الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي

برلين ـ وكالات

الأفلام التي تتناول الحقبة النازية لها شعبية في ألمانيا، ففي التلفزيون كما في السينما لا يمر أسبوع دون عرض فيلم يتناول هذه الحقبة الممتدة بين 1933 و1945. وتشكل هذه الأفلام دروسا من الماضي خاصة للأجيال الجديدة. من عايشوا الأحداث التاريخية التي شهدتها السنوات ما بين 1933 و1945 وهم بالغون، انخفض عددهم، بل إنهم في طريقهم إلى الزوال. لكن أطفالهم وأحفادهم لا يزالون على قيد الحياة، شاهدين على مرحلة مهمة من التاريخ الألماني. تجاربهم وقصصهم أصبحت مادة خصبة لكتّاب ومخرجي الدراما الألمانية، خاصة قصص أطفال النازيين وأطفال الضحايا اليهود. يحكي فيلم "لورا" للمخرجة كايت شورتلاند قصة فتاة تبلغ من العمر 15 سنة حاولت أن تنعتق بعد الحرب العالمية الثانية من تصور والدتها التي كانت تابعة للفكر النازي. الفيلم الذي أخرجته المخرجة الاسترالية تم إنتاجه بتعاون فريق دولي، غير أن الدور الرئيسي في الفيلم أدته الممثلة الصاعدة زاسكيا روزندال. أما فيلم " الصديق الألماني" فتتناول المخرجة الألمانية الأرجنتينية جينينا ميرأبفل علاقة صعبة جمعت بين ابنة أسرة يهودية مهاجرة في الأرجنتين وابن أحد النازيين الهاربين في الأرجنتين. هل ستعرف الأفلام التي تتناول المرحلة النازية والهولوكوست نهاية؟ السؤال يمكن الإجابة عنه بـ "لا" واضحة، وهناك سبب لذلك. أولا هناك الكثير من الحكايات التي من الممكن حكيها، وتقول المتخصصة في السينما سونيا.م. شولتس:"صحيح أن الجيل المعني بتلك الأحداث في طريقه إلى الزوال، لكن أطفالهم وأحفادهم لا". وتتابع الباحثة المتخصصة التي اشتغلت طويلا على الموضوع في حديث معDW:" هذه الأفلام تركز على سؤال ما الذي عايشه جدي؟". إضافة إلى ذلك يتزايد جيل جديد من المخرجين المنشغلين بهذا الموضوع ويتناولونه مستخدمين تقنيات جمالية حديثة. حددت شولتس من خلال دراساتها موجات مختلفة تناولت الموضوع. فمباشرة بعد الحرب تناول ضحايا العهد النازي هذه المرحلة في أفلامهم سواء المخرجين اليهود أو الشيوعيين. عشر سنوات بعد ذلك ظهر ما يسمى بJ"السينما النضالية"، حيث حاول مخرجو هذه الأفلام الضغط لإطلاق سراح الجنود ذوي الرتب الصغيرة، باعتبارهم ضحايا أيضا، وذلك تحت شعار" الجيش الألماني بريء". فقط في الستينات والسبعينات من القرن الماضي مع ظهور "السينما الألمانية الجديدة" أصبحت الأفلام تعكس وجهة نظر شخصية عن قضايا المجتمع والسياسة. السلسة الأمريكية "هولوكوست" التي ظهرت سنة 1978 وفيلم "لائحة شيندلر" الذي ظهر سنة 1993 أضفت على الأفلام بعدا عاطفيا، الفظاعات والقسوة التي أظهرها المخرج سبيلبرغ في عمله السينمائي زادت من الجرعة العاطفية كما تشرح شولتس. الأشكال الميلودرامية أصبحت ممكنة حتى في السينما والتلفزيون الألمانيين، فمن قبل لم يكن من المعتاد رؤية هذه الأعمال النقدية في بلد الجناة أنفسهم. بل أصبح من الممكن تناول الموضوع بطريقة كوميدية كما هو الحال مع الفيلم الساخر عن هتلر الذي ظهر سنة 2007 بعنوان "زعيمي" للمخرج داني ليفي. غيرهارد لوديكر الباحث في جامعة بريمن الألمانية يذكر لنا سببا آخر للتناول التجاري والاستعراضي لأفلام عن المرحلة النازية. فمن خلال تجربته داخل الجامعة توصل الباحث إلى أن الطلبة يُظهرون اهتماما أقل بالحقبة النازية. ويقول:"ردود الفعل حول الموضوع أصبحت تثير جزئيا الحساسية" لذلك ينبغي على الأفلام اليوم أن تقدم عرضا مبهرجا لجذب اهتمام الناس للسينما والتلفزيون. ويتابع لوديكر :"هتلر كشخصية مخيفة تبعث على الارتعاش أو شخصية كوميدية." فيما يخص الأفلام التي تناولت الحقبة النازية أسست هوليود تيارا خاصا بها، نستحضر على سبيل المثال أفلام: "إنغلوريوس بييزتيردس" لكوينتين تارانتينو أو "فالكري" لتوم كروز، وهما الفيلمين اللذين شكلا نموذجا لأفلام المدرسة الهوليودية، والتي صورت أغلبها في ألمانيا. كما أن "غيدو كنوب" المحرر التلفزيوني أسس لنفسه تيارا خاصا بفضل أعماله الوثائقية التي تناولت تلك الحقبة التاريخية بأسلوب بسيط وسهل الفهم. أما في ما يخص جانب الخيال فإن شركة المنتج نيكو هوفمان "تيموركس" اهتمت في السنوات الأخيرة بالكتابة التاريخية للتلفزيون. أفلام هذه الشركة يتم وصفها " بالحدث التلفزيوني" وتتميز ببعد درامي مخطط له، وطريقة سرد تقليدية، وبعد عاطفي سطحي. أما من ناحية المضمون فإن هذه الأفلام تؤكد على أن الألمان كانوا أيضا ضحايا، حيث صورت هذه الأفلام معاناة الناس تحت القصف، بلا مأوى، ومتضررين بسبب قيادتهم السياسية. وحسب المتخصصين في هذا المجال لم يعد ممكنا اليوم تناول الحقبة النازية بنفس المنظور الذي كان في السابق، ولا بنفس الشروحات، فصور الفظائع النازية أصبحت محفورة في ذاكرة الناس. فأصبحت هناك طريقة جديدة لتناول ذلك الماضي. ويقول لوديكر:" يتعلق المرء بتهدئة الحاضر. الفكرة التي تقف وراء ذلك: لقد نجحنا في التغلب على فترة حالكة من تاريخنا. لقد تغلبنا على النازيين. هربنا من الروس، وأسسنا ألمانيا جديدة." تلاحظ سونيا شولتس أن العديد من الأفلام التي تناولت الحقبة النازية، وآخرها فيلم "روميل"، كانت ومازالت تدور في المقام الأول حول النخب السياسية النازية. لأنها في الواقع أكثر إثارة بالنسبة للمشاهد، وتجعله يطرح السؤال على نفسه:" كيف كنت سأتصرف لو كنت في مكانه؟". مشاهدة مكائد النخبة السياسية في التلفزيون مريحة. أما الأفلام حول البسطاء من الناس فإنها نادرا ما يتم إنتاجها، لأنها لا تثير الاهتمام كما باقي الأفلام، "غير أنها أكثر إيلاما" كما تقول شولتس.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي



GMT 20:19 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

عرض فيلم "Spider Man" بمركز الثقافة السينمائية

GMT 20:16 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

الفيلم الروائي "بين بحرين" يجوب محافظات مصر

GMT 18:39 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني

GMT 10:54 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"دي سي كوميكس" تسحب صورة ترويجية لباتمان

GMT 22:23 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم عاشورا ينال جائزة خاصة في مهرجان إسباني

GMT 20:25 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

فيلم "يوم الدين " ينصف مرضى الجذام

GMT 22:15 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أبطال "دمشق حلب" يرصدون ردود فعل جمهور معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya