واشنطن - وكالات
عادة ما يصعب على الأطفال الصغار تقبل فكرة الإنتقال إلى منزل جديد، والإبتعاد عن الأشياء والأشخاص الذين يحبونهم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلي وقوعهم تحت ضغط عصبي. ويمكن تقليل هذا الضغط من خلال إتباع بعض الإرشادات البسيطة.
وأوضح أخصائي علم النفس الألماني فيلفريد غريبل أن الأطفال لا يفضلون التغيير في هذا الأمر على وجه الخصوص، ويشير إلي أن الإنتقال إلي منزل جديد يرتبط عادة في ذهن الطفل بالإنفصال عن كل ما يحبه، لذلك يرغب في أن يبقى كل شيء على ما هو عليه.
وشدد غريبل -الحاصل على دبلوم في علم النفس من المعهد الوطني للتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بمدينة ميونيخ الألمانية- على ضرورة أن يقوم الآباء بتهيئة طفلهم لفكرة الإنتقال إلي مسكن جديد، وألا يفاجئوه بذلك، ويجب عليهم إصطحابه إليه أو عرض بعض الصور له، لأن ذلك يسهم في الحد من وقوع الطفل تحت ضغط عصبي. وينطبق هذا أيضًا على روضة الأطفال أو المدرسة الجديدة التي سيلتحق بها عند الإنتقال إلي المنزل الجديد.
ويوصي غريبل الآباء بضرورة أن يوضحوا لطفلهم أنهم سيُبقون على كل ما يخصه في المنزل الجديد، كأن يقولوا له إنهم سيحضرون أغراضه إلي المنزل الجديد، وبذلك يهدئونه ويحدون من وقوعه تحت ضغط عصبي. بالإضافة للطلب منه أن يشارك في توضيبها للرحيل، كأن يقولوا له "قم بتحضير مقتنياتك وألعابك التي ستصطحبها معك إلي المنزل الجديد".
ونظرًا لأن الأطفال قد يتعلقون بأشياء لا تخطر على ذهن الآباء مطلقًا، شدد أخصائي علم النفس على ضرورة أن يستعلم الآباء من طفلهم عن هذه الأشياء، وأن يعطوه الفرصة لجمع ألعابه ووضعها في صناديق.
ويندرج فراق الأصدقاء ضمن الأمور التي تشغل ذهن الطفل عند الإنتقال إلي منزل جديد، ويوصي غريبل الآباء بإطلاع طفلهم على كيفية إبقائه على تواصل مع أصدقائه عن طريق الإتصال بهم عبر الهاتف مثلًا.
وأردف أنه يمكن للآباء أيضًا أن يعدوا طفلهم بأنهم سيحضرون مثلًا الإحتفال الذي تُقيمه روضة الأطفال في العام المقبل، إذ تعمل مثل هذه الوعود الملموسة على إتاحة الفرصة للطفل لتخيل شيء جميل في ذهنه يهون عليه فراق أصدقائه، كما أنها تساعده على التعامل مع فكرة الوداع وكأنه إحتفال.
ويؤكد غريبل أنه من الأمور التي تساعد الطفل على التأقلم في البيت الجديد إشراكه في تجهيز غرفته به، كأن يسمح الأهل له بتحديد لون الحائط ووضعية السرير في الغرفة. وبذلك يشعرونه بأنه طرف إيجابي وليس مجرد متفرج سلبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر