اضطرابات البحرين مبعث قلق لدول الخليج
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اضطرابات البحرين مبعث قلق لدول الخليج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اضطرابات البحرين مبعث قلق لدول الخليج

المنامة ـ وكالات

"الشعب يريد اسقاط النظام" عبارة اصبحت اشبه بموسيقى تصويرية صاحبت انتفاضات الشرق الاوسط منذ اندلاعها عام 2011.ففي احدى الليالي الحالكة في قرية مهزة الواقعة على مشارف العاصمة البحرينية المنامة، تجمع مئات السكان متحدين حظر التظاهر العام الذي فرضته البلاد في اكتوبر/تشرين الأول.واثناء تجمع المتظاهرين انتظارا لمقدم الشرطة، استبدلوا هتاف "يسقط حمد" بهتاف يسقط النظام، في اشارة الى العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة.ينتمي المتظاهرون الى الطائفة الشيعية، وهي الطائفة الغالبة في البحرين، على نقيض عائلة آل خليفة الحاكمة التي تنتمي للطائفة السنية.لقد تجاوزت مشكلة قرية مهزة –والقرى الشيعية الاخرى في البحرين– أنها مجرد صعاب محلية تواجه اتباع هذه الطائفة.لقد وقعت البحرين في براثن قوى تعيد رسم ملامح الشرق الاوسط، وهي تضم ضغوطا من اجل التغيير، فضلا عن رغبات وطموحات القوى العظمى.وتعد البحرين افقر مقارنة بوضع دول مجاورة لها امثال الامارات وقطر، كما تعاني في الوقت عينه من عثرات اقتصادية طويلة الاجل، لاسيما ما يتعلق بالبطالة و تردي اوضاع الاسكان.كما تمثل البلاد ايضا مرفأ للاسطول الخامس الامريكي المنوط بالحفاظ على طرق تصدير النفط مفتوحة وتذكير ايران بما يمكن ان يفعله الامريكيون بهم اذا دفعتهم نية لذلك.لكن قضية الطائفية الدينية هي القضية الابرز التي تكمن وراء اندلاع الاضطرابات واعمال العنف في الشرق الاوسط الجديد.وتقع البحرين بين المملكة العربية السعودية السنية وايران الشيعية، وهي تتمتع بتاريخ طويل من التوتر الطائفي بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية.ويسيطر السنة على معظم الاموال والسلطات، فبعض الاسر الشيعية تتمتع بمكانة مرموقة في النظام الى جانب شغل مناصب رفيعة، لكن الغالبية العظمى من المواطنين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.وتماثل الطائفة الشيعية والسنية طائفتا البروتستانت والكاثوليك في العالم المسيحي، فهما يعيشان دوما في وئام مع بعضهما، لكن بمجرد اندلاع التوتر، وهو احيانا بسبب تحريض بعض رجال الدين المتشددين، يحملون العداء تجاه بعضهما.استنشاق الغاز المسيل للدموع لم يستغرق الوقت طويلا من الشرطة البحرينية لتفريق المظاهرات في مهزة.فالاطفال يبدو انهم يشعرون بهم قبل رؤيتهم، حيث يهرعون بغية اللجوء الى ملجأ يحميهم قبل ان تعلن الشرطة عن نفسها بالقاء القنابل المسيلة للدموع.ويتشتت شمل الاخرين من البالغين الذين يلجأون الى المتاجر والمساكن، في الوقت الذي لا تحرك الشرطة ساكنا لتعقبهم على الرغم من تصريح سكان في الاسابيع الماضية بوجود اعمال عنف متكررة في الساعات الاولى من الصباح.وعندما سعى المحتجون في البحرين الى محاكاة الثورة المصرية عن طريق تنظيم مظاهرات حاشدة في فبراير/شباط عام 2011، دعت الهتافات الاولى للمحتجين الى اجراء اصلاحات، وليس اسقاط الاسرة الحاكمة.وتصدت قوات الامن بمنتهى القسوة لما اصبح انتفاضة بعد ذلك.كما ضمت صفوف الاحتجاج الاولى نسبة من السنّة الذين نفد صبرهم من الطريقة التي تدار بها البلاد.لكن منذ بداية التصدي اخذت المواجهات على نحو متزايد منحى طائفيا.وخلال لحظة غير عادية من الانفتاح لدى اسرة حاكمة في منطقة الشرق الاوسط، شكل العاهل البحريني لجنة وقبل نتائج تقرير محايد يفسر ما حدث، وهو تقرير أكد قتل قوات الامن عددا من المتظاهرين وتعذيبهم.وبعد عام من التقرير المعروف باسم تقرير اللجنة البحرينية المحايدة لتقصي الحقائق، وجهت اتهامات للاسرة الحاكمة بعدم اتخاذ ما يكفي من خطوات لتطبيق ما توصل اليه التقرير من نتائج من خلال الاصدقاء من دول الغرب وجماعات حقوق الانسان والنقاد داخل البحرين. وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد عقدت مؤتمرا صحفيا اعربت من خلاله عن قلقها ازاء تزايد وتيرة العنف في البحرين، وتقويض حقوق حرية التعبير والتجمع والاستخدام "المفرط" للقوة من جانب الشرطة واجهزة الامن.وتنفي الحكومة البحرينية التهم المنسوبة وتقول انها تبذل قصارى الجهود الرامية الى تطبيق التقرير، فضلا عن اعتزامها جمع مختلف طوائف المجتمع والتأكيد على التزام قوات الامن بالمعايير الجديدة للسلوك.وكان وزير العدل البحريني خالد آل خليفة قد صرح قائلا: "نرغب في استعادة الوحدة على نحو يعالج الاخطاء السابقة".ونفى وزير العدل الاتهام بان النظام مازال يحمي كبار المسؤولين الذين ينحى إليهم باللائمة فيما حدث من تحركات مبالغ فيها في ظل قيادتهم.واضاف الوزير ان انعدام المساءلة يعتبره حلفاء البحرين في حد ذاته مشكلة كبيرة، حيث لا تتفهم واشنطن ما يحدث.وقال في مقابلة لبي بي سي "لو كانت الحكومة ترغب في التستر على ذلك، لما أمرت بتشكيل لجنة بحرينية محايدة لتقصي الحقائق".وأضاف "لدينا ما يكفي من الشجاعة والقدرة على مواجهة ذلك والتعامل معه. لن يتستر على اي شخص بحجة الافلات من العقاب".وقال "ما نسعى اليه هو تهيئة نظام مناسب للمساءلة بشأن ما حدث في البحرين، كما نرغب في استعادة الوحدة على نحو يعالج الاخطاء السابقة". وداخل غرفة للجلوس تحولت الى ما هو اشبه بضريح لصبي متوفى، جلست ام شيعية مكلومة تحمل وجهة نظر مختلفة. جلست الام مريم عبد الله تحيطها صور ابنها علي الشيخ، البالغ من العمر 14 عاما، الذي قتل من جراء عبوة غاز مسيلة للدموع اطلقتها الشرطة خلال مظاهرات مناوئة للحكومة في اغسطس/اب العام الماضي. واضافت انه بعد عام من نشر التقرير لم يطبق اي من نتائجه. وقالت "لم أشهد اي اصلاحات، نحتاج الى المساواة بين الطائفتين، لاسيما في الوظائف، وفي وزارة الداخلية والجيش وحتى في وزارة العدل". وقالت "هناك طائفية في هذا البلد، الطائفة الشيعية تعاني على نحو خاص من التهميش". وتعتقد الاسرة الحاكمة في البحرين وانصارها -مثلهم مثل اخوانهم في السعودية- ان ايران تحرض على احتجاج الشيعة في القرى المحيطة بالمنامة. وتعتبر البحرين مؤشرا لمنطقة الخليج. فاذا لم تحل الازمة هنا من خلال السياسيين في البلاد، فسوف تصدر البحرين الاضطرابات الى المنطقة، فضلا عن زيادة حدة الطائفية بين الشيعة والسنة، والتنافس الشرس بين السعوديين وايران. ويخشى الامريكيون من انه اذا لم يحدث اي تقدم سياسي، فسوف تواصل البلاد المضي في طريق التفتت وستكون ايران المستفيد الوحيد من ذلك.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اضطرابات البحرين مبعث قلق لدول الخليج اضطرابات البحرين مبعث قلق لدول الخليج



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya