طرابلس - ليبيا اليوم
يصادف اليوم الذكرى السنوية لمعركة وادي دينار في 27 ديسمبر 1923 وهي ذكري أشهر المعارك في تاريخ النضال والتضحية من أجل الوطن والعيش الكريم، بين المجاهدين الليبيين وقوات الاستعمار الإيطالي أثناء محاولتهم غزو واحتلال مدينة بني وليد؛ حيث سطر فيها المجاهدون أبرز ملاحم الشرف والجهاد ضد الاحتلال الإيطالي.
اشتهر وادي دينار بأنه شهد المواجهات الأعنف في تاريخ الحرب الليبية الأخيرة حيث عجزت الجيوش المهاجمة بعتادها وعدادها عن تجاوز هذا الوادي والدخول للمدينة الذي يمثل هذا الوادي بوّابتها الشمالية.
لكن معركة أبناء بني وليد في هذا الوادي لم تكن الأولى، فقد سبق أن واجهوا الامبراطورية الفاشستية المتمثلة في جيوش روما العظمى بقيادة الجنرال غرتسياني في العام 1923، ومن صدف القدر أن تكررت سيناريوهات الهجوم على البلدة البسيطة التي يقطنها 80 ألف نسمة، فقد لجأ غرتسياني إلى إلقاء المناشير التحذيرية المحرضة على الاستسلام كما فعل الناتو ذات الشيء في 2011.
زحف غرتسياني على المدينة عبر ذات الوادي، وكانت مقدمة جيوش غرتسياني من كتائب الليبيين المجندين في صفوف جيوش روما.
رفض أهالي بني وليد التسليم لغرتسياني برغم أن بني وليد كانت المدينة الأخيرة الباقية خارج القبضة الايطالية في غرب ليبيا؛ وبالمثل أبى أهالي الرصيفة التسليم للناتو وأتباعه، بعدما سيطروا على كامل التراب الليبي، وبقيت بني وليد المدينة الكاملة الأخيرة تحت سيطرتهم.
في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر، كان أهالي بني وليد على موعد مع البطولة ليجابهوا القوى العظمى في ذلك الوقت، وفي وادي دينار دارت رحى المعركة وتسابق المدافعين على أبواب الشهادة حيث يذكر التاريخ ملحمة سطرها غرتسياني في كتابه “نحو فزان” حول هذه المعركة والمقاومة الشديدة التي لاقاها وكيف استخدم المدفعية لدك مواقع المجاهدين والتوغل عبر وادي غلبون مع تقدم محورين أحدها من الجبهة الشرقية والاخر من الجنوبية عبر اشميخ.
روى الأجداد هذا الوادي الأشم بدمائهم الزكيّة، وخلفهم من بعدهم أحفادهم أعادوا الكرّة وكتبوا التاريخ من جديد، لم يكن دفاعا عن بني وليد فقط بل دفاعا عن حرماتهم وبيوتهم وأرضهم التي رفضت أن تدنسها أقدام الصليبي وأعوانه.
ولازال عبق المجد والشرف يفوح من ذاك الوادي ولازال أبناء ورفله يشعرون بعظم أمجادهم عند مرورهم به.
و أصاب غرتسياني حين قال: “بني وليد دردنيل طرابلس الغرب
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
"غوتيريش" يعين نرويجيًا منسقًا للسلام بالشرق الأوسط
عبدالله عبدالرحمن الثني يطلع على احتياجات بلدية امساعد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر