أمستردام ـ وكالات
التقطت دور العرض في عدد من الدول الأوروبية النسخة الأولية من فيلم الأمل للمخرجة والفنانة الهولندية من أصول عربية رجاء المهندس، حيث قدمت فيه من خلال تجربتها الخاصة صورة المرأة المسلمة وما تعلق بها من صور نمطية قادمة من الشرق والغرب، في محاولة لبعث أمل جديد للمرأة المسلمة.
وفيلم 'الأمل' للفنانة رجاء المهندس -وهي من أم جزائرية وأب مغربي- يصور رؤيتها لآمال المرأة المسلمة من حيث موقع المخرجة والبطلة في عالم الغناء والموسيقى، وقد تم تصوير الفيلم في صيف 2012 بكل من أمستردام وبرشلونة ونيويورك، وقامت بإنتاجه شركة ويكت ستيلشن وكرياتين أرتستيك.
وظهرت رجاء المهندس في الفيلم لتروي بطريقة قصصية التحولات التي جرت لأحاسيسها وهويتها، وما عايشته على امتداد 18 عاما بين الثقافات المختلفة، كما نقل الفيلم مشاهد تروي دورها في صناعة الموسيقى الروحية والحديثة، حيث تسعى المهندس لإبراز واقع النساء المسلمات -بما فيهن هي نفسها- اللاتي ظللن مخفيات في الظل.
وفي لحظة ما من الفيلم تنتقل الصور إلى رجاء وهي تحطم الأغلال وتحول الحلم إلى حقيقة باحترافها الموسيقى.
وتعرف رجاء المهندس في عالم الموسيقى الحديثة التي تحاكي الهوية وتدافع عن المرأة وتوغل في الأبعاد الروحية للإنسان وتجمع بين الألحان العربية والغربية. كما ظلت المهندس على القائمة التي تضم أكثر 500 مسلم تأثيرا في العالم إلى جانب فنانين شبان مثل موس ديف، وشاروخ خان، وشابيل ديف، وسامي يوسف، وماهر زين، ويوسو ندور.
وفي حديث مع الجزيرة نت عن دواعي إنتاج الفيلم، قالت رجاء المهندس التي عملت طويلا في عالم الغناء قبل العمل في الأفلام 'أحس نفسي امرأة أحمل موروثا متنوعا وواسعا وهو مغربي، جزائري، هولندي، عربي، بربري، إسلامي، غربي، أوروبي، مهجري'، وتابعت المهندس في توضيح رسالتها قائلة إن هذا الثراء والتنوع الثقافي أكسبها قدرة على إعداد فيلم الأمل الذي أرادت أن تنقل فيه تجربتها الخاصة لتحاكي بها العاطفة والهوية معا.
وتزامنا مع ذكرى اليوم العالمي للمرأة، عرضت دور عرض عدة في هولندا ودول أوروبية أخرى النسخة الأولى من الفيلم باعتباره يسلط الضوء على العديد من قضايا المرأة المسلمة. ويتوقع المنتج أن يكون الفيلم الأول لرجاء المهندس ضيفا على المهرجانات العالمية لسنة 2013.
وبينت المهندس أن الهدف من إنتاج الفيلم هو لفت الانتباه إلى حالة التهميش الممنهجة أحيانا والعفوية في أحيان أخرى التي تتعرض لها المرأة المسلمة والمبدعة في الشرق والغرب معا، وأضافت 'لقد حان الوقت لأن ندعم هذه الفئة من الفنانين الذين يمثلون جمهورا كبيرا وتتجاهلهم مصانع الإبداع'.
ورأت أن التهميش يقع من الشرق والغرب بطريقة متعمدة وعفوية تحت مبرر الدوغمائية الدينية أو الأحكام المسبقة والصورة النمطية للمرأة المسلمة في الغرب، حسب قولها.وقد لقي الفيلم ترحيبا في دور العرض وخاصة بتزامن عرض نسخته الأولى مع اليوم العالمي للمرأة، حيث لقي تصفيقا كبيرا من الجمهور .
وفي تعليق للجزيرة نت على الفيلم، كشفت المحللة الثقافية الأميركية المسلمة ديونا كيلي عن إعجابها بالفيلم قائلة 'أنا كامرأة أميركية مسلمة أجد في هذا الفيلم نفسي ويبعث فيّ الأمل'، وتابعت كيلي قائلة إن الفيلم يستلهم الهوية ولكن لا يتقوقع فيها وإن رسالته قوية تبعث الأمل لدى المرأة في عالم يحاول محاصرتها لكونها فقط مسلمة أو امرأة.
وبشأن البعد الفني للفيلم، قالت كيلي إنه في ظل سطوة صناعة الفيلم الهاوي على الإنترنت، استطاعت المهندس أن تعرض بقوة صورة وصوتا ومؤثرات خاصة تحدث فارقا بين العمل الهاوي والمحترف.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر