لندن ـ ماريا طبراني
أشارت دراسة حديثة إلى أن "تناول الأطعمة وفقًا للنظام الغذائي السائد في دول حوض البحر المتوسط، يقلل من خطر الإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب والشرايين بنسبة الثلث. كما يساعد تغيير التوازن بين مكونات النظام الغذائي من وقتٍ إلى أخرٍ على تجنب الإصابة بمشكلات القلب والأمراض ذات الصلة وفقًا لنتائج تجربة عملية عيادية".وكانت الدراسات السابقة تركز على أشخاص مصابين بالفعل بأمراض القلب
والشرايين، إذ كانت تدرس التحسن في الحالة الصحية للقلب وترصد مدى ما يحققه القلب من تحسن، نتيجةً لتعديلات يقوم بها الأطباء في النظام الغذائي للمريض. أما هذه الدراسة فسلكت الاتجاه المعاكس، إذ قامت التجربة على دراسة 7500 حالة من الأصحاء الأكثر عرضة للإصابة بأمراض ومشكلات القلب والشرايين، ودراسة أثر التغيرات التي تطرأ على صحتهم بشكل إيجابي بعد تغيير النظام الغذائي الخاص بهم.
وبدأت التجربة بتوفير نظام غذائي للحالات المدروسة التي بلغ عددها 7500 حالة يعتمد على كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة، إضافة إلى الأسماك والمكسرات والحبوب وغيرها من الدهون الصحية التي يحتوي عليها زيت الزيتون، بينما قلل النظام من الدهون الحيوانية واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان. وكانت عينة الدراسة التي أُجريت في إسبانيا قد اختيرت بعناية من بين الحالات التي تراوحت أعمارها ما بين 55 و80 عامًا والذين تتوافر لديها عوامل صحية، تجعلها عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، إذ تضمنت العينة التي وصل عددها إلى 447 حالة من بينهم مدخنون، مصابون بالسمنة المفرطة، ومرضى بداء السكري، وغيرهم ممن تتوافر لديهم عوامل تحفز مشكلات القلب.
وقٌدم الطعام لأفراد المجموعة وفقًا للنظام الغذائي المتوسطي، إذ احتوى الطعام على كميات كبيرة من الخضروات والفاكهة مع تناول السمك ثلاث مرات في الأسبوع، إضافة إلى المكسرات وكميات من زيت الزيتون، كما شجعهم القائمون على الدراسة على تناول اللحوم البيضاء والحبوب، مثل الفاصوليا والحمص والعدس ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع.
وكانت النتيجة التي خلصت إليها الدراسة التي استمرت 54.8 عامًا، أن 288 فقط من أفراد العينة التي تناولت الطعام على مدار هذه الفترة على الطريقة المتوسطية، لقوا حتفهم بسبب أزمات قلبية مفاجئة ومشكلات صحية ذات صلة بالقلب والشرايين، بينما استمر العدد المتبقي من أفراد العينة على قيد الحياة، وتحسنت حالاتهم الصحية بسبب تناول كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة والدهون الصحية المتوافرة في زيت الزيتون والمكسرات. تجدر الإشارة إلى أن 3.8% من أفراد العينة تناولوا الطعام على الطريقة المتوسطية، إضافة إلى كميات أكبر من زيت الزيتون، بينما تناول3.4% منهم الطعام وفقًا للنظام الغذائي المتوسطي، إضافة إلى كميات أكبر من المكسرات، في حين تناول 4.4% منهم الأطعمة نفسها، إضافة إلى كميات أكبر من الدهون الصحية.
وأشارت النتيجة النهائية إلى أن "جميع عوامل الخطر التي تجعل المرضى، عرضة للإصابة بأزمات ومشكلات القلب والشرايين وغيرها من المشكلات الصحية ذات الصلة، تراجعت إلى حدٍ بعيدٍ عند التزام أفراد العينة من ذوي عوامل المخاطرة بالنظام الغذائي المتوسطي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر