فبراير الأسود كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"فبراير الأسود" كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة - المغرب اليوم

"فبراير الأسود" فيلم مصري كان يحلو للبعض وصفه بالمبالغة والفانتازيا الفنية وربما التمادي في جلد الذات؛ إلى أن جاء بالفعل "فبراير الأسود". وفي 14 فبراير الجاري وقعت في منطقة "سانت كاترين" كارثة طبيعية أودت بحياة أربعة شباب مصريين الأسبوع الماضي أثناء رحلة جبلية شهدت هبوب عاصفة ثلجية نادرة الحدوث. ووجه ذوو الضحايا ونشطاء وهيئات مصرية انتقادات شديدة للحكومة المصرية واتهموها بالتقصير تجاه تأمين مثل هذه الرحلات "لأنه ليس بين الضحايا أجانب"، فيما ردت السلطات المصرية بأن "الطبيعة الجغرافية لا تصلح مطلقًا لهبوط الطائرات، وبالتالي فشلت عملية الإنقاذ". كوميديا سوداء وهذا الواقع المؤلم عبر عنه الفيلم في 159 دقيقة بكوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون، فشقيق بطل الفيلم "صلاح" حاصل على دكتوراة في مجال الكيمياء شرح فيها كيف يمكن تحويل بكتيريا الهواء إلى طاقة تكفي استهلاك كل محافظات مصر؛ أما زوجته "عصمت" فحاصلة على دكتوراة في كيفية تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة أكبر من السد العالي بـ 25 مرة؛ ومع ذلك تضيق عليهما مصر بما رحبت فيضطران إلى عمل مشروع صغير لمقبلات الطعام (المخللات) للعيش منه. أما بطل الفيلم "حسن" فهو أستاذ جامعي مؤمن بأن دوره هي تعليم الناس كيف يوقدوا الشموع بدلا من أن يلعنوا الظلام؛ وفي سبيل ذلك لا يكف عن دعوة طلابه للإيمان بأن مصر أجمل بلدان العالم وبأنه من رغم كل السلبيات "فيها حاجة حلوة"، لكن الطلاب يردوا على حديثه بابتساماتهم الساخرة فيقرر أن يدعوهم لرحلة سفاري مع أسرته إلى الواحات لاكتشاف الوجه الآخر من مصر الجميلة. وعلى خلفية موسيقية تفوح بالأمل ظل أبطال الفيلم طوال الألف كيلومتر التي سافروها يستمتعوا بجمال الواحات من حول سياراتهم؛ ويوقفون السيارة متأملين المكان لعلهم يشبعون من سحر الطبيعة المحيطة بهم. ولكن الوجه القبيح للطبيعة بدأ يكشر عن أنيابه لهم وضربتهم عاصفة ترابية شديدة بعثرت كل أشيائهم بل وأجسامهم حتى دفنتهم في أسفل موجة رمال متحركة ولم يبق منهم على سطح الأرض سوى رؤوسهم المنهكة . اقتراب الموت لهذه الدرجة لم يجعل بطل الفيلم يفقد إيمانه بعظمة دولته وظل يطمئن أسرته بأن الحكومة لن تتركهم أبدا؛ وما إن انتهى من جملته إلى وبدا لهم بالفعل سيارة دفع رباعي تقترب منهم؛ بدأ الأمل يدب في قلوب أبطال الفيلم مع ضحايا العاصفة الآخرين . وبدأ مسؤول قوة الإنقاذ يتحدث إليهم ليشرح كيف أن عملية الإنقاذ ستتم على مراحل لأن معهم سيارة واحدة فقط لا تتسع لأكثر من أربعة أفراد؛ كما شرح لهم أنهم سينقذونهم من خلال حبل مربوط على شكل دائرة كبيرة لسحب أجسامهم كما تسحب أجسام البقر، على حد تعبيره الذي عكس نظرة الحكومة للضحايا كما يظهر من وقائع الفيلم؛ وهو ما تحمله الضحايا تشبثا منهم بنجاح عملية الإنقاذ أما ما لم يقووا على احتماله فهو أن قائد فريق الإنقاذ بدأ يسأل عن ضابط أمن الدولة الذي هو من بين الضحايا لينقذه أولا؛ ثم يعد الباقين بأنه سيعود لإنقاذهم ويتركهم ساعة كاملة لم يفقد خلالها الأستاذ الجامعي يقينه بأن الحكومة لا يمكن أن تترك مواطنين مصريين فريسة للموت. "بتوع البحث العلمي" عادت فرقة الإنقاذ ليدب الأمل من جديد في الأرواح لكن القائد هذه المرة سأل عن "رئيس محكمة" ثم "رئيس جمعية رجال أعمال" لإنقاذهم؛ وحينما لم يتبق سوى مجموعة صغيرة سألهم الضابط "إنتوا مين" فرد البطل باستهزاء "إحنا بتوع البحث العلمي" فوعدهم بأنه حتما سيعود لإنقاذهم. تغرب الشمس ويحل ليل الصحراء المخيف دون أن تعود قوة الإنقاذ فيتأكد البطل من أن الحكومة ستتركه لكن الله لن يفعل؛ ويبدأ أولاده في البكاء خوفا من الموت بعدما سمعوا أصوات الذئاب وشعروا بازدياد حركة الرمال من تحتهم، ما يعني أنه خلال نصف ساعة كحد أقصى ستدفن أجسادهم بالكامل. وبطريقة فانتازية للغاية تليق بالفيلم الساخر؛ بدأت مجموعة من الكلاب تنزل من أعلى الجبل الرملي صوب الضحايا وهو يصرخون من شدة الخوف؛ لكن المفارقة هي أن هذه الكلاب هي من عملت على إنقاذهم بعدما تكاسل البشر عن إنقاذ أقرانهم من بني البشر. وفي تصريحات لوكالة الأناضول اعتبر طارق الشناوي الناقد الفني مأساة الفيلم أقل ترويعا من المأساة التي شهدها الواقع في سانت كاترين؛ ففي الفيلم تم إنقاذ الجميع ولو بواسطة الكلاب أما في الواقع فقد أصيب 4 أشخاص بينما قتل 4 آخرون جراء العاصفة الثلجية. "فبراير الأسود" بطولة خالد صالح؛ إدوارد؛ ميار الغيطي؛ أحمد زاهر، ومن تأليف وإخراج محمد أمين.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فبراير الأسود كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون فبراير الأسود كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون



GMT 20:19 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

عرض فيلم "Spider Man" بمركز الثقافة السينمائية

GMT 20:16 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

الفيلم الروائي "بين بحرين" يجوب محافظات مصر

GMT 18:39 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني

GMT 10:54 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"دي سي كوميكس" تسحب صورة ترويجية لباتمان

GMT 22:23 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم عاشورا ينال جائزة خاصة في مهرجان إسباني

GMT 20:25 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

فيلم "يوم الدين " ينصف مرضى الجذام

GMT 22:15 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أبطال "دمشق حلب" يرصدون ردود فعل جمهور معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 20:21 2016 السبت ,16 تموز / يوليو

حقائق تقرير تشيلكوت ودلالاته..!!

GMT 02:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تجهيزات الفنادق لاستقبال موسم العطلات وعيد الميلاد المجيد

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 02:44 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

أسباب اختيار المرأة الخليجية ماسك الذهب

GMT 05:48 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

جان كلود جونكر يرغب في بقاء بريطانيا داخل "اليورو"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya