أسطورة الفيتامينات الصناعية ومحاربة الشيخوخة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أسطورة الفيتامينات الصناعية ومحاربة الشيخوخة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسطورة الفيتامينات الصناعية ومحاربة الشيخوخة

برلين ـ وكالات

يروج المنتجون لعقاقير "سحرية" بمواد مضادة للأكسدة، تجعل وقف الشيخوخة في الخلايا أمرا ممكنا. الفائدة التي يروجون لها تبدو أمرا مشكوكا فيه، لأن الخلايا يمكنها حماية نفسها جيدا ضد ضغط الأكسدة خاصة بإتباع نظام غذائي متوازن.ما يسمى بالضغط المؤكسد في الخلايا يعتبر واحدا من أسباب أمراض كثيرة مرتبطة بالتقدم في العمر، مثل الخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. يحدث الضغط المؤكسد عندما تدخل مواد مؤكسدة مسببة لردات فعل إلى داخل الخلية. إنها جزيئات فيها ذرات أوكسجين زائدة وتريد التخلص منها. ثم تتفاعل ذرة الأوكسجين الحرة مع جزيء البروتين في الخلية. وبهذه الأكسدة يمكن للبروتين أن يتغير ويتلف، وهو أمر ضار للخلية.وتتكون المواد المؤكسدة في الخلية عبر عملية تنفس الخلية، ولكن أيضا من خلال السموم البيئية مثل دخان السجائر الذي يجلب مواد مؤكسدة إلى الجسم، يوجد منها ما يربو على عشرة أنواع، أشهرها الأوزون (O3) مثلا أو الجذور الحرة المتواجدة كبقايا غازات في الهواء المحيط. وكذلك بيروكسيد الهيدروجين (H2O2)، وهو الذي يستخدم غالبا على شكل سائل في مستحضرات التجميل، كعامل مطهر أو للتبييض. ولذلك كان العلماء يعتقدون سابقا بأن تناول ما يسمى بمضادات الأكسدة يحمي الإنسان. وهذه المضادات تتفاعل مع المؤكسدات ويفترض أن تنجح في جعلها غير ضارة. ومن المواد المضادة للأكسدة المعروفة فيتامينات Cو Eمثلا وكذلك بيتاكاروتين (بروفيتامين A).الأطباء متفقون على أن تناول هذه المواد ضمن نظام غذائي متوازن أمر مفيد. ولكن المواد المضادة للأكسدة المتوفرة على شكل حبوب لا يمكن أن تساعد - كمكمل غذائي - ضد الشيخوخة، كما تؤكد إيزابيل كيلر من الجمعية الألمانية للتغذية: "لدينا دراسة جيدة طويلة المدى لم تثبت أي تأثير إيجابي". ثم تضيف كيلر: "وبالتالي لا يمكن عبر تلك الأدوية كبح الأمراض. بل على العكس: هناك للأسف خطر أكبر في حدوث سرطان مثلا".والسبب في ذلك عثر عليه الآن أحد علماء الكيمياء الحيوية من مدينة هايدلبرغ: هناك خلايا ربما لا تحتاج إلى أي دعم. إنها تتعامل من تلقاء ذاتها بشكل جيد مع ضغط الأكسدة.توبياس ديك من مركز أبحاث السرطان الألماني استطاع أن يظهر كيف يتم ذلك: الخلايا تحمي نفسها بنفسها بمركب مضادة للأكسدة تنتجه ذاتيا يدعى الغلوتاثيون. وعند تفاعل الغلوتاثيون مع المؤكسدات الغازية، تقوم الخلية بعزل منتج الأكسدة الناتج عن ذلك وتغلقه كنوع من إجراءات الأمان. وفي وقت لاحق يمكن للخلية أن تتخلص ببطء من الأكسدة.يقول ديك: "كنا حتى الآن نعتقد بأنه كلما زاد الغلوتاثيون المؤكسد في الخلية، كلما زاد ضغط الأكسدة أكثر"، ولكن ذلك كان خطأ: "لقد وجدنا الآن أن هذا الربط ليس صحيحا". فقد ثبت بحسب عالم الكيمياء الحيوية ديك بأن الخلايا كانت أكثر مقاومة وأكثر ثباتا في مقاومة الأكسدة مما كان يعتقد في السابق.الباحث الألماني اكتشف بذلك ناقلا مسؤولا عن إبعاد الغلوتاثيون المؤكسَد، وهذا يعطي الأمل بإمكانية أن يؤثر على عملية النقل بشكل صيدلاني. وهذا يتيح بالتالي الإمكانية لجعل الخلايا أكثر مقاومةً للأكسدة أو أقل مقاومةً - إذا كان هناك حاجة - كما في حالة علاج السرطان مثلا.ولكن الجسم يبقى رغم ذلك بحاجة للمواد المضادة للأكسدة، ويمكن الحصول على ما يكفي منها عبر إتباع نظام غذائي صحي. "التأثير الإيجابي للفواكه والخضروات تم إثباته بوضوح"، كما تقول خبيرة التغذية إيزابيل كيلر. بالإضافة إلى الفيتامينات تحتوي الفاكهة من جميع الأنواع على مواد صحية أخرى كالفلافونويد مثلا. إنها مواد ملونة موجودة في التوت والبرتقال والتفاح والجزر.كيلر تنصح بتناول الفاكهة والخضار خمس مرات في اليوم: الشخص البالغ يكفيه حوالي 400 غرام خضروات و 250 غرام من الفاكهة "يمكن تحقيق ذلك بتناول الفاكهة على الفطور مثلا، وعلى وجبتي الغداء والعشاء يتناول السلطة أو الخضروات المطبوخة"، وتؤكد كيلر بأنه إذا طبق ذلك "فلن تكون هناك حاجة للمكملات الغذائية".ولكن هناك بعض الاستثناءات تكون فيها المكملات الغذائية مفيدة جدا، ولكن هذه المكملات ليست مواد مضادة للأكسدة: مثل ملح الطعام المزود باليود والفلور. كما أن هناك فيتامينات معينة ليست من المواد المضادة للأكسدة، ويحتاجها بعض الأشخاص في حالات محددة، كما تقول كيلر: "النساء الحوامل والنساء اللواتي  يرغبن في الحمل، ننصحهن بتناول حمض الفوليك (فيتامين Bمعقد)".هذه المادة يمكن أن تقلل من خطر الإصابات في الرأس والعمود الفقري لدى الجنين والطفل الرضيع. فيتامينا Kو Dضروريان للأطفال في سنواتهم الأولى. والفيتامين الأخير قد يكون مناسبا أيضا للبالغين الذين لا يتلقون ما يكفي من أشعة الشمس، لأن بناء هذا الفيتامين في الجسم يحتاج لتعرض الجلد للشمس.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسطورة الفيتامينات الصناعية ومحاربة الشيخوخة أسطورة الفيتامينات الصناعية ومحاربة الشيخوخة



GMT 16:20 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

دولة أوروبية جديدة تعتمد لقاح "سبوتنيك V"

GMT 12:54 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

بارغواي تسجل لقاح "سبوتنيك V" الروسي ضد كورونا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya