القاهرة ـ وكالات
عرضت الجمعية الأوروبية لأمراض القلب فى هذا الشهر نتائج دراسة أجريت على 1000 مريض، وأكدوا فيها أن انتظار ساعة على الأقل بعد تناول العشاء قبل النوم يقلل من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، بنحو الثلثين، ووفق ما أشارت إليه الدراسة، فإن النوم بعد العشاء بقليل يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأضافت الدراسة كما أوضح دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب، أن الأفراد الذين ينتظرون ساعة أو أكثر بعد تناول الطعام وقبل الذهاب إلى النوم تقل لديهم مخاطر الإصابة بالجلطة بنسبة 66%، وفى المقابل فإن كل 30 دقيقة أكثر فى الانتظار تخفض مخاطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة 10 فى المائة.
والجدير بالذكر، أن هناك نوعين رئيسيين من السكتة الدماغية:
الأول، السكتة الإقفارية ischemic stroke، وتبلغ نسبة الإصابة بها حوالى 80 % من حالات السكتة الدماغية، ويحدث هذا النوع جراء التصلب العصيدى Atherosclerosis، وهو عبارة عن تراكم رواسب دهنية محتوية على الكولسترول يدعى بـ "اللويحة"، ويؤدى نمو "اللويحة" إلى تخشين الجدار الداخلى للشريان.
وقد يسبب هذا السطح غير المنتظم اضطرابا فى جريان الدم حول الرواسب تماما كالصخرة فى نهر جار، وعادة وبشكل مؤقت ما يعرف بـ"الخثرة"، وتشير الأعراض البسيطة التى تنتج عن الانقطاع فى جريان الدم إلى نوبة "إقفارية" عابرة قد يطلق الجسم خلالها أنزيمات تذيب الخثرة بسرعة، وتعيد الدم إلى جريانه الطبيعى.
أما النوع الثانى، وهو السكتة النزفية hemorrhagic stroke فخلاله يتعرض المرء لهذه السكتة، حين ينفجر شريان فى الدماغ، حيث يتسرب الدم النازف من الشريان إلى الأنسجة المحيطة مؤديا إلى تلفها.
ويعتبر الورم الوعائى من أحد الأسباب المسئولة عن السكتة النزفية، فمع التقدم فى السن يتطور هذا الانتفاخ الموجود فى نقطة ضعيفة داخل جدار الوعاء الدموية، فبعض الأورام الوعائية تنتج عن تأهب وراثى، غير أن السبب الأكثر شيوعا للسكتة الدماغية النزفية هو ارتفاع ضغط الدم.
والواقع أن السكتة الدماغية النزفية أقل شيوعا من السكتة الإقفارية، إلا أن نسبة الوفاة ترتفع فيها.
إذ تشير الإحصائيات إلى أن 50% من المصابين بالسكتة النزفية يموتون، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 20% لدى حالات السكتة الإقفارية، وبالنسبة لحالات السكتة الدماغية بين الشباب الراشدين فهى نزفية بشكل عام.
ويستحيل فى الواقع تغيير بعض عوامل الخطر، غير أنه من الممكن السيطرة على بعض المؤشرات الأخرى بواسطة الأدوية، وعبر تغيير بعض الأساليب المعيشية، وبما أن بعض هذه المؤشرات لا تسبب أعراضا بالضرورة، فقد لا تدرك بأنك تعانى منها، وإن كانت عوامل الخطر التى يمكن التحكم بها هى كالتالى:
- ارتفاع ضغط الدم، حيث يعتبر ارتفاع ضغط الدم مسئولا عن 40% من حالات السكتة الدماغية، ويعتبر ضغط الدم مرتفعا إن تجاوز الضغط الانقباضى 140ملم زئبق والضغط الانبساطى 90 ملم زئبق.
- التدخين، حيث يرتفع احتمال إصابة المدخنين بالسكتة الدماغية إلى 50% أكثر من غير المدخنين.
- الاعتلال القلبى الوعائى، فإنه إضافة إلى التصلب العصيدى، فإن الحالات القلبية التى تشتمل على قصور القلب الاحتقانى، نوبة قلبية سابقة، اعتلال القلب والصمام الحاد، أو تبديل الصمام والرجفان الأذينى "وهو خفقان قلبى غير منتظم وسريع غالبا" يجعل الإنسان عرضة لسكتة دماغية.
- نوبة احتقانية عابرة، وقد لا تدوم هذه النوبة لأكثر من بضع دقائق مسببة أعراضا بسيطة، إلا أن 20% من حالات السكتة الدماغية قد تعرضت مسبقا لنوبة احتقانية أو أكثر، وبالتالى كلما زاد عدد النوبات الاحتقانية تعاظم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر