أكد النائب جمال الخضري أن الحصار الإسرائيلي المتواصل ضد غزة هو العقبة الكبيرة أمام إعادة الإعمار وتفاقم الوضع الإنساني لسكان القطاع.
وبيّن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار لـ"العرب اليوم"، أن وفاء المانحين بالتزاماتهم تجاه إعمار القطاع يعد مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية تجاه غزة، لافتًا إلى أن "متضرري العدوان الإسرائيلي الأخير، وأصحاب البيوت المُدمرة في غزة لا زالوا مشردين، وينتظرون وعود الدول المانحة في مؤتمر إعمار غزة الذي عقد في القاهرة في تشرين الأول/ أكتوبر من العام المنصرم".
وأكد أن القطاع لم يشهد بداية حقيقية للإعمار، على الرغم من انتهاء العدوان منذ قرابة 5 أشهر، وهو ما يضع المانحين أمام مسؤولية كبيرة، موضحًا في الوقت ذاته أنّ "بوابة إعمار غزة هي رفع الحصار، وتنفيذ تعهدات المانحين في مؤتمر إعمار غزة".
ولفت إلى توفر تمويل بحوالي 400 مليون دولار لمشروعات تابعة لمؤسسات دولية وعربية وللقطاع الخاص، لكنها متوقفة بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة ومنع إسرائيل دخول ما يحتاج إليه من مستلزمات إنشائية.
وأوضح أن آلاف المشردين ما زالوا في مراكز الإيواء، أو يعيشون بين ركام البيوت المهدمة، ما يشكل خطرًاً كبيرًاً على حياتهم، بعد أن قصفت إسرائيل 60 ألف وحدة سكنية في غزة بينها أحياء كاملة وأبراج سكنية.
وأكد الخضري أن إجمالي ما سمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله من مواد بناء منذ تشرين الأول/ أكتوبر من العام المنصرم (بعد انتهاء مؤتمر المانحين) لا يكفي القطاع أكثر من أسبوعين.
وأبرز رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن منع دخول مواد البناء يعني أيضاً تعطيل آلاف الأيدي العاملة وعمل المصانع وشركات المقاولات والآلاف من الفنيين والمهندسين، ما جعل معدل البطالة تصل قرابة 60% فيما نسبة الفقر تصل إلى 80%.
وكشف رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، النقاب عن وجود اتصالات وتواصل مكثف مع جهات عالمية وأممية وأوروبية لكسر الحصار والشروع في إعادة الإعمار.
وأوضح الخضري أن جهود اللجنة منصبة منذ فترة على إجراء اتصالات، وتواصل مع جهات أوروبية من أجل التخفيف من وطأة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والبدء في عملية إعادة إعمار حقيقية، إضافة إلى إقناع الدول المانحة بضخ الأموال إلى القطاع.
وناشد النائب الخضري "الشقيقة مصر تمديد فتح معبر رفح البري لتمكين أكبر قدر من العالقين من السفر، بالنظر إلى آلاف الراغبين بالسفر من الحالات الإنسانية والمرضية".
وقال الخضري إن "فتح المعبر استثنائياً قبل أيام لمدة ثلاثة أيام لم يكن كافيًا لسفر آلاف العالقين وهم في ازدياد مع إغلاق المعبر منذ أشهر وعدم فتحه طيلة هذه الفترة سوى عدة أيام".
وأضاف "المشهد في المعبر خلال الأيام القليلة الأخيرة كشف عن معاناة كبيرة جداً من العالقين في غزة ويحتاجون إلى السفر منهم حالات مرضية وطلبة وأصحاب إقامات".
وجدد الخضري تأكيد عمق العلاقة بين فلسطين ومصر عمومًا وغزة خصوصًا، مشيراً إلى الدور المصري في رعاية اتفاق التهدئة، ومؤتمر إعمار غزة وجولات حوارات المصالحة وصفقة تبادل الأسرى.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر