جماجم المقاومين تعيد نقاش الاستعمار والاعتذار بدول مغاربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

جماجم المقاومين تعيد نقاش الاستعمار والاعتذار بدول مغاربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جماجم المقاومين تعيد نقاش الاستعمار والاعتذار بدول مغاربية

استعادت الجزائر جماجم رجال المقاومة
أبوظبى - ليبيا اليوم

 نالت البلدان المغاربية استقلالها عن المستعمر الأجنبي، منذ مدة تزيد عن نصف قرن، لكن "جروح الماضي" لم تندمل كثيرا في شمال إفريقيا، إذ ما تزال مطالب جبر الضرر قائمة في مختلف دول المنطقة.وعاد نقاش الماضي الاستعماري مجددا إلى الواجهة، خلال الأيام الأخيرة، بعدما استعادت الجزائر جماجم رجال المقاومة التي ظلت في أروقة متحق الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس طيلة 170 عاما.

وإذا كانت فرنسا والجزائر قد طويتا هذا الملف الشائك، فإن قضايا كثيرة ما زالت عالقة، حتى وإن كانت باريس أبرز شريك سياسي واقتصادي للجزائر وباقي الدول المغاربية، في الوقت الراهن.وخضعت الجزائر للاستعمار الفرنسي على مدى 130 عاما، بينما رزح المغرب تحت الحماية الفرنسية والاستعمار الإسباني، فيما خضعت تونس وموريتانيا لفرنسا، واحتل الإيطاليون ليبيا.

وتتعالى الأصوات منذ عقود في هذه البلدان، لأجل دفع مستعمري الأمس إلى الاعتذار عما يُوصف بـ"جرائم الأمس"، فيما تحاول الدول الغربية أن تتنصل من هذه الخطوة، نظرا إلى تكلفتها المالية أو الرمزية.لكن هذه الدعوات الصادرة عن أكاديميين ومؤرخين وفاعلين سياسيين لأجل دفع المستعمر إلى الاعتذار تصطدم بتعقيدات شتى، أبرزها أن التاريخ يكتسي طابعا نسبيا، وثمة خلاف كبير حول عدد من الأحداث والمعارك وأعداد الضحايا.

وإذا كانت الدول المغاربية حريصة على جبر الضرر، فإن هناك حرصا آخر على العلاقات مع مستعمر الأمس الذي أضحى من أقوى الشركاء على مختلف الصعد.وفي سنة 2008، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي السابق، سيلفيو برلسكوني، اعتذار بلاده لليبيا عن الماضي الاستعماري، ووقع اتفاقية مع الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، ونصت الوثيقة على تقديم تعويضات من خلال الاستثمار في بنية ليبيا التحتية على مدى 25 عاما، لكن اضطراب البلاد في 2011، أوقف مسار التسوية.

وترى أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجزائر، نبيلة بن يحيى، أن الجريمة لا تسقط بالتقادم، لاسيما حين يتعلق الأمر بمقاومين بذلوا أرواحهم لأجل تحرير الأوطان من المستعمرين.وأضافت الأكاديمية الجزائرية، في مقابلة مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن الجرائم التي ارتكبت في الماضي، كانت على درجة كبيرة من الفظاعة، قائلة إن فرنسا لم تنجح في سياسية "الأرض المحروقة" و"مخطط الإبادة" بين سنتي 1830 و1962.

وتبعا لذلك، فإن "البال لم يهدأ"، بحسب بن يحيى، إلا بعد عودة "جماجم الشهداء"، بعدما ظلت فرنسا حريصة على "تمجيد" الماضي الاستعماري رغم الحديث عن قيم الإخاء والحرية والمساواة في البلد الأوروبي.وتؤكد بن يحيى أن هذه الجماجم ليست سوى جزء إلى جانب رفات مقاومين آخرين من الدول المغاربية والإفريقية التي خضعت للاستعمار الفرنسي خلال القرن الماضي.

وتضيف بن يحيى أنه صرنا في القرن الحادي والعشرين، وفرنسا لم تعترف بعد بماضيها "القاتم"، وهي تصر على هذا النهج في إطار قانون 23 فبراير 2005؛ وهو تشريع يؤكد ما يقول إنه دور إيجابي للاستعمار في الخارج، ويقضي بأن تقوم مناهج التعليم بالتعبير عن هذه الفكرة في مقررات التاريخ.وتشير بن يحيى إلى وجود أرشيف وطني محتجز من قبل فرنسا، قائلة إن باريس تستخدمه في عمليات ابتزاز لبعض الأنظمة السياسية، لكن الجيل الحالي يرفض الوصاية، بحسب تعبيرها.

وأضافت أن الحراك الذي شهده الجزائر في العام الماضي، يؤكد رغبة التغيير والقطع مع الممارسات التي كانت قائمة في الفترة الماضية، "لكن محكمة التاريخ هي الأقوى"، بحسب الباحثة.من ناحيته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في المغرب، عبد الفتاح بلعمشي، أن المآسي التي خلفها الاستعمار، خصوصا في دول شمال إفريقيا، كانت لها كثير من التبعات التي تستوجب الاعتذار من طرف "القوى الإمبريالية".

وأضاف الباحث المغربي، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن ممارسات الاستعمار خلفت الكثير من الأرواح بين المقاومين وجيوش التحرير، فضلا عن الأزمات التي تواصلت بعد الاستقلال، مثل قضية القصف بالغازات السامة من قبل إسبانيا في منطق الريف المغربية، وعدم الحسم في مسائل حدودية بين الدول المغاربية.

وأضاف أن إعادة جماجم المقاومين الجزائريين، يشكل اعترافا من النخبة الحاكمة في فرنسا بالماضي، حتى وإن لم يكن الجيل الحالي مسؤولا عما وقع في الماضي، لكن الاعتذار ليس عيبا.وأشار البلعمشي إلى أن إسبانيا مثلا اعتذرت لليهود "السفارديم" الذين جرى طردهم من منطقة إيبيريا قبل قرون، وتم الإعلان في سنة 2016 عن منح الجنسية الإسبانية لمن يستطيع منهم أن يثبت أصوله.

وأورد الأكاديمي المغربي أن العلاقات لم تتوقف بين الدول المغاربية، من جهة، والدول المستعمرة، من جهة ثانية، لأن فرنسا تعد أبرز شريك لكل من المغرب والجزائر، أي أن هناك مصالحة سياسية واقتصادية حاضرة، لكن الجروح والآلام التي خلفها الاستعمار تستدعي طي الصفحة وجبر الضرر.وأردف أن هناك حديثا عن وجود اتفاقيات سرية بين فرنسا ودول فرانكفونية، وهذا "يجب أن يماط عنه اللثام"

لأن البعض يتحدث عن ضمانات باستمرار مصالح الدول المستعمرة "وهذا لا ينجسم مع المنافسة المشروعة على المستوى الدولي".وحين سألنا الباحث حول إمكانية تأثير هذه المطالب على العلاقات الحالية "الوثيقة" بين فرنسا والدول المغاربية، أجاب بأن العلاقات والمصالح تكتسي طابعا متبادلا، وهذا التراكم الذي أحدثته الشراكات الاستراتيجية لا يلغي دعوات الإنصاف وجبر الضرر الناجم عن الماضي.وأكد أنه لا يمكن أن يلغي الملف الآخر أو يجبه،

لأن اعتذار الفرنسيين عما ارتكبه أجدادهم في فترة الاستعمار قد يكون عامل قوة ودعم للشراكة القائمة حاليا بين الطرفين، "لكن المخيف في الوقت الراهن هو ما يصدر من مواقف عنصرية ضد إفريقيا من قبل اليمين المتطرف"وأضاف أن الاعتراف بأخطاء الماضي من شأنه أن يضع حدا للصور النمطية التي تحوم حول الجاليات المغاربية في البلدان الأوروبية،

"أما التعاون الاقتصادي فأمر حتمي لمصلحة الجميع".وفيما تتراوحُ مطالبُ الاعتذار بين أحقية الماضي ومصالح الحاضر، تظلُ هذه القضية شائكة بين الدول المغاربية ومستعمري الأمس، كما أنها تخضع غالبا للمد والجزر في العلاقات، إذ تتوارى في لحظات الدفء والتقارب، لكنها تطفو على السطح في أزمنة التوتر والبرود.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماجم المقاومين تعيد نقاش الاستعمار والاعتذار بدول مغاربية جماجم المقاومين تعيد نقاش الاستعمار والاعتذار بدول مغاربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج

GMT 03:07 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

أفكار بسيطة تساعدك على تصميم حمام رئيسي رائع

GMT 00:55 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

حكومة أم حلبة ملاكمة لبنانية؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya