أن المدمن على العمل يحلم أثناء عطلة نهاية الأسبوع متى وكيف سيعود إلى العمل".
وعن أعراض الإدمان على العمل بيّن "محيطك ينبّهك دائما إلى أنك تفرّط في العمل، وتعمل حتى في المنزل وخارج إطار الوقت المحدد للعمل، بالإضافة إلى أن المدمن على العمل لا يذهب إلى العطلة إلا مجبراً، ويأخذ معك بعض الأمور المرتبطة بالعمل".
وتابع "المدمنون يعانون من مشاكل في العلاقة الزوجية بسبب الإفراط في العمل ، ويشعرون بشكل أفضل في العمل بعكس ما تشعر به خلال أوقات الراحة، ويقضون الأوقات كلها في ذلك وإذا حاول أحدهم جذب انتباههم خلال قيامهم بعمل ما، فغالبا ما يكونوا متوترين وعدائين".
وكشف عن أن مدمن العمل يحاول التخلص من الكآبة أو الانقباض أو الذنب بالعمل، بالإضافة إلى أنه يشعر دائما بأنه لا يوجد أي شخص في العالم يمكنه القيام بعمله بالطريقة الجيدة ذاتها كما يفعل.
وتابع "كلما زاد الجهد الذي نبذله في العمل كلما ازدادت أهمية حاجتنا إلى الاسترخاء، ولكي يتمكن الشخص من تجاوز إدمان العمل إذا فعليه القيام ببعض الخطوات ومنها مغادرة مكان العمل ونسيان كل ما يتعلق به، والنوم ست ساعات على الأقل ليلا، والمشي بانتظام مسافات معقولة وممارسة هوايات أخرى، بالإضافة إلى الذهاب مع العائلة إلى المطاعم والمنتزهات والرحلات.
وشدد عوض الله على ضرورة ممارسة أي نشاط غير ضاغط، ويبعث على الاسترخاء، ويسمح بالإبداع والاستمتاع، وممارسة التمرينات في صالة الألعاب للتخلص من الكثير من الضغوط، واللعب مع الأطفال بالإضافة إلى ممارسة بعض الهوايات القديمة.
ونصح بضرورة التفريق بين التفكير والعمل والتخيل، مشددا على أن العمل ليس الأسلوب الوحيد للإنجاز، فالتفكير والتدبر يعتبران فعالين للإنجاز.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر