الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
ناقش الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني" في اجتماع مطول لقطاعه السياسي ترأسه نائب رئيس السوداني الدكتور الحاج آدم يوسف، ظهر الأحد، العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، وضرورة وضع هذه العلاقة في إطارها الصحيح؛ من حيث تبادل المصالح المشتركة وعدم الازدواجية في المعايير ودون إعلاء جانب على جانب وفي إطار قواعد العلاقات الدولية المبنية على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشوؤن الداخلية ورعاية المبادئ التي تضمن التعامل بشفافية، وأمن الاجتماع في مداولاته على ألا يكون تنفيذ الإستراتيجية الأميركية تجاه السودان هو هل السبيل لتطبيع العلاقات.
كما أشار الاجتماع إلى أنه من الضروري أن تتيح العلاقة لكل طرف عرض وجهات نظره دون إملاءات أو ضغوط أو شروط مسبقة، وأكد الاجتماع على ضرورة وضع هذه العلاقات في إطارها الصحيح وفقا للقواعد المتعارف عليها دوليًا.
هذا و قدم عضو القطاع السياسي الحزب الحاكم الدكتور ربيع عبد العاطي عبيد ورقة استعرضت مراحل هذه العلاقات وتاريخ أزماتها السياسية والاقتصادية، وفي سؤال لـ مصر اليوم إن كان الحزب الحاكم يعتقد أن العلاقات ستتجه نحو ما تطمع الخرطوم، أجاب الدكتور ربيع عبد العاطي "الأمر يحتاج إلى جهد وقد يستغرق هذا الجهد فترات زمنية"، مضيفًا "إن الورقة استندت علي تاريخ العلاقات بين البلدين وازدواجية المعايير وتقارير المبعوثين الأميركيين وجهات أخرى متنفذة في الولايات المتحدة ومنها مجموعات الضغط والتي كثيرًا ما حاولت رسم ما يخالف الحقيقة في أذهان المؤسسات الأميركية صاحبة القرار.
و تابع عبد العاطي "إن نتيجة ذلك كان الواقع الحالي الذي تعيشه علاقات البلدين"، مؤكدًا أن بلاده راغبة في إقامة علاقات مع الولايات المتحدة التي طالبها بمعرفة الواقع الحقيقي في السودان اعتمادًا على المعلومات الصحيحة وخلافا لتلك المبنية على تقارير غير صحيحة ، وكشف أن نائب رئيس السوداني أمن في الاجتماع على ضرورة أن يضاف ما جاء في الورقة إلى رؤية وزارة الخارجية والمكتب القيادي للحزب الحاكم بخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية .
وكان القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم جوزيف استانفورد أعلن استعداد بلاده لإجراء حوار مع الحكومة السودانية، لكنه دعا في لقاء مع مجموعة من رجالات الطرق الصوفية الخرطوم لاتخاذ خطوات ايجابية تجاه القضايا التي تتعلق برفع العقوبات وأبرزها ما تسميه واشنطن دعم الإرهاب بجانب إنفاذ المباحثات السياسية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقود الصراع في النيل الأزرق وجنوب كردفان بالحل السلمي دون الحل العسكري.
ودعا الحكومة السودانية لعدم دعم الإرهاب العالمي لمدة 6 أشهر متتالية وتقديم ضمانات بعدم دعم أي أعمال إرهابية مستقبلا، مضيفًا "إن الحكومة السودانية على علم بشروط حذفها من قائمة الإرهاب"، لكنه عاد وأشار إلى أن جميع تلك القضايا لن تمنع الحكومة الأمريكية من إجراء حوار مفتوح مع السودان .
وتتهم الخرطوم الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزامات قطعتها قبيل إجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان حيث توقعت الخرطوم بعد إجراء الاستفتاء بشفافية وعلى نحو قادت نتائجه إلى انفصال الجنوب عن الشمال، توقعت تغييرًا في الموقف الأميركي يتمثل في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ سنوات.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح قال في تصريحات سابقة لـ "مصر اليوم" "إن الخرطوم تنتظر أن يشكل تعيين جون كيري وزيرا جديدا للخارجية الأميركية بعض التغيير في مواقف واشنطن من قضايا السودان" .
لكن مصدر حكوميًا فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "مصر اليوم" إن بلاده لا تراهن على تغيير جذري في مواقف واشنطن"، وأضاف المصدر في تصريح مقتضب "إن واشنطن ستقدم كل يوم مطلب جديد إلى أن تصل إلى محطة لتطبيع مع إسرائيل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر