روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

"روك القصبة" مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

طنجة - و.م.ع

بذاكرة تحتفظ بجدل حاد رافق عرض فيلمها الطويل الأول "ماروك" عام 2005 بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تطلع رواد الدورة 15 لهذا الموعد السينمائي بشغف إلى عرض الفيلم الجديد للمخرجة ليلى المراكشي، "روك القصبة" مساء السبت بالخزانة السينمائية. أقل استفزازا من سابقه ربما، كما تتوقع المخرجة، لكنه يحمل ذات الرؤية الاجتماعية الناقدة لأنماط فكرية وسلوكية "محافظة" في المجتمع، وينتصر لنفس الرغبة في التحرر لدى المرأة المغربية والعربية. ولعل الخيط الرابط بين الفيلمين، يتجسد في حضور مرجانة العلوي، بطلة "ماروك"، الفتاة المراهقة، التي نضجت لتشارك في بطولة الفيلم الجديد وهي في مرحلة عمرية أنضج. صورت ليلى المراكشي فيلمها في طنجة، حيث أثثت فضاءات بيت عتيق لعائلة بادية الثراء، في ملكية أب بنات أربع، يرحل عن الدنيا فجأة، لتواجه الشخصيات النسائية التي كانت تحيط به مصيرها الجديد. تنهار سلطة الأب الآمر الناهي، (عمر الشريف) وتنبثق أحلام مكبوتة وخسائر يتعذر تداركها، وعمر مضى من حياة مريم وكنزة وصوفيا، أما ليلى فقد سبقت والدها إلى الرحيل حين وضعت حدا لحياتها بعد أن رفض الوالد اقترانها بشاب فقير، ليس إلا ابن الخادمة (راوية). اجتماع بنات الراحل في بيت العزاء يشكل الذريعة الدرامية التي تنتهزها ليلى المراكشي، مخرجة وكاتبة سيناريو، لاستفزاز كوامن كل منهن، قصة خضوعهن وتمردهن، نجاحهن وإخفاقهن في الحياة والعمل والزواج. وبحس نقدي، كان ساخرا في بعض الأحيان، تكون أجواء المأتم وتشييع الراحل، فرصة مواتية لتسليط الضوء على طقوس، تنزع عنها المخرجة طابعها القدسي، وتضعها في خانة ممارسات طقوسية تكرس النفاق الاجتماعي، مفصولة عن أساسها الوجداني الحقيقي. وإن كانت وفاة الأب المتسلط قد دفعت إلى السطح بقصة ليلى، الغائبة - الحاضرة لدى والدتها وأخواتها، حيث ينبعث الماضي أليما وطريا في نفوس العائلة، إلا أن اكتشاف السر الكبير، يتحقق حين تعرف صوفيا ثم الأخريات أن ابن الخادمة ليس إلا أخ البنات، غير الشرعي، الذي أنجبته الخادمة من رب البيت، لولا أن قانون الصمت دفع بالأمور في اتجاه آخر. "روك القصبة" ورشة تقنية شديدة الحرفية والنضج الفني، الذي كشفه جينيريك غني يكشف قوة إنتاجية احتفت بكل التفاصيل المهنية، لكنه في المقابل يسقط أحيانا، حسب آراء أولية لبعض المهتمين، في الفولكلورية واجترار كليشيهات مضخمة تتعلق بوضعية المرأة المضطهدة والنفاق الاجتماعي والدين والحجاب ودعوى المساواة في الإرث وزنا المحارم... وغيرها. ومن جهة أخرى، يعد الفيلم أحد الأعمال النادرة التي جمعت أسماء من طليعة النجوم العرب. عمر الشريف أدى آخر دور له في مساره الحافل قبل أن يعلن اعتزاله، دور بلمسة فانتازية وهو يلعب دور الشاهد على وفاته، مطلا على حال أسرته من بعده. الفلسطينية هيام عباس أعادت تجربة العمل مع السينما المغربية من خلال دور عائشة، زوجة مولاي لحسن. لبنى أزابال، ذات الحضور القوي في السينما الفرنسية، والمخرجة اللبنانية الشهيرة نادين لبكي، والممثلة المغربية مرجانة العلوي، تقاسمن أدوار مريم وكنزة وصوفيا، بنات الراحل. أما الممثلة المغربية راوية فقد واصلت تألقها من خلال أداء دور الخادمة. يذكر أن تصوير روك القصبة" الذي شارك في الدورة السابقة لمهرجان دبي تم في طنجة، المدينة التي تعتبرها المراكشي مدينتها الملهمة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية



GMT 20:19 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

عرض فيلم "Spider Man" بمركز الثقافة السينمائية

GMT 20:16 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

الفيلم الروائي "بين بحرين" يجوب محافظات مصر

GMT 18:39 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني

GMT 10:54 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"دي سي كوميكس" تسحب صورة ترويجية لباتمان

GMT 22:23 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم عاشورا ينال جائزة خاصة في مهرجان إسباني

GMT 20:25 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

فيلم "يوم الدين " ينصف مرضى الجذام

GMT 22:15 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أبطال "دمشق حلب" يرصدون ردود فعل جمهور معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

مشاريع "زايد الخيرية" في كينيا تبلغ 92 مليون درهم

GMT 11:53 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تفادي هذه الأخطاء في ديكور ورق الجدران ‏

GMT 08:14 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

البابا فرانسيس يعتذر بعد واقعة ضرب يد امرأة ويكشف السبب

GMT 19:33 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دار ريم عكرا تطلق فساتين زفاف مميزة التصميم لخريف 2018

GMT 04:48 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طقس الخميس بالمغرب : غائم بارد ولا أمطار بمختلف المناطق

GMT 05:24 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

شيريهان الدسوقي تكشف طرق التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 14:50 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير مولاي هشام ينشر صورة له وهو في إحدى محطات القطار

GMT 04:04 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تدشين أطول برج في العالم في العاصمة الإدارية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya