استفادنا من صعود الحزب الاشتراكي الفرنسي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الوزير التونسي خليل الزاوية لـ"المغرب اليوم" :

استفادنا من صعود الحزب "الاشتراكي" الفرنسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - استفادنا من صعود الحزب

تونس - أزهار الجربوعي

أكد وزير الشؤون الاجتماعية التونسي والقيادي في حزب "التكتل" خليل الزاوية في تصريح خاص إلى "المغرب اليوم" أن العلاقات التونسية الفرنسية تجاوزت أزمتها، وعرفت منعرجًا إيجابيًا، خاصة بعد صعود الحزب الاشتراكي إلى الحكم، في حين أكد وزير التربية التونسي سالم لبيض أن مطالبة فرنسا بالاعتذار عن الحقبة الاستعمارية حق مشروع لكل الشعوب المستعمرة. وجاء ذلك غداة كلمة ألقاها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في المجلس التأسيسي التونسي، أكد خلالها أن فرنسا ستظل دائمًا إلى جانب تونس، مشيدًا بثورتها التي اعتبرها النموذج الأفضل بين دول الربيع العربي. وأشاد مراقبون بالزيارة التي أداها الرئيس الفرنسي، مساء الجمعة، إلى روضة الشهداء، حيث دُفن المئات من ضحايا الاستعمار الفرنسي، معتبرين أنها خطوة إيجابية باتجاه اعتذار فرنسا عن الحقبة الاستعمارية . وتولى هولاند وضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء إجلالاً لأرواحهم، كما وعد الرئيس الفرنسي بالكشف عن الحقيقة الكاملة عن ظروف وملابسات مقتل الزعيم النقابي التونسي، الشهيد فرحات حشاد الذي اغتالته عصابة اليد الحمراء الفرنسية يوم 5 كانون الأول/ ديسمبر 1952. وأكد هولاند أنه أمر بفتح الأرشيف للبحث عن وثائق تتعلق بإغتيال فرحات حشاد. وفي سياق متصل، أكد وزير التربية التونسي سالم لبيض لـ"المغرب اليوم" أن اعتذار فرنسا عن جرائم الاستعمار حق مشروع لكل الشعوب التي استُعمرت سابقًا، وهو مطلب رئيسي في الجزائر، مضيفًا، إذا نضجت النخبة التونسية بالقدر الكافي فستجعله مطلبًا رئيسيًا". ومن جانبه، أكد وزير الشؤون الاجتماعية والقيادي في حزب التكتل خليل الزاوية في تصريح خاص إلى "العرب اليوم" أن هولاند ليس هو من استعمر تونس، وأن مطالبة فرنسا بالتعويض تونس عن الحقبة الاستعمارية غير مطروح لأنها ليست قضية مادية ومالية وإنما مسألة تاريخية وأخلاقية، وأضاف "هدفنا اليوم طي صفحة الماضي وبناء علاقات متكافئة بين الطرفين على قاعدة المساواة، مسألة أخلاقية وتاريخية." وبشأن المد والجزر الذي عاشته العلاقات التونسية الفرنسية بعد الثورة وسقوط نظام الرئيس السابق بن علي المقرب من باريس، أكد الوزير التونسي لـ"المغرب اليوم" أن العلاقات التونسية الفرنسية تتميز بأواصر تاريخية، ولا يمكن أن يتحدد مصيرها على ضوء بعض  المواقف الظرفية، خاصة في الفترة الحساسة التي تلت سقوط نظام بن علي، مشددًا على أهمية العلاقة المُترسخة بين شعبي تونس وفرنسا منذ مئات السنين، وتابع خليل الزاوية "رغم التجاذبات الحاصلة إلا أن العلاقات عادت إلى مجراها الطبيعي خاصة بعد وصول الاشتراكيين إلى الحكم، وتأتي زيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى تونس، الجمعة، لتؤكد وتُثبت المنعرج الايجابي الذي عرفته طبيعة العلاقات بين البلدين. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية أن حزبه (التكتل من أجل العمل والحريات، الذي يتزعمه رئيس المجلس التأسيسي والرئيس الشرفي لمنظمة الاشتراكية الدولية)، يملك علاقات وطيدة وتاريخية مع الحزب الاشتراكي الفرنسي قام بتوظيفها لخدمة مصلحة تونس. وفي المقابل، انتقد النائب في المجلس التأسيسي التونسي عن حركة "وفاء" أزاد بادي في تصريح إلى "المغرب اليوم"، عدم اعتذار فرنسا عن عدم مساندتها الثورة التونسية، معتبرا أنها "ستظل نقطة سوداء في تاريخ العلاقات بين البلدين". ورفع أزاد بادي خلال جلسة استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في المجلس الوطني التأسيسي، الجمعة، لافتة تعبر عن احتجاج حزب حركة "وفاء" من موقف فرنسا المعادي للثورة التونسية "التي أرادت قمعها انتصارًا لصديقها بن علي، إلا أن خطاب الرئيس الفرنسي أمام المجلس التأسيسي التونسي لقي ترحيبًا كبيرًا من قِبل نواب الشعب الذين وصفوه بـ"التاريخي"، مبشرين بتطور إيجابي في مسار العلاقات بين البلدين. وقال فرانسو هولاند في خطابه أمام التأسيسي التونسي "إن تونسفي إمكانها التعويل على أصدقائها وعلى فرنسا بالتحديد التي تفتخر بما حققته الثورة التونسية من انتقال ديمقراطي حقيقي وتأميل تتويجه بانتخابات رئاسية وتشريعية شفافة تنهي الفترة الانتقالية وتساهم في تركيز مؤسسات دائمة للدولة". واعتبر هولاند  أن التضحية التي قام بها مُفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي لم تُغير مجرى تاريخ تونس فحسب بل العالم بكامله، داعيا  إلى تجاوز جروح الماضي وتجديد الثقة بين فرنسا وتونس بما يخدم تعزيز العلاقات بين البلدين . وأضاف: " إنه لشرف عظيم لي أن أتحدث أمام مجلس تأسيسي منتخب وديمقراطي كمجلسكم"، مؤكدا ثقته في قدرة التونسيين على تجاوز الخلافات السياسية القائمة بينهم. وأكد هولاند أن فرنسا ستقف دائمًا بجانب تونس في جميع المجالات والأوقات، وأنه لم يأتِ لتلقين دروس للتونسيين، بل لتشجيهم على بذل الجهود كافة في اتجاه تعميق الأواصر بين البلدين، لأن كل منهما في حاجة للآخر، على حد قوله. وتعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بإعادة كل الأموال التي أودعها النظام السابق في البنوك الفرنسية، داعيًا إلى رفع مستوى التعامل الاقتصادي والاستثمار بين باريس وتونس. ووعد هولاند بإعادة جدولة جزء من ديون تونس، وتحويل ما تبقى منها إلى استثمارات فرنسية، حاثًا السياح الفرنسيين على التوجه إلى تونس. وأعلن الرّئيس الفرنسي التزام بلاده بتكثيف جهودها وتعزيز تعاونها القضائي مع تونس لاسترجاع أموالها كافة المنهوبة والمهرّبة، وأنّ هذا التعاون سيأخذ طابعًا شموليًّا ناجعًا، مشيرًا إلى أن بلاده لها ثقة كبيرة في كون تونس بلدًا يتّجه بخطى حثيثة نحو الديمقراطية، وأنّ علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في كل القطاعات وخاصّة منها الاقتصاديّة تستوجب مزيدًا من الدّعم، وكذلك سعي بلاده إلى تحفيز وفتح آفاق التعاون على المستوى الأوروبي"، متعهّدًا بإيلاء الأسر التونسيّة المقيمة في فرنسا والتي تواجه صعوبات في بعض مناحي الحياة الرّعاية التي تستحق. وبشأن العلاقة الفرنسية التونسية، قال هولاند "إنها يجب أن تتأسس على ثلاثة محاور أساسية، أوَّلها الاعتماد على نظام ديمقراطي منتخب، وثانيها تحقيق العدالة الاجتماعية واحترام جميع الحقوق  بما فيها حرية التعبير والتظاهر والصحافة، أما المبدأ الثالث فهو تحمل المسؤولية إزاء القضايا العالمية والإقليمية ذات الأبعاد المشتركة". وختم هولاند خطابه بالقول "تحيا الصداقة بين تونس وفرنسا"، وقد قلد الدكتور الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي نظيره الفرنسي الصنف الأكبر من وسام الجمهورية التونسية. ورغم بعض المواقف المنتقدة للدور الفرنسي إبّان اندلاع الثورة التونسية، إلا أن غالب القوى السياسية والمدنية ترى أن مصلحة تونس تقتضي طيّ صفحة الماضي، معتبرة أن وصول الاشتراكيين إلى قصر الأليزيه بقيادة فرانسوا هولاند قد دشّن عهدًا جديدًا من العلاقات بين البلدين، آملين أن تسودها الندية والتكافؤ واحترام سيادة القرار الوطني.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استفادنا من صعود الحزب الاشتراكي الفرنسي استفادنا من صعود الحزب الاشتراكي الفرنسي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 10:53 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المغرب يعلن رفضه التدخل الأجنبي العسكري والسياسي في ليبيا

GMT 11:49 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

حصيلة ضحايا احتجاجات العراق تقترب من 500 قتيل

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 18:40 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

4 تمارين للقضاء على دهون الظهر والجانبين

GMT 18:47 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شوربة الباذنجان

GMT 20:05 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

قفاطين المصمم محمد إسماعيل تجمع بين الرقة والتنوع

GMT 11:02 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"بوشويكة" يستنفر وزارة الصحة في دوار لقلوشة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya