تجربة عبد الوهاب البياتي في فيلم سينمائي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تجربة عبد الوهاب البياتي في فيلم سينمائي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تجربة عبد الوهاب البياتي في فيلم سينمائي

بغداد ـ وكالات

تستعيد عدسة المخرج العراقي نزار شهيد الفدعم التجربة الشعرية لعبد الوهاب البياتي في فيلم سينمائي، ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013، وتجري مواجهة بينه وبين الشعراء الكبار الذين تأثر بهم كالمتنبي والمعري والسياب والجواهري وغيرهم. ويعد البياتي (1926-1999) من أحد مؤسسي مدرسة الشعر الحر، ويعبر شعره عن الوجع وقسوة الحياة، وأدت مواقفه السياسية إلى إسقاط الجنسية العراقية عنه، مما دفعه لاختيار الغربة مكانا للتعبير عن رفضه لما يجري في بلده. وقال مؤلف الفيلم فاروق محمد في حديث للجزيرة نت إن الفيلم يسلط الضوء على فكر الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي استطاع أن يغير مجرى الشعر العربي من خلال تفاعله مع بدر شاكر السياب ونازك الملائكة لابتكار الشعر الحر، إضافة إلى أنه يتطرق إلى تأثر البياتي بالشعراء الكبار كالمتنبي والمعري وما أضاف على تجربته الشعرية. وأوضح أن الفيلم يتطرق إلى النقاط المضيئة في تجربة البياتي وليس عبارة عن سيرة تتناول حياته منذ الطفولة، ويضيف "استطعت قراءة قصائده التي أفرزت الوجع الذي يعيشه واعتمدت بشكل كبير في كتابة الفيلم على ديوان بستان عائشة". ن جانبه قال مخرج الفيلم نزار شهيد الفدعم إن الفيلم يتناول التجربة الشعرية للبياتي، ولا يتطرق إلى حياته وعلاقاته الشخصية لأنه ليس فيلما وثائقيا، ويقول بحديثه للجزيرة نت إن "أحداث الفيلم تدور في منطقة لم يدخلها أحد من قبل وهي الشاعر في مواجهة الشعراء الكبار كالمتنبي وأبي تمام والمعري والسياب والجواهري" مبيناً أن الحصول على الموافقات لغرض إنتاجه وبدء التصوير يجري الآن. وأضاف الفدعم أن الفيلم كتب عام 2002 ولم يتطرق إلى مواقف الشاعر السياسية المعارضة خوفا من النظام السابق، بل اهتم بالمؤثرات التي أثرت في التجربة الشعرية عند البياتي من خلال الشعراء الذين تأثر بهم، إضافة إلى غربته عن الوطن. وأشار إلى أن الفيلم يتطرق إلى علاقة البياتي بالبحر والسفر والغربة والصحراء، إضافة إلى المرأة التي هي عالمه من خلال حبه الأول عائشة التي أصدر ديوانه باسمها "بستان عائشة" إذ أن علاقته بها ليست وجدانية وفق الفدعم وإنما هي علاقة فكر ورؤية متكاملة، مؤكداً أن الفيلم عمل إبداعي خالص، ويجب أن تؤلف له موسيقى وألحان خاصة به. وأوضح أن تجربة البياتي إنسانية وعالمية، وأن مواقع التصوير لم تحدد إلى الآن ما عدا موقعي منطقة باب الشيخ البغدادية، ومرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، مع أن مواقع التصوير "نستطيع أن نفتعلها من خلال أجواء القصيدة والحدث والمشهد المكتوب". من جهته قال المدير الفني للفيلم حسن عبد الحميد بحديث للجزيرة نت إن الفيلم يُقدم بطريقة إيحائية وترميزية التجربة الشعرية المميزة للبياتي، إضافة إلى ما قدمه في غربته وسفره إلى المدن العالمية، فالفيلم ليس تتابعا واقعيا لحركته وإنما مجرد اقتباسات وإعادة بعض الجوانب التي تنظم إلى سيرته. وأضاف أن الفيلم مأخوذ عن المجموعة الشعرية الأولى له وهي "أباريق مهشمة" وفي وضعه الحالي يعبر عن لمحة جديدة يتناول فيها الشعراء الكبار لتعظيم شأنهم من خلال السينما. وأشار إلى أن مخرج الفيلم له باع طويل بالسينما ويمتلك الخبرة في تحويل القصائد الشعرية إلى صور مرئية، وهذا العمل ليس هينا، بل هو بحاجة إلى قدرات عالية وجهود متميزة. بدوره قال الناقد علي الفواز بحديثه للجزيرة نت إن البياتي من الشخصيات الخلافية في السياقين التاريخي والنقدي، و"عادة ما نعمد في قراءاتنا لظواهرنا الثقافية لإبراز جوانبها التاريخية" أي الاكتفاء بتكريس الكاريزما الشخصية التي يتمتعون بها. وأضاف الفواز أن البياتي من الرواد والمغامرين الكبار في الصناعة الأسلوبية بالقصيدة من حيث تأثراتها بالمنجز الغربي، أو من حيث الاستدعاء للأثر الصوفي والوجودي كما بالموروث العربي، مبيناً أنه يجب التركيز على حالة تأثره بعد بروز التيارات السياسية والأيديولوجية التي برزت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة التيارات اليسارية عند شعراء كمايكوفسكي وإلوار وأرغون ونيرودا وناظم حكمت ولوركا. وانتهى الناقد إلى أن انعكاسات النزعة الشعاراتية بالعديد من قصائد البياتي لا تعني عدم التنبه لجدية البياتي في صناعة القصيدة المتخففة من الأعباء البلاغية والأسلوبية، والاقتراب من قصيدة اليومي والنص البصري، وكذلك نص القناع بوصفه نصا تعبيريا تمثله الشاعر لمواجهة أزمة الإنسان الوجودية والأخلاقية والحسية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة عبد الوهاب البياتي في فيلم سينمائي تجربة عبد الوهاب البياتي في فيلم سينمائي



GMT 20:19 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

عرض فيلم "Spider Man" بمركز الثقافة السينمائية

GMT 20:16 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

الفيلم الروائي "بين بحرين" يجوب محافظات مصر

GMT 18:39 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني

GMT 10:54 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"دي سي كوميكس" تسحب صورة ترويجية لباتمان

GMT 22:23 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم عاشورا ينال جائزة خاصة في مهرجان إسباني

GMT 20:25 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

فيلم "يوم الدين " ينصف مرضى الجذام

GMT 22:15 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أبطال "دمشق حلب" يرصدون ردود فعل جمهور معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

8 مليارات رسوم امتياز شركتا "اتصالات" و"دو"

GMT 05:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار مبتكرة لتزيين نوافذ المنزل بالورود والزهور

GMT 16:05 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف أربعيني في أغادير بحوزته مليون يورو مزوّرة

GMT 08:31 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

جبل بثرة في الطائف من المزارات السياحية المميزة

GMT 18:10 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

اعتداءات على مشجعي الرجاء البيضاوي في غانا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya