القدس المحتلة ـ وكالات
أوضح أطباء فلسطينيون مختصون أن أمراض القلب هي أول مسببات الوفاة في قطاع غزة، مرجعين بعض الأسباب إلى حالة الضغط النفسي والتوتر التي يحياها السكان نتيجة لـ"الاحتلال" والحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 6 سنوات.
وقال الطبيب نصر التتر استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والمدير الطبي لمجمّع الشفاء الطبي، أكبر مشافي قطاع غزة، إن "غزة كسائر البلاد العربية، حيث تعتبر أمراض القلب السبب الأول للوفاة فيها".
لكنه نوه إلى أن "الضغط النفسي الزائد الذي يحياه السكان، يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وانتشار مرض السكري، مما يؤدي للإصابة بأمراض القلب المختلفة".
ولفت، نقلا عن وكالة الأناضول للأنباء، إلى أن "خصوصية غزة تفرض عليها عوامل إضافية تزيد من نسبة الإصابة بالمرض، كتلوث المياه، التوتر العصبي، والتلوث في بعض أنواع الطعام من خضر وفواكه".
وأضاف أن "الضغط النفسي يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، مسبباً مضاعفات في القلب، حتى تصل للإصابة بالذبحة الصدرية أو أمراض بالشرايين والأوعية الدموية، والجلطات".
وبيّن التتر أن الحرب الأخيرة التي شهدها قطاع غزة في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2012، كانت سبباً في وفاة بعض الأشخاص بأمراض القلب كـ"الجلطات، والسكتات القلبية"، منوهاً إلى أن تلك الحالات لم يُسجل أنها عانت – مسبقاً - من أمراض في القلب.
كما أوضح أن "التربة الزراعية في قطاع غزة ملوثة، نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر للأراضي الزراعية، مما أدى إلى تلوث الطعام والخضروات".
وذكر التتر أن تأثير التلوث الغذائي يؤدي لحدوث تشوهات "خلقية" للقلب في الأجنّة، مما يزيد من نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب.
وفي السياق نفسه، شدد التتر على أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب في زيادة أعداد الوفيات بأمراض القلب.
وقال إن "النقص الشديد بالأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية المستخدمة للوقاية من المرض، وللعلاج، أسبابٌ تؤدي إلى زيادة نسبة الوفيات بالقطاع".
وأشار إلى أن القطاع يعاني من نقص في الادوية المذيبة للجلطات، موضحا أن الدواء المتوفر في غزة هو "الدواء المبدئي من المذيبات"، حيث لا يستطيع مجمع الشفاء جلب أدوية أخرى نظراً لارتفاع أسعارها".
الطبيب الغزي أضاف أيضا أن النقص في الأدوية شمل كافة أقسام الأمراض القلبية، حيث تعاني المستشفيات من نقص في الأدوية المستخدمة في حالة الجلطات القلبية، والذبحات الصدرية، بالإضافة إلى نقص في المستلزمات الطبية المستخدمة في المحافظة على الدعامات القلبية داخل الشرايين.
وشدد على أن القطاع يعاني من نقص في الاجهزة المستخدمة في تشخيص وعلاج أمراض القلب، حيث يوجد في غزة جهاز واحد فقط لـ"القسطرة" القلبية، لافتا إلى أنه في حال احتياج هذا الجهاز للصيانة، فإن فحوصات المرضى تتأجل، مما يزيد من نسبة الوفاة بهذا المرض.
وتابع حديثه قائلا إن "المرضى الذين يحتاجون لجراحة قلب، معرّضون للوفاة أيضاً، بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لتلك الحالات".
وبخصوص هذا الشأن قال مدير وحدة نظم المعلومات بوزارة الصحة في غزة، أسامة البلعاوي، إن " عدد حالات مرضى القلب والأوعية الدموية بكافة أنواعها يبلغ حوالي 6500 مريض سنوياً في القطاع".
وأوضح البلعاوي أن عدد وفيات أمراض القلب بجميع أنواعها حوالي 1700 حالة سنوياً، منها 50% من الذكور و50% من الإناث.
ويضطر مرضى القلب في قطاع غزة إلى السفر إلى الخارج لإجراء العمليات الجراحية لصعوبة إجرائها في القطاع.
وفي هذا السياق يقول عادل المدهون، وهو مريض قلب، إنه أجرى عملية القلب المفتوح في إحدى المستشفيات الإسرائيلية.
وأضاف إن " المستشفيات بغزة لا تمتلك المستلزمات الطبية مما يجعل المريض متخوفا من إجراء مثل هذه العمليات هنا".
وتفرض إسرائيل حصارا بريا وبحريا على قطاع غزة منذ منتصف 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع الذي يعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الطبية والمعيشية والوقود ومواد البناء جراء ذلك الحصار.
وشنت إسرائيل عملية عسكرية كبيرة، استمرت لمدة 22 يومًا عُرفت باسم حرب غزة، وأطلقت عليها تل أبيب اسم "الرصاص المصبوب"، بدأت في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 واستمرت حتى 17 يناير/ كانون الثاني 2009، وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 1500 فلسطيني وجرح قرابة 5 آلاف آخرين.
وأظهرت تقارير أن الجيش الإسرائيلي ألقى في هذه الحرب ما يزيد على "مليون" كجم من المتفجرات على قطاع غزة، أي بمعدل "كيلو جرام" لكل شخص يسكن في القطاع.
واستخدمت إسرائيل قذائف الفسفور الأبيض بغزارة خلال الحرب، رغم أن القانون الدولي يحظر استخدامه في المناطق المدنية، مما أدى لمقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شنت إسرائيل عملية عسكرية أخرى على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "عامود السحاب"، حيث استمرت لثمانية أيام وأسفرت عن مقتل نحو 170 فلسطينيًا غالبيتهم مدنيون، و5 إسرائيليين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر