المقاتلون ينسحبون من معلولة المسيحية حفاظاً على سكانها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المقاتلون ينسحبون من "معلولة" المسيحية حفاظاً على سكانها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المقاتلون ينسحبون من

دمشق - جورج الشامي

نفت مصادر من بلدة معلولا التي تقيم فيها غالبية مسيحية أن تكون الكتائب الثورية المسلحة التي سيطرت على المدينة قد استهدفت السكان والمدنيين، وأشارت إلى أن عناصر المعارضة المسلحة انسحبت من البلدة حفاظاً على حياة سكانها بعد أن قامت قوات الحكومة بقصف المدينة واستهداف بعض كنائسها. وكانت كتائب المعارضة المسلحة، ومن بينها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية (كتيبة ثوار بابا عمرو وكتيبة مغاوير بابا عمرو) قد أعلنت عن استهداف حواجز قوات النظام في بلدة معلولا الواقعة في جبال القلمون بريف دمشق بهجوم انتحاري ضمن ما أسمته "سلسلة غزوات العين بالعين"، ودمّرت حاجز (التينة) الذي يضم عسكريين وميليشيات تابعة للحكومة عند مدخل البلدة، وأوقعت جميع عناصره بين قتيل وجريح، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين قبل أن يتقدم مقاتلو المعارضة ويسيطروا على كامل المدينة. وقال سكان من البلدة إن الطيران الحربي شنّ غارات على محيط الحاجز في معلولا وجبعدين، وقصَفَ مناطق قريبة من البلدة، كما ردّت قوات الحكومة باستهداف المدينة بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، ما أسفر عن تدمير عدد من البيوت وإصابة كنيسة مار الياس الغيور، وكنيسة مار جريس وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى من جهته أوضح فائق المير، القيادي في حزب الشعب السوري المعارض، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن "كتائب الجيش الحر العاملة في المنطقة قامت منذ شهر تقريباً بالهجوم والسيطرة على حاجزي مطعم السفير لللآتين من دمشق، ولم يقم الثوار بالدخول إلى معلولا ولم تتمّ مضايقةُ أو إزعاجُ أحد، لكن الحاجزين الآخرين بدءا بالخطف والاعتقال وكل أنواع التشبيح، فقامت كتائب جبهة النصرة العاملة في يبرود مع بعض كتائب الجيش الحر هناك بالهجوم على الحاجزين وتحرير المنطقة بالكامل ثم الدخول إلى معلولا، دون أي صدام أو إساءة للأهالي بالمطلق وبالذات جبهة النصرة التي كانت أكثر الجهات انضباطاً". وتابع المير "سارع أكثرية المسيحيين في البلدة الى مغادرة البلدة رغم النداءات وطلب الثوار منهم البقاء وعدم المغادرة، لكنهم لم يستمعوا، وأعتقد أن سبب مغادرته هو مزيج من الخوف من النظام وانتقامه، كما هي عادته في أية منطقة يسيطر عليها الثوار، والخوف من تدخل الكتائب وخصوصاً جبهة النصرة وغيرها في شؤونهم بعد نجاح النظام في تسويق هذه المقولة وبعض الأخطاء التي ارتكبتها هذه التنظيمات في مناطق أخرى من قبل" وعن موقف الإكليروس في البلدة، قال المعارض السوري "لم يشهد لرجال الدين المسيحيين أي موقفٍ سلبي أو عدائي للثورة بل كان موقفهم قريباً من موقف الأهالي وهو موقف وسلوك رعوي مسؤول، ولم تشهد أية احتكاكات سلبية بين الطرفين ولم تسجّل أية حادثة إساءة بحق أحد من المسيحيين بل على العكس" وتابع "لكن أمام هذه الحالة المعقدة وغير المفيدة للثورة في هذه المرحلة بالذات، وحفاظاً على العيش المشترك وعلى أرواح وممتلكات أهل البلدة واحتراماً لقناعاتهم ولرغباتهم، كان لابد للثوار من معالجة هذه القضية، فكان القرار الصائب بانسحاب الثوار جميعهم من البلدة إلى الجبال المحيطة وبقية الجبهات، وهذا الذي حدث منذ مساء الأربعاء، وطالبوا الأهالي بالعودة إلى ديارهم، خصوصاً وأن هدف الثوار بإسقاط الحواجز وتحرير المنطقة قد تحقق، فما يربط سكان هذه المناطق تاريخياً إضافة لمصلحة الثورة أكبر بكثير مما يفرقهم" وأضاف "بدوري أناشد الأهالي للعودة لبيوتهم وقطع الطريق على الذين يعملون على الإساءة للثورة وتمزيق وإضعاف النسيج الوطني السوري، وعودة الأهالي ستقدم الثورة نموذجاً رائداً يحتذى به في هذه المرحلة". وفي وقت متأخر من الليل، ترددت أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية من قوات الحكومة وتمركزت وحدات الجيش عند مدخل البلدة استعداداً لاقتحامها. ومعلولا التي أصبحت بقبضة مقاتلي المعارضة، بلدة مختلطة من (مسيحيين ومسلمين) وتتكلم اللغة الآرامية الأم في سورية، وتضم الكثير من الكنائس الأثرية، وتعدّ جزءاً من التراث العالمي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاتلون ينسحبون من معلولة المسيحية حفاظاً على سكانها المقاتلون ينسحبون من معلولة المسيحية حفاظاً على سكانها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya