أفلام تكسر التابوهات حتى في السعودية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أفلام تكسر التابوهات حتى في السعودية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أفلام تكسر التابوهات حتى في السعودية

جدة ـ وكالات

منذ ما يزيد على عشر سنوات تختص شركة Razor Film للإنتاج السينمائي في برلين في إنتاج أفلام جريئة تكسر التابوهات السياسية. أفلام حققت نجاحا كبيرا في العالم، آخرها فيلم روائي تم تصويره في السعودية حيث تحرم دور السينما.هدوء مطلق في إحدى قاعات العرض في فعاليات مهرجان كان 2008. عيون دامعة تتبع بسكون فيلم "فالس مع بشير". وهو فيلم مؤثر مازال راسخا في أذهان الكثيرين حتى بعد مرور أربع سنوات على عرضه، لأن الفيلم نجح في توعية المشاهدين بموضوع الحرب. وتدور أحداث الفيلم حول مذبحة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات صبرا وشاتيلا في سبتمبر1982 خلال حرب لبنان. فردا على اغتيال زعيمهم بشير الجميل قامت القوات اللبنانية بقتل الآلاف من سكان مخيمي صبرا وشاتيلا وأغلبهم من النساء والأطفال، وذلك في ليلة واحدة وأمام أنظار الجيش الإسرائيلي الذي لم يحرك ساكنا. وتعتبر هذه المجزرة نقطة تحول في تاريخ إسرائيل، حيث أن مذبحة صبرا وشاتيلا من التابوهات المسكوت عنها في هذا البلد."فالس مع بشير" للمخرج آري فولمان يتحدث علنا عن الشعور بالذنب وتجارب الجنود. وهي صدمة مسكوت عنها منذ عقود طويلة. وبعد أن تم عرض الفيلم في إسرائيل انفتحت الجروح التي لم تكد تلتئم بعد. ولكن الشيء المدهش والمثير في هذا الفيلم الشجاع يكمن في انسجام ألوانه الحارقة وخطوطه الثابتة. وهي صور تشبه كابوسا، تخترق الشعور الداخلي وترسخ في العقل الباطن. "فالس مع بشير" فيلم رسوم متحركة يحاول المخرج من خلالها تقديم وصفة علاجية للتصالح مع أخطاء الماضي.في سنة 2009 تم ترشيح فيلم " فالس مع بشير" لنيل جائزة الأوسكار، وفي السنة نفسها حصل الفيلم على جائزة غولدن غلوب العالمية. ويقف وراء هذا النجاح العالمي رجلان من برلين هما: رومان باول وغيرهارد مايكسنر. وهما يطلقان على شركتهما اسم رازور فيلم (Razor Film)في إشارة إلى الشفرة، لأن أفلامهم بمثابة شفرة حلاقة حادة تدخل إلى وعي المشاهد ووجدانه. وتعود هذه التسمية إلى الشفرة في فيلم لويس بونويل الذي أخرجه عام 1929 بعنوان "الكلب الأندلسي".بداية شركة رازور فيلم كانت سنة 2002، حيث كان طموح باول و مايكسنر الأساسي هو إنتاج أفلام فنية لأسواق السينما الوطنية والدولية. وحاولت شركة الإنتاج فرض ذاتها في الأسواق وتحقيق النجاح من خلال مشاريع أفلام صعبة وغير عادية، وهو طموح كبير لشركة صغيرة برأس مال محدود.ولكن النجاح المتواصل لأفلامهم عزز هذا الطموح وأثبت أحقيتهم في اختيارهم لنوع جديد من الأفلام. ففي مدة قصيرة فازت الشركة لمرتين بجائزة غولدن غلوب كما تم ترشيحها في مناسبتين لنيل جائزة الأوسكار. بالإضافة إلى ذلك فإن أفلامهم تعرض في شاشات المهرجانات الكبرى في كان وبرلين والبندقية، حيث أصبحت أفلام شركة رازور تشكل جزءا رسميا من برامج هذه المهرجانات.فيلم "الجنة الآن" الذي لفت أنظار العالم سنة 2005 شكل بداية شهرة الثنائي باول ومايكسنر. ويحكي الفيلم قصة اثنين من الشباب الانتحاريين الفلسطينيين. ولكن ليس قصة الفيلم هي ما أثارت اهتمام المتتبعين بل طريقة تقديمها من زوايا مختلفة وأبعاد متنوعة، مكنت المشاهد من رؤية العالم عبر عيون هذين الشابين. أي رؤية الانتحاريين – ليس كضحايا أو وحوش، بل بشكل طبيعي، كشابين لطيفين وليسا متعصبين، إنما كشخصين دفعهما اليأس إلى القتل"، على حد تعبير جريدة "Frankfurter Rundschau" الألمانية.الفيلم مضحك ومحزن في نفس الوقت. ففي إحدى اللقطات يظهر أحد الانتحاريين وهو جالس في المرحاض بسبب حزامه الناسف الذي يضايقه . و في لقطة أخرى يتم تسجيل شريط الاعتراف بأعمال انتحارية ثلاث مرات، لأن الكاميرا لا تعمل بشكل جيد. بالإضافة إلى لقطات أخرى مثيرة تصور للمشاهد تفاهة هذا العدوان وأسبابه. لقطات تم تصويرها في إسرائيل وفلسطينولكن بالرغم من الصدى الطيب والإقبال العريض على مشاهدته إلا أن هناك أيضا انتقادات شديدة للفيلم وصلت حتى الدعوة لمقاطعته. شركة رازور واعية بهذه الصعوبات والتحديات ولكن المهنية العالية والشجاعة والحس العالي في اكتشاف السيناريوهات المميزة يجعلها قادرة على تجاوز كل العقبات.وآخر هذه العقبات كان"Womb" للمخرج الهنغاري بينيدك فليغاوف الذي لم يلق نجاحا كبيرا. ولكن هذا لم يحبط طموح شركة رازور للإنتاج التي تواصل مسيرة التنقيب على سيناريوهات جديدة ومميزة. فهناك مشاريع جديدة في طور الإنجاز من بينها فيلم"وجدة" (Wajda)الذي يشكل نقطة تحول جديدة في تاريخ السينما العالمية. وهو عبارة عن فيلم تم تصويره في المملكة العربية السعودية وهو شيء غير معهود في هذا البلد. والجدير بالذكر هو أن الفيلم من إخراج المخرجة السعودية هيفاء المنصور، وذلك في بلد لا يسمح للمرأة حتى بقيادة السيارة، ويراعي بشكل صارم فصل الرجال عن النساء في الأماكن العامة و تحرم فيه دور السينما. و سهر على إنجاز الفيلم طاقم ألماني سعودي وتم تصويره تحت أعين الشرطة الدينية في مدينة الرياض. هيفاء المنصور تبدأ قصتها بمشهد فتاة في سن الحادية عشرة ترغب في الفوز في مسابقة لتلاوة القرآن من أجل تحقيق أملها في الحصول على دراجة هوائية. وذلك على الرغم من أنه لا يسمح للفتيات ركوب الدراجات في السعودية. وقد اختارت هيفاء المنصور عمدا شركة رازور فيلم لشهرتها في أفلام كسر التابوهات. بالإضافة إلى تجربة الشركة في قضايا الشرق الأوسط وتعاملها الاحترافي مع المواضيع الحساسة والصعبة.و في ربيع السنة القادمة سيخرج الفيلم إلى قاعات العرض السينمائي لتعود شركة الإنتاج الصغيرة في برلين مرة أخرى إلى حديث المتتبعين الدوليين ونقاد السينما.فمن المتوقع أن يعرض الفيلم في شتى أنحاء العالم، إلا في المملكة العربية السعودية بسبب عدم وجود دور السينما. ولكن الفيلم سيتم بثه على شاشة التلفزيون، وذلك لأن قناة روتانا السعودية كانت شجاعة وشاركت أيضا في إنتاج هذا الفيلم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفلام تكسر التابوهات حتى في السعودية أفلام تكسر التابوهات حتى في السعودية



GMT 20:19 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

عرض فيلم "Spider Man" بمركز الثقافة السينمائية

GMT 20:16 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

الفيلم الروائي "بين بحرين" يجوب محافظات مصر

GMT 18:39 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني

GMT 10:54 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"دي سي كوميكس" تسحب صورة ترويجية لباتمان

GMT 22:23 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم عاشورا ينال جائزة خاصة في مهرجان إسباني

GMT 20:25 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

فيلم "يوم الدين " ينصف مرضى الجذام

GMT 22:15 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أبطال "دمشق حلب" يرصدون ردود فعل جمهور معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya