جنيف ـ وكالات
أكدت لجنة أممية مكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أن الصراع فيها أصبح "طائفيا" وأن أوضح الانقسامات تتجلى "بين الطائفة العلوية والطائفة السنية". وأنباء عن اعتقال أقارب فاروق الشرع من قبل المخابرات السورية.قال محققون من الأمم المتحدة في مجال حقوق الانسان إن "الصراع في سوريا أصبح مقسما على أسس طائفية مما يضع الأقلية العلوية الحاكمة على نحو متزايد في مواجهة الأغلبية السنية". وقال فريق المحققين المستقلين الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو في أحدث تقرير يصدره، والمكون من عشر صفحات، "فيما تقترب المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من نهاية عامها الثاني باتت طبيعة الصراع طائفية بشكل صريح".وأوضح التقرير أن "الأقليات الأخرى مثل الأرمن والمسيحيين والدروز الفلسطينيين والأكراد والتركمان أُقحموا في النزاع"، مشددا على أن "أوضح الانقسامات الطائفية هي بين الطائفة العلوية (...) والطائفة السنية". وأكد أن الوضع سيء إلى درجة أن "مجموعات بأكملها قد تضطر للهرب إلى الخارج أو تقتل في البلاد".وأضاف فريق المحققين أن القوات الحكومية السورية زادت من استخدامها للقصف الجوي بما في ذلك قصف المستشفيات. وقال إن هناك أدلة تشير إلى أن هذه الهجمات "غير متناسبة" مع طبيعة الأهداف التي تتعرض للقصف. وذكر التقرير أن طبيعة الأعمال القتالية من الجانبين تمثل "انتهاكا متزايدا للقانون الدولي". ويغطي تقرير الأمم المتحدة الفترة بين 28 سبتمبر/ أيلول و16 ديسمبر/ كانون الأول.وفي تطور آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "المخابرات العسكرية السورية اعتقلت في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري المعارض والناشط السلمي في الحراك السوري الدكتور زيدون الزعبي (38 عاما) وشقيقه صهيب (22 عاما)، وخمسة من زملائهما من مقهى في مدينة دمشق" واقتادتهم إلى "أقبية الفرع 215" التابع لها.وأشار المرصد إلى أن السبعة المعتقلين هم "نشطاء التغيير السلمي في سوريا"، مطالبا السلطات السورية "بالإفراج الفوري عن المعتقلين السبعة "وكافة المعتقلين المدنيين والعسكريين في السجون والمعتقلات السورية". وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في اتصال مع وكالة فرانس برس أن فاروق الشرع هو قريب لوالدة الأخوين الزعبي.وكان الشرع قد عكس في حديث صحافي نشر مطلع هذا الأسبوع اختلافا في وجهات النظر مع الرئيس بشار الأسد حول سبل مقاربة النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا. ودعا إلى "تسوية تاريخية" تضع حدا للأزمة لاعتقاده بأن طرفي النزاع عاجزان على حسمها عسكريا، في حين قال إن "الأسد يريد حسما كهذا قبل أي حل سياسي".ميدانيا، يشن المقاتلون المعارضون السوريون الخميس (20 ديسمبر/ كانون الأول) هجمات على حواجز للقوات النظامية في إحدى بلدات محافظة حماة (وسط) لقطع طريق إمداد هذه القوات المتجهة إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأشار المرصد إلى وجود "ثمانية حواجز للقوات النظامية ومراكز أمنية وعسكرية" في البلدة التي سيتمكن المقاتلون المعارضون في حال السيطرة عليها " من قطع خطوط الإمدادات عن محافظة إدلب في شكل كامل من حماة ودمشق".وبدأ المقاتلون المعارضون منذ الأحد هجوما واسعا على معظم حواجز القوات النظامية في ريف حماة. وأشار المرصد الثلاثاء الماضي إلى أن هذه القوات انسحبت من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي بعد اشتباكات عنيفة. في غضون ذلك، تنفذ القوات النظامية في الفترة الأخيرة حملة عسكرية واسعة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر