واشنطن ـ وكالات
الحيوانات الأليفة يمكن أن تكون صديقة منزلية للبعض من الذين يحبون أن تكون بالقرب منهم.. ولكنها في نهاية الأمر مخلوقات حية، مثل الناس، يمكن أن تصاب بالأمراض ويمكن أن تحمل العدوى الميكروبية، وأحيانا ربما يمكن أن تنتقل هذه الميكروبات من الحيوانات إلى للناس. وتسمى الأمراض التي تنتقل للبشر من الحيوانات «الأمراض الحيوانية المنشأ» zoonoses.
* ووفق ما تذكره مصادر وزارة الصحة الأميركية، فإن نحو 75% من الأمراض الجديدة التي أصابت البشر خلال العقد الماضي يمكن تتبع مصدرها، وأنها كانت إما حيوانات أو مخلفات حيوانية. وقد يصاب الإنسان بالأمراض الحيوانية المنشأ إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر عبر البيئة التي نعيش وتعيش فيها الحيوانات. والأمر لا يختلف عن الحيوانات الأليفة في المزرعة أو الحيوانات المنزلية أو حتى الحيوانات البرية غير الأليفة. والأطفال أكثر عرضة من الكبار، مما يتطلب تثقيف الأطفال وتوجيههم نحو كيفية التعامل مع الحيوانات بالعموم، خاصة الأليفة المنزلية منها، وأيضا يتطلب أن يدرك الكبار كيفية انتقاء هذه الحيوانات الأليفة وكيفية العناية بها والتأكد من سلامتها قبل جلبها للمنزل وترك الأطفال يتعاملون ويتعايشون معها.
ولئن كانت عادة اقتناء القطط المنزلية تنتشر في السابق، فإن الحيوانات المنزلية الأليفة تشمل لدى البعض: الكلاب والسلاحف والزواحف والثعابين والقردة، مما توسع البعض في جلبها للمنزل وشرائها من أماكن ومتاجر بيع الحيوانات الأليفة.
* بعض الأمراض التي تحصل لدى الحيوانات الأليفة، ربما حتى اليوم يقال طبيا إنها لا يمكن أن تنتقل إلى البشر. ولكن الحيوانات الأليفة يمكن أن تحمل بكتيريا معينة أو فيروسات أو طفيليات أو فطريات يمكن أن تنقل العدوى إلى الناس.
ويمكن لعدوى الحيوانات الأليفة أن تكون بالفعل خطيرة ومهددة لسلامة حياة الإنسان، خاصة للرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن، والأشخاص الذين ضعف نظامهم المناعي بسبب المرض (مثل السرطان أو الإيدز).
ويحدث التقاط الناس للأمراض الحيوانية المنشأ، نتيجة أو عند التعرض للعض، أو الخدش، أو عند ملامسة طعام الإنسان أو تلوثه بمنتجات نفايات الحيوان أو ابتلاعها كاللعاب، أو البول أو البراز أو الوبر (رقائق من الشعر، أو الريش، أو الجلد). وقد يصاب الإنسان أيضا بالمرض عبر نقل فراء أو ريش الحيوانات الأليفة جراثيم أو حشرات القراد والبراغيث، وهذه الحشرات يمكن أن تحمل الأمراض مثل مرض «لايم» أو مرض «الجبال الصخرية المبقعة»، وهي التي قد تجعل البشر مرضى بأمراض بعضها شديد.
الكلاب والقطط
* قد يجد البعض صعوبة في أن يصدق أن الكلاب والقطط التي يعتبرها «صديقة له» يمكن أن تكون مذنبة في أي شيء آخر غير النوم الكثير أو بعثرة الفضلات في أرجاء من المنزل أو الإزعاج بأصواتها، ولكن الحقيقة أنها في بعض الأحيان قد تكون سببا رئيسيا في إصابة البشر بالعدوى الميكروبية.
* داء الكلب rabies هو مرض حاد يسببه فيروس قد يحمله الكلب أو غيره من الحيوانات في لعابه. ويتم دخول فيروس مرض داء الكلب إلى الإنسان عن طريق لدغة حيوان مصاب لجلد الإنسان. ومن الحيوانات التي قد تحمل فيروس داء الكلب حيوانات الراكون، والخفافيش، والظرابين، والقيوط، والثعالب. كما يمكن للحيوانات الأليفة غير المطعمة باللقاح الخاص مثل الكلاب والقطط أن تحصل على عدوى فيروس داء الكلب إذا تعرضت إلى لدغة أو عضة من حيوان مصاب في البرية.
وعلى الرغم من أن داء الكلب مرض خطير يمكن أن يسبب تلفا في المخ والموت إذا لم يعالج في أسرع وقت، فإن حالاته لدى البشر نادرة للغاية في الولايات المتحدة، وذلك بفضل اتباع «متطلبات التحصين للحيوانات الأليفة» pet immunization requirements. ولذا، فإن الحيوانات الأليفة المستأنسة، مثل الكلاب، ينبغي دائما أن يتم تطعيمها ضد داء الكلب لتقليل إمكانية العدوى.
وللمعالجة السريعة، يجب غسل جروح لدغة أي حيوان بدقة وعلى الفور وذلك للمساعدة على تقليل خطر الإصابة بداء الكلب. وإذا كان الطبيب يعتقد أن ثمة خطرا لداء الكلب بعد عضة الحيوان، فسوف يتلقى المصاب على الأرجح سلسلة من اللقاحات على مدى فترة أسبوعين.
* عدوى «العطيفة» Campylobacter الميكروبية. نوع من الأمراض البكتيرية التي قد تصيب الكلاب والقطط والفئران البيضاء والطيور وحيوانات المزرعة، ويمكن أن تنتقل إلى البشر. وبكتيريا «العطيفة» يمكن أن تعيش في الجهاز الهضمي للحيوانات، وبالتالي يمكن لدى الذين هم على اتصال مباشر مع هذه الحيوانات الأليفة المصابة بها أن تنتقل إليهم هذه البكتيريا، ومن ثم يعانون من أعراض سيئة مثل الإسهال (الإسهال الدموي في بعض الأحيان)، وألم في البطن، والحمى.
العدوى ببكتيريا «العطيفة» غالبا ما تحصل عندما يقوم الشخص بأكل أطعمة ملوثة، مثل اللحوم غير المطبوخة جيدا أو الحليب غير المبستر. كما أن عدوى «العطيفة» يمكن أيضا أن تنتقل إلى الإنسان عندما يحصل تلامس مع براز الحيوان المصاب أو المياه الملوثة بذلك النوع من البكتيريا.
والتهابات بكتيريا «العطيفة» معدية بين الناس، مما يعني أنها يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، خاصة بين أفراد الأسرة نفسها. ويلجأ الأطباء عادة إلى علاج عدوى «العطيفة» بوصف تناول المضادات الحيوية.
* البكتيريا «البرتونيلة» Bartonella henselae هي أحد أنواع البكتيريا التي قد تسبب ما يعرف باسم «مرض خدش القط» cat scratch disease. وينتقل المرض إلى الشخص السليم إذا تعرض لعضة أو خدش بمخالب القط خاصة الهررة الصغيرة، التي تكون مصابة بهذه البكتيريا. وبالتالي تبعا لذلك قد يصاب الإنسان بتضخم متطور في الغدد اللمفاوية والحمى والصداع وإجهاد التعب. والمفارقة المهمة أنه عادة لا تظهر على القط أي أعراض على الإطلاق، ولذلك لا نعرف ما إذا كان مصابا أم لا بمجرد رؤيته أو حركته أو سلوكياته.
وربما تزول أعراض «مرض خدش القط» من دون علاج، ولكن في بعض الأحيان قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لإزالة العدوى البكترية هذه الآتية من القط. وتجدر ملاحظة أن «مرض خدش القط» ليس معديا من شخص لآخر.
انتقال الديدان
* الكلاب والقطط والبراغيث أيضا قد تتشارك في الإصابة بعدة أنواع من الديدان الشريطية tapewormsومن ذلك ديدان ذات المنفذين الكلبية Dipylidium caninum التي هو نوع من الديدان الشريطية التي يمكن أن تدخل جسم القط أو الكلب نتيجة ابتلاع البراغيث المتناثرة على فرو جلد القط أو الكلب حينما تلعق تلك الحيوانات فراءها لتنظيف نفسها. والبراغيث المبلوعة هذه تحمل بيض الديدان الشريطية، ومن ثم تنمو الدودة الشريطية في أمعاء الكلب إلى أن تصل إلى حجمها الكبير، كما يمكن أن تنمو إلى ذلك الحجم في أمعاء الإنسان حينما يصاب بها عبر ابتلاع ذلك البيض. والأطفال الصغار معرضون بشكل خاص لخطر عدوى الديدان الشريطية عند ابتلاع البراغيث المتناثرة على فرو الحيوانات الأليفة. وهناك نوع آخر من الديدان الشريطية التي يمكن أن تعيش في الأمعاء الدقيقة للكلاب، تدعى «الديدان المشوكة الحبيبية» Echinococcus granulosus، التي قد تصيب أيضا البشر.
والأشخاص الذين لديهم إصابة بالديدان الشريطية قد يلاحظون القطع الشريطية في فضلات البراز. وقطعة من الديدان الشريطية قد تبدو وكأنها حبات الأرز. ويمكن للأطباء إعطاء المريض الأدوية المناسبة لعلاج عدوى الديدان الشريطية.
* داء «السهميات» Toxocariasis هو مرض يسببه طفيلي الديدان parasite worms التي تعيش في أمعاء الكلاب والقطط. ويتم تمرير بيض الديدان إلى البشر عن طريق براز الكلاب والقطط.
ولذا، فإن الأشخاص الذين لا يغسلون أيديهم بشكل متكرر معرضون لأكل كمية ضئيلة من البيض بطريق الخطأ من هذه الديدان، الذي يفقس ثم يتطور في الجهاز الهضمي للإنسان. والرضع والأطفال الصغار الذين يضعون أي شيء في كثير من الأحيان في فمهم هم أكثر عرضة لخطر ابتلاع ذلك البيض والإصابة بداء السهميات. والأعراض تشمل الحمى والسعال والصفير عند التنفس، وآلام في البطن، والطفح الجلدي، وتضخم العقد اللمفاوية، أو أمراض العين. وثمة أدوية يمكنها علاج داء «السهميات».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر