هافانا ـ أ.ف.ب
تستأثر صحة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مجددا بالصفحات الاولى في فنزويلا بعد توجهه بسرعة الى كوبا الاربعاء لتلقي علاج طبي لم تكشف طبيعته بينما لم يعد الرئيس يظهر علنا عشية انتخابات اقليمية بالغة الاهمية.
وافادت صحيفة غرانما الرسمية الكوبية ان هوغو تشافيز الذي خضع منذ 18 شهرا لعلاج من سرطان قال مرارا انه شفي منه، وصل صباح الاربعاء الى هافانا للخضوع لمعالجة اضافية.
ولم يظهر الرئيس امام الملا منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر ولا لدى وصوله الى كوبا حيث انهى قبل ستة اشهر سلسلة من العلاجات بالاشعة تفاديا لعودة سرطان تم تشخيصه في حزيران/يونيو 2011 واضطره الى الخضوع لعمليتين.
واعيد انتخاب تشافيز في تشرين الاول/اكتوبر لولاية جديدة عقب حملة انتخابية لم ينشط فيها كثيرا نظرا لحالته الصحية.
ويرى لويس فيسنتي ليون رئيس معهد تحقيق الاراء "داتاناليسيس" ان هذه الزيارة الجديدة الى كوبا ليست مفاجئة.
واضاف ان "المرض ظل حاضرا خلال الحملة الانتخابية وقرر الخضوع الى العلاج لان ذلك كان هاما" لاعادة انتخابه.
غير ان الاسرار المحيطة بمرض الرئيس والتي لم يكشف تحديدا عن طبيعتها. ما زالت قائمة واعلن عن رحيله الى هافانا مساء الثلاثاء في رسالة تلاها رئيس الجمعية الوطنية واكتفى فيها تشافيز بالقول انه سيخضع لمعالجة لتعزيز "مقاومته الصحية".
ولم يحدد اي موعد لعودته بينما دعي الناخبون في 16 كانون الاول/ديسمبر الى اختيار حكام الولايات الفدرالية، في حين يتطلع الرئيس في الاقتراع الى فوز ساحق يسمح له بتنفيذ مشروعه الاشتراكي.
ويرى ليون ان غياب تشافيز عن هذه الحملة قد يحبط مشروعه اذ ان مرشحي حزبه وهم اقل شهرة وحضورا من زعيمهم، بحاجة الى دعم رئيسهم خلال الحملة.
ويتولى حكام من حزب تشافيز الحكم في اغلبية ولايات البلاد ال23.
لكن الرئيس يريد اكتساح المعارضة بالفوز على اثنين من افضل الاقاليم: ولاية زوليا النفطية (شمال غرب) وميرندا (التي يقودها مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية انريكي كبريليس) لكن ليون يرى ان على "تشافيز ان يزورها شخصيا".
كذلك يفترض ان يزور الرئيس الفنزويلي برازيليا في السابع من كانون الاول/ديسمبر للمشاركة في قمة السوق المشتركة لدول اميركا الجنوبية بعد ان غاب تقريبا عن معظم المحافل الدولية خلال الاشهر الثمانية عشر الاخيرة.
لكن موعده الاهم خلال الاسابيع القادمة سيكون في العاشر من كانون الثاني/يناير لاداء اليمين امام الجمعية الوطنية في بداية ولاية جديدة من ست سنوات.
وحتى الان لم يعين تشافيز احدا يخلفه لكن كل الانظار تتجه نحو احد اقرب مساعديه نيكولاس مدورو الذي يتولى عدة مهام منها نائب الرئيس ووزير الخارجية.
ولا يتوقع ليون ان يبدد الرئيس الغموض بل ان "كل ما يفعله حتى الان هو منح مزيد من الصلاحيات لبعض اللاعبين" مثل مدورو وديوسدادو كابيو رئيس الجمعية الوطنية والرجل الثاني في الحزب الاشتراكي الموحدة لفنزويلا (حزب تشافيز).
واكدت كارمن بياتريس فرنانديس رئيسة معهد "داتاستراتيخيا" ان قضية الخلافة ما زالت لم تحسم لكنها ترى ان الفنزويليين بداوا يتطرقون اليها "كاحتمال عادي" وبالتالي ليس مفيدا التكهن في هذا الموضوع.
وقالت "اننا نتعود على مرض الرئيس. انه هنا وليس لدينا معلومات ذات مصداقية وبالتالي فان انعكاس ذلك على النقاش الوطني يتراجع رغم اهميته".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر