اللاجئون في تندوف يواجهون أمراض السمنة وسوء التغذية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اللاجئون في تندوف يواجهون أمراض السمنة وسوء التغذية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اللاجئون في تندوف يواجهون أمراض السمنة وسوء التغذية

برلين ـ وكالات

كشفت دراسة طبية عن اللاجئين الصحراويين بمخيم تندوف أن الأطفال يعانون من أمراض سوء التغذية والسمنة. ويعود السبب في ذلك إلى نظام التغذية هناك منذ 37 سنة، والذي يفتقد إلى عناصر غذائية متنوعة يحتاج الجسم إليها بشكل كاف. حذرت دراسة طبية نشرت في مجلة "بلوس الطب" البريطانية من الاستمرار في نهج السياسات الغذائية الراهنة في مخيمات اللاجئين الذين يعيشون تحت ظروف طارئة وسيئة على مدى فترات زمنية طويلة. وأوصت الدراسة بضرورة مراجعة المعايير المتبعة في مساعدة المخيمات التي يقيم فيها اللاجئون لمدة طويلة، وذلك من خلال تكثيف التنوع الغذائي في سلة المساعدات الغذائية المقدمة من الدول المانحة، والاهتمام أيضا بالأمراض غير المعدية مثل مرض السكر وضغط الدم والسمنة. وبحثت الدراسة في علاقة سوء التغذية التي يعاني منها اللاجئون منذ سنوات طويلة وظاهرة السمنة وقصر القامة التي أصبحت ميزة لعدد من الصحراويين وخاصة النساء منهم. وجاء في الدراسة التي تقوم بها الوكالة الأممية لغوث اللاجئين بصفة دورية كل سنتين لمعرفة الحاجيات والتحديات التي تواجهها المخيمات في المسائل المتعلقة بالغذاء والصحة والتعليم، أن ربع عدد الأسر الصحراوية يعاني من سوء التغذية والسمنة، وأن معدل انتشار سوء التغذية لدى الأطفال ارتفع بنسبة 9 بالمائة مقارنة بالمعدلات الدولية، كما بلغت نسبة قصر القامة ب 29 بالمائة، ونقص الوزن ب 18.6 بالمائة، وزيادة الوزن بنسبة 2.4 بالمائة. أما بالنسبة للسيدات فكانت نسبة قصر القامة  ب 14.8 بالمائة، في حين بلغت نسبة زيادة الوزن والسمنة 53.7 بالمائة. وحسب الدراسة فإن السمنة تتمركز لدى 71.4 بالمائة في منطقة الوسط.  وخلصت الدراسة التي أجريت بالتعاون مع عدد من المؤسسات والمعاهد الأوروبية، مثل جامعة لندن، ومعهد صحة الطفل البريطاني، والمعهد الأسباني للصحة العمومية، إلى أن مستوى السمنة المتمركزة في منطقة الوسط مرتفعة أكثر لدى السيدات. أما نسبة الأطفال الذين يعانون من انتشار سوء التغذية بشكل حاد فقد بلغت 70 بالمائة، كما بلغت نسبة قصر القامة 19.5  بالمائة، وكانت النسبة الخاصة بنقص الوزن 13.3 بالمائة. وبصفة عامة نجد أن الأسر المصنفة بزيادة الوزن والسمنة هي الأكثر انتشاراً بمعدل 31.5 بالمائة، تليها الأسر المصنفة بسوء التغذية 28.8 بالمائة. ويقول الدكتور شفيق مزياني  المكلف بالصحة العمومية على مستوى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن العمل الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة والدول المانحة للمساعدات الغذائية على مدار 37 سنة، أثر سلبيا على صحة اللاجئين بمختلف فئاتهم العمرية، "لأن المعايير المعتمدة من طرف المنظمات الدولية للخدمات المقدمة للاجئين خلال الإقامة في المخيمات لفترات قصيرة لا تتناسب مع حالة اللاجئين المقيمين لمدد طويلة ". وأضاف مزياني لـ DW" إن التناقض الذي تعيشه الأسر الصحراوية بين السمنة وسوء التغذية ناتج أولا عن التحول في النمط الغذائي من البيئة البدوية إلى البيئة الجديدة في المخيمات، حيث إن المواد الغذائية التي كانوا يتناولونها سابقا غنية بالفيتامينات والمعادن والأملاح، أما حياة اللجوء داخل المخيمات، التي يكاد ينعدم فيها النشاط البدني والنوعية الغذائية للمواد المستهلكة، مثل البقوليات والزيوت النباتية، فإنها تشكل السبب الرئيسي في الظاهرة المزدوجة للسمنة وسوء التغذية". ويضيف مزياني الذي ساهم في إعداد هذه الدراسة الطبية ويقول: " لقد توصلنا إلى تفسير علمي للعلاقة القائمة بين السمنة وسوء التغذية، حيث أظهرت الدراسة أن أغلب من يعانون من السمنة الآن، كانوا يعانون من قبل من سوء التغذية، فالدماغ يعطي لجسم الطفل إشارة سوء التغذية، وبالتالي يتحول كل ما يتناوله من طعام إلى "كيلو كالوري"، فيختزنها الجسم على شكل دهون في منطقة الوسط. وبذلك فهذه السمنة هي نتيجة فيزيولوجية لسوء التغذية ". وناشد الباحث المنظمات والدول المانحة للمساعدات الغذائية بضرورة تكثيف التنوع الغذائي في سلة الغذاء، والإكثار بالخصوص من الفواكه والخضروات المجففة، لتحسين محتوى وكمية الغذاء المستهلك، حيث لا يمكن محاصرة ظاهرتي السمنة وسوء التغذية  إلا من خلال التنوع الغذائي المتوازن.  ودافع الخبير مزياني على أطروحة ضرورة البحث عن بدائل محلية لمعالجة المشكلتين، ومن بينها تشجيع الدول والمنظمات غير الحكومية وكذا اللاجئين على إقامة مشاريع فلاحية داخل مخيمات اللجوء، للتخفيف من أزمات وصول الغذاء من حين لآخر، وبالتالي المساهمة في تنوع سلة الغذاء المقدمة.  من جهته أعتبر الخبير في التغذية الدكتور أحمد ملحة أن ظاهرة السمنة بين النساء الصحرويات بنسب مرتفعة ترتبط أيضا بالعادات والتقاليد السائدة في المنطقة، حيث تعتبر الأسرة التي تضم "نساء سمينات" أسرة غنية وقادرة على تأهيل بناتها للزواج. وبذلك تكون " السيدات البدينة" أكثر حظا في الحصول على زوج، مقارنة بالبنات النحيفات. وبهدف ذلك تلجأ الفتيات الصحراويات إلى نظام غذائي معين يعرف ب" التبلاح" والذي يشمل الكثير من النشويات والسكريات والدسم من أجل السمنة واكتساب "أكبر قدر من الكليوغرامات". ويضيف أحمد ملحة لـ DWبأن هذه العادات تزيد من حدة انتشار الأمراض غير المعدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. وتكمن أهمية الدراسة حسب الدكتور مزياني في أنها تضع تحديات جديدة أمام المنظمات والدول المانحة للغذاء للاستمرار في تقديم المساعدات بشكل جيد وتجنب مشاكل أو أمراض محتملة مثل سوء التغذية والسمنة. ويضيف الخبير مزياني: "إن هدفنا هو ضمان غذاء صحي ومتوازن لضمان استمرار حياة هؤلاء اللاجئين الذين ظلوا على مدار جيلين يتناولون نظام غذائي واحد يتكون أساسا من أطعمة نشوية وزيوت نباتية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون في تندوف يواجهون أمراض السمنة وسوء التغذية اللاجئون في تندوف يواجهون أمراض السمنة وسوء التغذية



GMT 16:20 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

دولة أوروبية جديدة تعتمد لقاح "سبوتنيك V"

GMT 12:54 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

بارغواي تسجل لقاح "سبوتنيك V" الروسي ضد كورونا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya