تقاسم الطعام مع آخرين عوض رميه مبادرة ألمانية جديدة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تقاسم الطعام مع آخرين عوض رميه مبادرة ألمانية جديدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تقاسم الطعام مع آخرين عوض رميه مبادرة ألمانية جديدة

برلين ـ وكالات

لكم نضطر في أحيان كثيرة إلى رمي أطعمة مطبوخة أو أطعمة لم نستهلكها بعد فقط لانتهاء تاريخ صلاحيتها، وهو ما يشكل خسارة حقيقية. لذلك قامت مجموعة من المهتمين بالبيئة بإنشاء موقع على الانترنيت لتقاسم الطعام مع آخرين.الإنسان بطبعه يُقبل على رمي الأشياء، وكأنه آلة لرمي القمامة: فنحن نطبخ أكثر مما نستهلكه، ونشتري كمية من المواد الغذائية تفوق الكمية التي نحتاجها، كما أننا لا نستخدم بقايا الطعام. 80 كيلوغراما هو متوسط ما يرميه ألماني واحد في السنة. لذلك يقود موقع جديد على الانترنيت هو "foodsharing.de" حملة لتوعية الناس ودفعهم إلى إعادة التفكير في طريقة تعاملهم مع بقايا الطعام وتقاسمه مثلا مع الغرباء.لقد اكتشف الإنسان إمكانية الاستخدام المشترك للسيارات والدراجات الهوائية والمكاتب، فلما لا يتم التفكير في تقاسم الطعام أيضا؟ هذا تماما ما فكر فيه المشرفون على موقع "فوود شييرينغ"، الذي تأسس قبل شهر. واحد من المؤسسين هو المخرج الوثائقي المعروف فالنتين تورن، الذي سبق وأن ناقش هذا النوع من القضايا في أفلامه، وخاصة فيلم "تيست ذي ويست" 2011 الذي عبر فيه عن مجتمع سطحي لم يعد قادرا على تقييم فوائد تفاحة واحدة. ويقول تورن:"بعد خروج الفيلم إلى القاعات السينمائية اتصل بنا بعض صغار الخبازين الذين طرحوا علينا السؤال حول ما يمكن فعله من بقايا الخبز. من هنا انطلقت فكرة "فوود شيرينغ". يمكن لأي شخص كان، سواء أتعلق الأمر بمستهلك عادي أو برجل أعمال، التسجيل في الموقع وإنشاء سلة للأطعمة، حيث يتم وصف البضاعة، التي لا يمكن استهلاكها ويود منحها إلى طرف آخر بالمجان. يتم تحديد مكان استلام تلك البضاعة بواسطة خريطة تفاعلية. ثم يتم تبادل الإيميلات لتحديد مواعيد الالتقاء. أما من لا يريد أن يلتقي بالغرباء، فيمكنه وضع بضاعته في نقطة التقاء مشتركة يحددها الموقع، هي عبارة عن خزانة في وسط المدينة يضع فيها الناس المواد الغذائية ويأتون لأخذها منها. "إذا كان علي السفر حول المدينة بأسرها لجلب كيلو من البطاطس، فإن التوفير الايكولوجي يفقد معناه" كما يرى فالنتين تورن. لذلك: "نريد رفع عدد أعضاء الموقع إلى عشرات الأضعاف. حتى يصبح مكان جلب البضاعة في منطقة مجاورة". والهدف قابل للتحقق، فخلال أربعة أسابيع أصبح عدد أعضاء الموقع 5000 عضوا."لقد قمت بشراء مسحوق البروبوليس التي ينتجه النحل، كنت أريد استخدامه كوسيلة علاج، غير أنني اكتشفت أن عندي حساسية ضده"، كما تحكي أوته كوز، وهي موظفة إدارية. وتتابع أوته: "ولأن ذلك المسحوق غال جدا، قررت أن أتبرع به عن طريق موقع "فوود شييرينغ" ، لأن رميه سيكون خسارة حقيقية". لقد كانت تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها أوته خدمات الموقع، فالمرأة الأربعينية مقتنعة بالفكرة تماما: "لن أقوم مثلا بعرض بقايا حلوى القشطة التي بقيت من عيد الميلاد، لكن يمكن أن أعرض أشياء أخرى، وكذا أخذ أشياء يعرضها الآخرون".الأمر نفسه يقوم به فالنتين تورن الذي وضع سلة للطعام على الموقع تضم تفاحا لذيذا، لكنه غير قابل للتخزين لمدة طويلة. "لقد كنت دائما واعيا بالحفاظ على البيئة، غير أنني اشتغلت على الموضوع الآن بشكل مكثف. إنتاج المواد الغذائية يساهم في 30 بالمئة من الانبعاث السامة، صحيح يجب علينا أن نحيا، لكن لا ينبغي رمي نصف ما نشتري." معرفة كم العمل والجهد والعرق الذي يحتاجه إنتاج الطعام، قد يجعلنا نقدره أكثر، وأن نتحلى بثقافة الحفاظ على الطعام، كما يعتقد تورن. غير أن جذور المشكلة ترجع إلى المسافة بين المنتج والمستهلك. "نحن بعيدون عن الحياة الفلاحية، وعن الأرض الزراعية، فنسينا ما هو جيد وما هو سيئ."ويتابع تورن:"من نشأ في بيئة فلاحية تكون لديه قدرة تقييم جودة الأطعمة، وهو ما لا يمتلكه المستهلك العادي، الذي يعتمد فقط على تاريخ انتهاء الصلاحية، والذي قد لا يكون دائما مرشدا لجودة الطعام، بقدر ما تلعب الحواس كالبصر أو الشم دورا في ذلك". كما انتقد تورن أيضا تركيز منتجي الأطعمة على ثمن المنتوج وعلى البعد الجمالي والشكلي للأطعمة أكثر من التركيز على المذاق نفسه.هناك حالة انفصام نعاني منها حسب ما يقول تورن، فالإنسان بطبيعته لا يحبذ رمي الأشياء، لأنه لا يشعر حينها بشعور لطيف، لكن في نفس الوقت رمي الأطعمة هو قاعدة من قواعد الحياة اليومية. وفي سياق متصل تقول آنا لومبا وهي ممثلة من كولونيا:"نعم أنا أرمي الطعام عندما تنتهي مدة صلاحيته، هذا أمر سيئ أعرف ذلك، لكني أقوم به مع ذلك". وتضيف:"بالنسبة لي تاريخ انتهاء الصلاحية هو مجرد مبرر أعتمد عليه لرمي الطعام." وجود موقع "فود شييرينغ" بعث السرور في نفس آنا، التي رأت في الموقع بديلا مفيدا عن رمي الأطعمة.ما يخطط له تورن وفريقه في الوقت الحالي هو برنامج خاص بالهواتف الذكية، بحيث يصبح بإمكان المستخدم من عمله أو في طريقه إلى البيت معرفة إذا ما كان هناك أحد في الجوار يريد التبرع ببعض الأطعمة. ويبدو أن هناك عمل أكبر في انتظار المشرفين على المشروع. ويقول تورن ضاحكا: "طبعا أود أن أبقى مخرجا سينمائيا، لكنني في الوقت الحالي مشغول جدا بمشروع فوود شييرينغ."

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقاسم الطعام مع آخرين عوض رميه مبادرة ألمانية جديدة تقاسم الطعام مع آخرين عوض رميه مبادرة ألمانية جديدة



GMT 16:20 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

دولة أوروبية جديدة تعتمد لقاح "سبوتنيك V"

GMT 12:54 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

بارغواي تسجل لقاح "سبوتنيك V" الروسي ضد كورونا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya