حرب الأدوية تستعر بين وزارة الصحة والمختبرات المُصنعة بالمملكة‬
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

"حرب الأدوية" تستعر بين وزارة الصحة والمختبرات المُصنعة بالمملكة‬

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

وزارة الصحة المغربية
الرباط - المغرب اليوم

"حرب" جديدة اشتعلت بين وزارة الصحة ومختبرات صناعة الأدوية بالمغرب، خلال الأسابيع الماضية، بعدما أقدمت المختبرات على سحب مجموعة من الأدوية الحيوية؛ ما تسبب في معاناة الأطباء والمرضى معاً، من أجل البحث عن تلك الأدوية التي اختفت بصفة نهائية، لا سيما في ظل غياب الأدوية الحيوية المكافئة لها، التي تعرف في الأوساط الطبية بـ"الأدوية الجنيسة"، ما يجبرهم على اللجوء إلى السوق السوداء.

وأفادت مصادر صحية مطلعة، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن غياب الأدوية الحيوية في الصيدليات، بسبب مرسوم تخفيض أسعار الأدوية الذي اعتمدته الوزارة الوصية على القطاع، نتج عنه اللجوء إلى معابر سبتة ومليلية المحتلتين، بغية التزود بكميات الأدوية المفقودة، مشددين على أن "هذه الأزمة ليست بالجديدة، وإنما تعود إلى ما يقرب سنتين".

في هذا الصدد، قال الدكتور يوسف فلاح، الباحث في السياسة الدوائية والمنتجات الصيدلانية، إن "مسلسل نفاد الأدوية المهمة والحيوية من الصيدليات المغربية ما زال مستمرا إلى حدود الساعة؛ ما أدى إلى استمرار معاناة المرضى في سبيل البحث عن الدواء، لتنضاف إليهم فئة الأطباء الذين يقدمون الوصفات الطبية"، معتبرا أن "معاناة الصيادلة مع الموضوع توجد منذ سنتين تقريبا".

وأضاف فلاح، الصيدلاني بالدار البيضاء، في حديث مع هسبريس، أن "انقطاع الأدوية مرده إلى غياب سياسة حكيمة وواضحة المعالم والأهداف من قبل وزارة الصحة، ميزتها الجوهرية هي الحكامة الجيدة؛ وهو ما تسبب في العشوائية التي نلاحظها حاليا، في حين يجب عليها أن تستشير مع أهل الاختصاص ومهنيي الصيدلة في مختلف المخططات الصحية، خصوصا حينما قامت بتخفيض أسعار الأدوية دون استشارة المهنيين أصلا".

وحسب المعطيات التي توصلت بها الجريدة، فإن الأدوية المنقطعة تهم أمراض القلب والشرايين وطب العيون، وكذلك الأمراض ذات الشأن بالنساء والتوليد والربو والحساسية، فضلا عن الحقن التي يستعملها الأطفال حديثي الولادة. على سبيل المثال، يشتكي أطباء العيون من نفاد قطرات العين التي تستعمل في قياس البصر لدى الأطفال على وجه التحديد.

في هذا الصدد، قالت أسماء فاضل، اختصاصية في أمراض وجراحة العيون، إنها "تعاني من انقطاع قطرة العين التي تسمى "Skiacol، حيث تستعمل أساسا في توسيع بؤبؤ العين من أجل قياس البصر لدى الأطفال الصغار؛ ذلك أن عملية القياس وتسليم النظارات لا يمكن أن تتم دون استعمال هذا الدواء بالتحديد"، مبرزة أن "قطرة العين باتت مختفية من الصيدليات منذ ما يقرب السنتين؛ كما اختفى دواء مضاد حيوي آخر هذا الأسبوع".

وأوضحت الاختصاصية في طب العيون أن "المضاد الحيوي المسمى Azyter قد انقطع بدوره من سوق الصيدليات، ما يتسبب في مشاكل كثيرة لأطباء العيون في مختلف ربوع المملكة، خصوصا أنه المضاد الحيوي الوحيد من نوعه في السوق، لأنه لا يوجد أي دواء بديل عنه".

اقرأ أيضًا:

"الصحة" المغربية تُراقب محلات المأكولات خلال شهر رمضان

وأكدت المصادر ذاتها أنأطباء القلب والشرايين يشكون غياب الأدوية المخفضة لضغط الدم، على رأسها دواء " cardioaspirine"، (يمنع حدوث الجلطة الدموية)، الذي يبلغ سعره حاليا في الصيدليات 31.60 درهما، بعدما كان يباع سابقا بـ 35 درهما؛ وهو ما دفع لوبيات الأدوية إلى حجب تلك الأدوية الحيوية عن السوق.

كما تشتكي النساء اللائي يعانين من مشاكل في الدورة الشهرية من غياب دواء اسمه " primolut-nor"، (69 درهما)، ويعمل أيضا على تنظيم عملية الإباضة، وقد يستعمل أيضا كمانع للحمل في حالة توظيفه لمدة طويلة. يضاف إلى ذلك، انعدام بعض قطرات العين في الصيدليات، لاسيما حقنة " konakion"، التي تلعب دورا أساسيا في وقف نزيف الدم لدى الأطفال. إلى جانب انقطاع الأدوية المتعلقة بأمراض السرطان والعلاج الكيميائي.

وبخصوص شد الحبل بين وزارة الصحة ومختبرات تصنيع الأدوية، يورد الصيدلاني فلاح أن "مرسوم تخفيض الأدوية يهم الأدوية الأكثر مبيعا، أي التي يقل سعرها عن 100 درهم"، مشيرا إلى أن "الأدوية ذات العلاقة بالأمراض المزمنة لا تتعدى كلفتها الإجمالية 1000 درهم خلال ثلاثة أشهر، أي ما يعادل 300 درهم في الشهر الواحد".

وزاد: "لا يجب تخفيض أثمنة تلك الأدوية، لأن الولوج إليها مضمون من قبل المرضى، في حين يجب على الوزارة الوصية أن تتجه صوب الأدوية باهظة السعر، التي تشكل عبئا ماليا حتى على الميسورين، من قبيل الأدوية التي يصل سعرها إلى 10 آلاف درهم فما فوق"، خاتما: "نفاد الأدوية جعل المرضى والصيادلة والأطباء في كفة واحدة؛ هي المعاناة مع الدواء".

من أجل الرد على مختلف المعطيات الواردة في المقال، على لسان المهنيين والصيادلة والأطباء، تفادى مصدر مطلع لجريدة هسبريس الإلكترونية داخل مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة التعليق عن الأمر، معتبرا أن "الموضوع متشعب ومعقد، يستدعي عقد زيارة للمديرية الكائن مقرها بالرباط، بغية استيقاء المعلومات الكافية عن الموضوع على لسان المسؤولين".

قد يهمك أيضًا:

وزارة الصحة المغربية تعلن عن أسبوع وطني للتلقيح

وزارة الصحة تراقب المنتجات الغذائية لتفادي "التسممات الجماعية"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الأدوية تستعر بين وزارة الصحة والمختبرات المُصنعة بالمملكة‬ حرب الأدوية تستعر بين وزارة الصحة والمختبرات المُصنعة بالمملكة‬



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 13:16 2013 الخميس ,30 أيار / مايو

أبي كلارك ترتدي حمالة صدر بـ 2.5 مليون دولار

GMT 15:28 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

الفيفا" تكشف رسميًا عن موعد مونديال قطر 2022"

GMT 02:57 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

حنان مطاوع تكشف أن شخصية "كريمة" مركبة وصعبة

GMT 11:25 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

معاني غريبة وراء الوشوم على أجساد لاعبي الكرة

GMT 19:18 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

أحمد زكي وآل باتشينو

GMT 10:51 2018 الخميس ,15 شباط / فبراير

عطور صيفية تعشقها النساء

GMT 19:34 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

الحصول على شهادة الملكية عبر الإنترنت في المغرب

GMT 07:12 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

فريق "كاراتيه الأهلي" يحصد لقب منطقة القاهرة

GMT 15:13 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حريق فيلا قاضي للمرة الخامسة في مدينة الجديدة

GMT 19:24 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

هجوم مرتد ضد مرتضى منصور يقوده إعلامي جرئ

GMT 20:06 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مارسيال يسجل رقمًا مميزًا أمام بيرنلي في البريمييرليغ

GMT 12:49 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

أزياء "دولتشي آند غابانا" لخريف 2018 للرجل العصري بامتياز

GMT 02:41 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

سؤال للازواج

GMT 06:36 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أزياء Moncler لربيع وصيف 2018 شفافة ومليئة بالأزهار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya