نيويورك ـ مادلين سعادة
حذر الخبراء من أن السيدات اللاتي يستخدمن صابون الاستحمام في المناطق الحساسة يكن أكثر عرضة لمخاطر تطوير العدوى المنقولة جنسيًا. وقال باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن الصابون والمنظفات يمكنها تدمير الأنسجة الحساسة، وتزيد من فرصة إصابة المرأة بالأمراض الجلدية، وداء الكلاميديا و مرض نقص المناعة المزمن "الإيدز". وقالت رئيس البحث جويل براون أن هناك أدلة على أن استخدام هذه المنتجات داخليًا يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا، والتهاب المهبل الجرثومي، وهو مايحدث حينما يختل توازن الأحماض الطبيعية في المناطق الحساسة.
وقامت براون بسؤال 141 سيدة عن استخدامهن لهذه المنتجات، والخضوع لفحوصات معملية للعدوى المهبلية، حيث وجد الباحثون أن 66% من السيدات اللاتي شاركن في البحث، يستخدمن المطهرات والمنظفات داخليًا.
وكانت مواد التطهير الجنسية هي الأكثر استخدامًا، بنسبة 70%، في حين أن 17% يستخدمن الفازلين، و13% يستخدمن الزيوت، وأظهرت النتائج أن السيدات اللاتي استخدمن منتجات غير مخصصة للاستخدام الداخلي، مثل الزيوت والفارزلين، كن أكثر عرضة للعدوى البكتيرية، وفقًا لنتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة طب النساء والتوليد.
وعلى سبيل المثال، فإن 40% من السيدات اللاتي استخدمن الفازلين أو الجيل كمطهر مهبلي تعرضن لالتهاب المهبل البكتيري، وهي العدوى التي يسببها عدد من أنواع البكتريا الشائعة، مقارنة بـ18% من السيدات اللواتي لم يستخدموه استخدامًا داخليًا، كما أن 44% من السيدات اللاتي استخدمن الزيوت أصيبوا بعدوى المبيض، مقارنة بـ5% ممن لم يستخدمن الزيوت.
ويشير الباحثون إلى أن المخاطر المتزايدة لهذه الأمراض الشائعة يمكن أن تكون لسبب أن هذه المنتجات تجعل درجة الحموضة والميكروبات المفيدة مضطربة في هذا المكان، ما يسمح بتكاثر الكائنات الحية الضارة، حيث أن هذه المنطقة تُعد بيتًا لنظام دقيق من البكتريا الجيدة والسيئة، والتي تنتج الأحماض التي تحميها من الأمراض والفيروسات.
ولا ينصح الأطباء أن تقوم السيدات بعملية تنظيف لهذه المنطقة داخليًا، لأن ذلك يسبب عدم توازن لهذه البكتريا، وليس لها أي فائدة.
وللحفاظ على التوازن الطبيعي للبكتريا في منطقة المهبل، يتم غسلها فقط عن بعد بالصابون والعطور، وذلك وفقًا لرئيس مركز "سانت إليزابيث" الطبي لأمراض النساء والتوليد في بوسطن الدكتور مايكل زينامان.
وقال ممثل شركة "يونيليفير"، في حديث مع وكالة "رويترز" للأنباء، أن "الفازيلين الجيل للاستخدام الظاهري، ونحن نشير إلى ذلك على العبوة، فنحن لا ننصح باستخدامه كمطهر، ولم نجري أي اختبار لدعم هذا الاستخدام".
ولم تحدد الدراسة سبب تعزيز الفازلين للالتهاب البكتيري.
وتقول الدكتورة سوفرا وايتكروفت أن "مشكلة المنتجات التي تحتوي على مواد عطرية أنها تغير من درجة الحموضة الطبيعية للمهبل، حيث أنها تتراوح من 4 إلى 5، وفي حال تغيرها إلى أقل من ذلك تفقد حمايتها الطبيعية، ويتم السماح للبكتريا بالتكاثر والنمو، كما أن المنتج المصمم من أجل تحسين رائحة الجسم، يمكن أن يأتي بنتيجة معاكسة على المدى القصير، وذلك لسبب المساعدة في نمو البكتريا ذات الرائحة، والمواد الكيميائية والعطور القوية يمكن أن يكون لها تأثير مباشر مهيج للغشاء المخاطي الحساس، بالإضافة إلى الجلد الرقيق الحساس نسبيًا، ما يتسبب في التهاب الجلد، ويجعل هذه المنطقة أكثر عرضة لإيواء البكتريا، التي تسبب العدوى، وعلى المدى الطويل، إذا تم رش المنتجات التي تحتوي على بودرة التلك في تلك المنطقة، سيؤدي ذلك إلى وصول الجسيمات الدقيقة إلى الجهاز التناسلي للأنثى، حيث أن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة بين جزيئات هذه البودرة وسرطان المبيض، وعلى الرغم من عدم التأكد من صحة هذه العلاقة، إلا أنه ينبغي الابتعاد عن أي شيء قد يسبب هذا المرض".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر