دليل قضاة النيابة العامة يعزز الضمانات القانونية للموقوفين بالمغرب
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

دليل قضاة النيابة العامة يعزز الضمانات القانونية للموقوفين بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دليل قضاة النيابة العامة يعزز الضمانات القانونية للموقوفين بالمغرب

احدى سجون المملكة
الرباط - المغرب اليوم

في ظل استمرار الجدل حول تعذيب المعتقلين في المغرب، سواء في مخافر الأمن أو السجون، وجهت رئاسة النيابة العامة دليلا استشاريا إلى قضاة النيابة العامة، حول مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، تحثهم فيه على تفعيل التشريعات المغربية التي وُضعت من أجل القضاء على التعذيب.

ويتضمن الدليل، المكون من 145 صفحة، جملة من التوجيهات الموجهة إلى قضاة النيابة العامة؛ منها تفقد أماكن الوضع تحت الحراسة النظرية في مخافر الشرطة والدرك الملكي، حيث يتعين على قضاة النيابة العامة، وفق التعليمات الموجهة إليهم من طرف رئاسة النيابة العامة، زيارة هذه الأماكن مرتين في الشهر على الأقل، تطبيقا للمادة الـ45 من قانون المسطرة الجنائية.

وتتمثل الأهداف الأساسية من زيارة قضاة النيابة العامة إلى أماكن الوضع تحت الحراسة النظرية في التحقق من احترام إجراءات الحراسة النظرية، واحترام آجالها، ومباشرة الإيقاف في الأماكن المعدّة لهذه الغاية، والتحقق من الحالة البدنية والصحية للأشخاص الموقوفين وباقي ظروف الإيداع "التي ينبغي ألا تتسم بأي تجاوز أو تعذيب أو إساءة معاملة".

وجعلت المادة الـ45 من قانون المسطرة الجنائية زيارة أماكن الوضع تحت الحراسة النظرية واجبا على وكيل الملك، دون أن تلزم الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بهذا النوع من الزيارات؛ لكن محمد عبد النباوي يرى أنه لا يوجد ما يمنع الوكيل العام للملك من القيام بزيارة هذه الأماكن، تعزيزا للضمانات القانونية للأشخاص الموقوفين، بحسب ما جاء في الدليل الاسترشادي الموجه إلى قضاة النيابة العامة.

وبخصوص المؤسسات السجنية، قال الدليل الاسترشادي الموجه إلى قضاة النيابة العامة إنه يتعين على وكيل الملك أو أحد نوابه زيارةَ المؤسسات السجنية الموجودة بدائرة نفوذه مرة واحدة كل شهر على الأقل، بغرض التحقق من صحة الاعتقال والظروف المتعلقة به، ومدى ضبط السجلات الممسوكة من طرف إدارة المؤسسة السجنية، وفق ما ينص عليه القانون.

ويتعين على وكلاء الملك أثناء زيارتهم إلى المؤسسات السجنية التأكدَ من قانونية تنفيذ الاعتقال وفق ما حدده المشرِّع في القانون المنظم للمؤسسات السجنية ونصوصه التنظيمية، بما في ذلك التثبت من الحقوق التي خولها هذا القانون للسجناء، وكذلك التأكد من شرعية الاعتقال، بالتثبت من حُسن مسْك سجلات الاعتقال ومدى توفر كل معتقل موجود داخل المؤسسة السجنية على سندات قانونية للإيداع بالسجن، وفق ما هو محدد في المادة الـ608 من قانون المسطرة الجنائية.

رئيس النيابة العامة حث أيضا الوكلاء العامين للملك لدى محاكم الاستئناف على تفقد مؤسسات الأمراض العقلية، حيث يتعين عليهم زيارة كل مؤسسة للأمراض العقلية تقع بدائرة نفوذهم مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر، مع إمكانية تفويض هذه المهمة إلى أحد أعضاء النيابة العامة التابعين لهم.

ويوجد داخل المؤسسات السجنية 4600 نزيل يعانون من الأمراض العقلية، بحسب الأرقام التي قدمها محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في جلسة مناقشة الميزانية الفرعية للمندوبية بمجلس المستشارين، مفيدا بأنّ عددا من المرضى يوجدون في حالة متقدمة من المرض.

وفيما يتعلق بتفقد مراكز إيداع الأحداث، سواء التابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أو مراكز حماية الطفولة التابعة لوزارة الشباب والرياضة، أو غيرها من مراكز حماية الطفولة الأخرى، أوصى عبد النباوي قضاة النيابة العامة بزيارتها مرة واحدة كل شهر على الأقل، تفعيلا لحرص النيابة العامة على حماية المصلحة الفضلى للطفل، سواء كان في حالة خلال مع القانون، أو ضحية جريمة، أو في وضعية صعبة.

الناشط الحقوقي المغربي عزيز إدامين اعتبر أنّ الدليل الاسترشادي الموجه إلى قضاة النيابة العامة يُعد بمثابة خارطة طريق للمكلفين بإنفاذ القانون.

وأضاف إدامين، في تصريح : "أعتقد أنه ليس موجها فقط إلى قضاة النيابة العامة كما جاء في تسميته، بل إلى كل الفاعلين في الحقلين الحقوقي والقانوني، من محامين وقضاة ومسؤولين حكوميين ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني".

ويرى الناشط الحقوقي المغربي أنّ إعمال الدليل الصادر عن رئاسة النيابة العامة، "بشكل دقيق، دون تحريف أو تأويل متعسف، يمكن أن يحد من التعذيب، كما أنه يمكن أن يقدم أجوبة مقنعة في حالات ادّعاء التعذيب"، مضيفا أن الدليل المذكور "هو وثيقة مرجعية على المستوي الوطني ويشكل ممارسة جيدة على المستوى الدولي"؛ لكنه استدرك بأن هناك تخوفا من عدم الاستناد إليه أو تفسيره تفسيرا منحرفا للتغطية على حالات التعذيب، مشددا على أن تفادي أي انزلاق في هذا المنحى رهين بمدى توفر الإرادة السياسية والتكوين الحقوقي للقضاة، و"إلا سيبقى الدليل حبرا على ورق".

وأبرز عزيز إدامين أن الدليل الموجه إلى قضاة النيابة العامة سيمكّن النيابة العامة من التحرك، وفق مقتضيات القانون المغربي أو الاتفاقيات الدولية، بمجرد أن تعاين وجود آثار عنف على الشخص الموضوع رهن الحراسة النظرية، التي تعود مسؤوليتها إلى الأمن بالدرجة الأولى، أو ادّعائه أنه تعرض للتعذيب، مشيرا إلى أن هذا العامل سيجعل عناصر الأمن يحتاطون في استعمال العنف اتجاه الموقفين والبحث عن بدائل عدم ممارستهم للعنف ضدهم، من خلال وسائل، كوضع الكاميرات في المخافر ومكاتب الاستجواب.

 

قد يهمك ايضا
قدامى المحاربين في أفغانستان يواجهون اتهامات بتعذيب المعتقلين
مندوبية السجون تنفي تعذيب المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دليل قضاة النيابة العامة يعزز الضمانات القانونية للموقوفين بالمغرب دليل قضاة النيابة العامة يعزز الضمانات القانونية للموقوفين بالمغرب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 10:45 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج السرطان

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

دراسة حديثة تكشف عن طُرق جديدة لعلاج "ألزهايمر"

GMT 04:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

تكتيك مثير للإفلات والهرب من الأسود والفهود

GMT 06:13 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فيليب ستاين تقدم تشكيلة فريدة من أساور "هوريزون"

GMT 04:03 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب يُشدّد على عدالة وإنصاف القضاء الأميركي

GMT 21:39 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

​ساكنو مدينة جرادة يُطالبون ببديل اقتصادي منعش للمنطقة

GMT 04:16 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب يتحدث عبر موقع "تويتر" عن كتاب جديد لحملته

GMT 08:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مجسم قذيفة يُثير الرعب في صفوف ساكنة منطقة ابن أمسيك

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 08:57 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تكشف سبب حذف "إذا بدك ياني"

GMT 19:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة للتغلب على ديكور غرف الضيقة

GMT 17:33 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"مانشستر يونايتد" ينجح في الفوز على "برايتون" بهدف وحيد

GMT 23:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"المصباح" يُقر ضمنيًا بضعف حكومة العثماني

GMT 10:47 2013 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

كولينز أنيقة ومثيرة في بلوزة شفافة وملابس جلدية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya