مؤتمر أنفا  عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مؤتمر أنفا .. عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مؤتمر أنفا .. عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية

مؤتمر أنفا
الرباط - المغرب اليوم

شكلت العشرة أيام، التي استغرقها مؤتمر أنفا الذي احتضنته الدار البيضاء ما بين 14 و24 يناير من العام 1943، المحطة التاريخية التي غيّرت مجرى الأحداث خلال النصف الأول من القرن العشرين، والتي شكلت انطلاقة مرحلة جديدة في العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وخطوة محورية في تاريخ الحركة النضالية المغربية نحو استقلال المملكة.

إن السياق العام الذي انعقد فيه المؤتمر هو سياق الحرب العالمية الثانية التي كان المغرب مشاركا فيها بموجب رسالة سلطانية تليت بالمساجد، إلى جانب دخول دول المحور للتراب الفرنسي، ونزول جيوش الحلفاء بالمغرب، مع ما سبقها من مراسلات بين أمريكا والمغرب، حيث إن المغاربة عقدوا آمالا كبيرة على مشاركة المغرب في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء وحضور السلطان محمد الخامس مؤتمر أنفا، من أجل ضمان مساندة قوية لنضال الشعب المغربي وكفاحه في سبيل الحرية والانعتاق.

في هذا المؤتمر، الذي جمع الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفيلت ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل والجنرال الفرنسي شارل دوغول والسلطان محمد الخامس، جرى التوافق بين الحلفاء بشأن السيناريوهات المختلفة لتحقيق النصر في الحرب، وإجبار دول المحور على الاستسلام دون شروط.

وقد استطاع المغرب، بفضل الحضور القوي للملك محمد الخامس، أن يطرح قضية استقلال المغرب أمام قادة الحلفاء (الولايات المتحدة، وبريطانيا العظمى وفرنسا)، واقتراح انضمام المملكة إلى معاهدة حلف الأطلسي، ومن تم تأكيد أهميتها الإستراتيجية، على الرغم من خضوعها لنظام الحماية الذي كان مفروضا عليها في تلك الفترة، وإسهامها في وضع أسس نظام عالمي جديد لما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقد اغتنم السلطان محمد الخامس فرصة احتضان المغرب لهذا المؤتمر لمناقشة قضية استقلال المملكة، ومطالبها المشروعة مع الرئيس روزفلت الذي عبر عن تأييده لهذه المطالب، ودعمه لنضاله من أجل الاستقلال، وهو الذي كان مصمما على تنفيذ بنود معاهدة حلف الأطلسي المصادق عليها من طرف الحلفاء سنة 1941، والتي ارتكزت على الخصوص على الدفاع عن الحرية وعن استقلال الشعوب.

ففي هذا المؤتمر، استقبل السلطان محمد الخامس من طرف فرانكلين روزفيلت، ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، كممثل لشعب حليف وصديق يحتل بلده مكانة هامة في إستراتيجية التحالف الغربي، وفي تكريس المثل العليا للسلام والحرية عبر العالم.

وتولى الرئيس الأمريكي مهمة الإعلان عن القرارات المهمة التي اتخذت في المؤتمر يوم 12 فبراير 1943 في خطاب إذاعي، مشيرا إلى أن المؤتمر سيكون بداية مسار لتحقيق السلم والأمن وبداية جديدة في تاريخ الإنسانية المعاصر، ومعربا عن تأييده لمطالب المغرب، بعدما وصف طموحه باستعادة حريته بالمعقول وأن مكافأة الحلفاء له واجب.

وتبعا لذلك، فما إن حلت السنة الموالية لانعقاد مؤتمر أنفا حتى هيأت نخبة من الوطنيين عريضة ضمنوها المطالب الأساسية المتمثلة في استقلال البلاد، بتشجيع وتزكية من السلطان محمد الخامس الذي كان يشير عليهم بما يقتضيه نظره من إضافات وتعديلات، وانتقاء الشخصيات التي ستكلف بتقديمها مع مراعاة تمثيل جميع الشرائح الاجتماعية وكل المناطق لتكون لجميع المغاربة بصمتهم في هذا الحدث المهم في تاريخ البلاد.

وبذلك يكون المؤتمر قد فتح آفاقا جديدة للعمل السياسي أمام الحركة الوطنية، ومكنها من الحصول على دعم دولي لمطالبها المشروعة، والمتمثلة في الحرية والاستقلال؛ بل إن القرارات المتمخضة عنه أرست دعائم مبدأ حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت الاستعمار، وفاصلا بين مرحلتين متباينتين من تاريخ الإنسانية جمعاء.

إن مؤتمر أنفا كمحطة من تاريخ المغرب المعاصر وعلامة فارقة في الذاكرة الجماعية ليس فقط بالنسبة للمغاربة، بل لشعوب العالم أجمع، تجسيد فعلي للثوابت التي قامت عليها المملكة المغربية ودورها، الذي شهد به زعماء العالم حينذاك، كدولة تعمل من أجل الحرية والديمقراطية والسلم العالمي.

قد يهمك ايضا

برلمانيون يتغيبون للمرة الـ16 عن "أشغال اللجان"
مجلس النواب يضعون معاملات الأبناك تحت المجهر

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر أنفا  عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية مؤتمر أنفا  عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 02:07 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"ذا أوبيروي بيتش ريزورت"يدعو ضيوفه للاستمتاع بموسم الأعياد

GMT 04:24 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

روسيا تواصل حصد الذهب في بطولة أوروبا للجمباز

GMT 18:46 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

خمسة كواكب داعمة خلال الشهر

GMT 10:10 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بدوي يؤكّد استعداد مصر لطرح السيارات الكهربائية

GMT 04:11 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

أهمّ وأجمل المَعالِم والوجهات السياحية في ساوثهامبتون

GMT 21:38 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

الرجاء يؤهل نناح ونغا لخوض الديربي

GMT 09:34 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع للتزلج يقدّم الإثارة على ارتفاع 9 آلاف قدم

GMT 00:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن موعد إصدار لعبة الخيال ذات العالم الضخم Dark and Light

GMT 03:45 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المعالم السياحية المميزة في مدينة بيزا

GMT 06:38 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف علي " the Paradiso Ibiza Art " أكثر الفنادق الإسبانية شعبية

GMT 13:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مهرجان "كاملين" يراهن على أهمية ثقافة الحوار

GMT 02:38 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

المصمّم العالميّ زهير مراد يطرح مجموعة فساتين 2019

GMT 03:48 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل مدن إسبانيا لشهر العسل والاستمتاع بذكريات لا تُنسى
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya