بعد سنتين من الاحتجاجات دمشق تحولت لثكنة عسكرية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد سنتين من الاحتجاجات: دمشق تحولت لثكنة عسكرية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بعد سنتين من الاحتجاجات: دمشق تحولت لثكنة عسكرية

دمشق ـ وكالات

يحيي المعارضون في سوريا اليوم الذكرى السنوية الثانية لاندلاع حركات الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ومع استمرار العمليات العسكرية تغيرت ملامح المدن السورية وتغير إيقاع الحياة فيها. فكيف تبدو العاصمة دمشق؟خلال تجول عربية في شوارع دمشق،بدت وكأنها كتلة إسمنتية صماء من كثرة انتشار الحواجز العسكرية، التي قسمت العاصمة وعزلت أحياءها عن بعضها البعض. ربما الوصف الأفضل للعاصمة السورية هو ما قاله لنا عنها تاجرفي سوق الحميدية قدم نفسه على أنه إبراهيم. التاجر قال لنا إن "المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية وكأنه حُكمعليها بالاعتقال التعسفي". والآن وبعد مرور سنتين على الاحتجاجات لم نعد نعلم من يسيطر على دمشق، فبعض المناطق لا يفصل فيها بين علم الجيش النظاميوعلم المعارضة المسلحة سوى بضعة أمتار.ينتشرالآن في شوارع دمشق وريفها مائتان وخمسون حاجزا عسكريا ثابتا تابعا لقوات الأمن والجيش النظامي، مدججان بعتادهم الكامل وغالبا ما تكون بحوزتهم أوراقفيها أسماء مطلوبين من صفوف المعارضة. الطالبة الجامعية مريم قالت لـ عربية: "لم تعد دمشق تلك المدينة التي لا تنام، فبعد الساعة السابعةمساءً يبدأ السكون يخيم على شوارعها، لا سيما مع ازدياد حالات الخطف فيالفترة الأخيرة"، وتضيف مريم أن "أصوات القصف على الأحياء الجنوبية للعاصمةباتت تغتال هدوء الليل لدى سكان العاصمة".ونتيجة لتصاعد عمليات المعارضة المسلحة في بعض شوارع دمشق، لجأت السلطات إلى إغلاق العديد من الشوارعالهامة، ومنعت دخول السيارات إليها إضافة إلى تفتيش بعض المارة أثناءعبورهم منها، حيث وصل عدد الشوارع المغلقة إلى أربعين شارعا، بينما تقولمصادر في المعارضة بأن أكثر من خمسين قناصا ينتشرون على أبنية عالية فيمناطق متفرقة من دمشق، تحسبا لأي هجوم مفاجئ على أماكن حساسة.كل هذه الإجراءات تزيد من مصاعب الحياة في دمشق كما تقول لونا لـ عربية، وتوضح أن "المواطنينيعانون غلاء الأسعار، والانتظار لساعات طويلة أمام أفران الخبز ومحطاتالوقود، وفوق ذلك أصبحت دمشق مقطعة الأوصال ولكي تنتقل من مكان لآخر عليكأن تمر بثلاثة إلى أربعة حواجز".وأبدت لونا انزعاجها من حواجز الجيش النظاميوحواجز المعارضة المسلحة على حد سواء، وروت ما حصل معها أثناء دخولها لإحدىالبلدات التي تسيطر عليها المعارضة، حيث قالت: "عند أول البلدة أوقفنا حاجزلجيش النظام فتش هويات الركاب، وبعد عبورنا للحاجز بمئة متر أوقفنا حاجزآخر لكنه للمعارضة المسلحة، وللوهلة الأولى شعرت وكأن هناك شبه تعاون بينحواجز الطرفين، فهو الآخر طلب هويات الركاب،والمواطن هو الذي يعاني فينهاية الأمر ويبقى حبيساً لحاجز هنا وتفتيش هناك، ليمضي أحيانا أكثر منساعتين ليصل إلى المكان الذي يريده".ولم يسلم الأموات من تبعات الأوضاعالأمنية التي تعيشها دمشق، ذلك ما قاله لنا عمر. وتساءل عمر بتذمر: "هل يعقلأن ننسى مصيبتنا بفقدان والدنا، ويتحول الحديث بين أفراد العائلة إلى أيطريق سنسلكه إلى المقبرة دون المرور على الحواجز؟" وأضاف عمر لـ أنه لم يعد فيسوريا حرمة لشيء، فجثة والده بقيت مكشوفة دون غطاء خشبي من المنزل حتىالمقبرة، لأن الحواجز العسكرية لا تسمح بمرور سيارة دفن الموتى دون تفتيشللتوابيت، خشية من تهريب أسلحة ومعدات إلى المعارضة.تضاعفعدد السكان في دمشق نتيجة نزوح عدد كبير من سكان الريف، إلى مناطق مازالت تنعم ببعض الأمن، وكان لــعربية لقاء مع نورا وهي فتاة من إحدى البلدات التي تعتبر معارضة واضطرت هي وأهلها إلى النزوح لمنطقة تقع تحت سيطرة جيش النظام. وروت نورا قصتها قائلة: "في أحد الأيام دخل علينا عنصران من قوات الأمن، فتشا المنزل وقلباه رأساً على عقب ثم طلبا مني أن أقف قرب الحائط وسألاني عن معرفتيببعض المعارضين المسلحين، فأنكرت معرفة أي أحد منهم، وقبل ذهاب عناصر الأمن أعطوني رقم هاتف لكي اتصل بهم عندما أشاهد مسلحين في المنطقة التي أسكن فيها حاليا". وأكدت نورا بأن المنطقة خالية من المعارضة المسلحة وأنالهدف من مداهمة المنزل هو "عقاب لنا لأننا من أبناء بلدة معارضة".ولايختلف حال النازحين من المدن السورية الأخرى إلى دمشق عن حالة النازحين منريف العاصمة، فالمدينة مكتظة بالنازحين من محافظات حلب وحمص ودير الزور وهم معرضون دائماً للتوقيف والمساءلة. وتروي غالية لـ عربية أن قوات الأمن اعتقلت أربعة أشخاص يعملون على عربات لبيع الخضرواتفي حي الشاغوربدمشق، لأنهمأبناء محافظات تخضع لسيطرة المعارضة. وبعد مرور عامين على اندلاع الاحتجاجاتفي سوريا، أصبح تأمين أساسيات الحياة للمواطن في دمشق أمراً صعباً، فلا وجود للغاز أو الكهرباء بشكل كاف، إضافة إلى انعدام الأمن في شوارع المدينة. كذلك زاد غلاء الأسعار وهو ما يعاني منه كثير من سكان المدينة، لا سيما مع تضاؤل فرص العمل، وتضرر العديد من المعامل الصناعية نتيجة الاشتباكات المستمرة في ريف دمشق. ومع مرور الوقت تزداد الأمور صعوبة على المدنيين فيما يخص جميع أوجه الحياة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد سنتين من الاحتجاجات دمشق تحولت لثكنة عسكرية بعد سنتين من الاحتجاجات دمشق تحولت لثكنة عسكرية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya